لم تنطلق بعد المعركة الأخيرة لقوات سوريا الديمقراطية، المدعومة أميركيا، ضد تنظيم داعش الإرهابي في آخر جيوبه بسوريا، شرق الفرات، بسبب المخاوف من "اجتياح تركي" محتمل على مناطق كردية شمالي سوريا، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، امس.

وقال المرصد إن قوات سوريا الديمقراطية دفعت بتعزيزات إلى مناطق شرق الفرات في منطقة ريف دير الزور الشرقي.

وأضاف أنه جرى نشر المقاتلين في محيط الجيب الذي يسيطر عليه داعش، كما جرى تزويدهم بالأسلحة المتوسطة والثقيلة والذخيرة، إلا أن الهجوم الحاسم لم ينطلق بعد، رغم إعلان القوات الكردية والتحالف الدولي الذي يدعمها مرات عدة عن قرب انطلاقه.

ولفت إلى أن المخاوف من الاجتياح التركي لم تدفع وحدات حماية الشعب الكردي لإرسال مزيد من التعزيزات إلى ضفاف الفرات الشرقية.

توتر مع أنقرة

ومنذ نهاية أكتوبر، طغى التوتر على الأجواء في شمال سوريا مع بدء القوات التركية استهداف مناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية، وتهديد أنقرة بشن هجوم واسع ضدها.

واستعاد داعش في أواخر أكتوبر الماضي كامل ما خسره من مناطق في جيبه الأخير، في أقصى ريف دير الزور الشرقي قرب الحدود العراقية، خلال العملية التي أطلقتها قوات سوريا الديمقراطية والتحالف الدولي في 10 سبتمبر الماضي.

واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية منذ أسبوعين هجومها ضد التنظيم في المنطقة، بعد عشرة أيام من تعليقه ردا على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد، لكن وتيرة تقدم القوات يوصف بأنه بطيء للغاية، فيما يشن داعش هجمات مضادة من المناطق، التي يسيطر عليها في الجيب، وخاصة مدينة هجين وضواحيها.

جيب داعش

ويقدر التحالف الدولي عدد الإرهابيين الموجودين في جيب داعش الأخير بنحو 2000 عنصر.

ووثق المرصد السوري مقتل 739 من مسلحي داعش منذ بدء الهجوم على الجيب في 10 سبتمبر الماضي، كما وثق مصرع نحو 452 عنصرا من قوات سوريا الديمقراطية في الفترة ذاتها.

أكبر حصيلة قتلى

وذكر المرصد، الاثنين، أن عدد قتلى قوات سوريا الديمقراطية وصل إلى 92 شخصا، جراء هجمات شنها تنظيم داعش منذ الجمعة.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن "إنها الحصيلة الأكبر لقتلى قوات سوريا الديمقراطية في هجوم واحد للتنظيم منذ تأسيسها" في أكتوبر العام 2015.

وكان المرصد قد أوضح الأحد، أن عدد قتلى قوات سوريا الديمقراطية قد وصل إلى 42 شخصا عقب هجمات شنها تنظيم داعش الإرهابي بشرق محافظة دير الزور في شرق سوريا.