كتاب وآراء

في يوم القدس العالمي... خيار المقاومة هو الأجدى في تحرير الأراضي المغتصب

كتب في : الأحد 03 يوليو 2016 بقلم : الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

بصفتي رئيس مركز القدس للإعلام والفنون ومن موقعي كإعلامي فلسطيني إضافة إلى كوني إبن فلسطين قمت كالعادة برصد معظم الأنشطة المحلية والعربية والعالمية حول القدس في يومها "يوم القدس العالمي" وقد سررت من أعماق روحي عندما لاحظت ذلك ذلك الاهتمام الكبير بإحياء هذه المناسبة العظيمة التي أطلقها قائد الثورة الإسلامية الإيرانية الإمام الراحل الخميني في عام 1979 حيث أطلق اسم يوم القدس العالمي على الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك داعياً المسلمين في جميع أنحاء العالم إلى إعلان تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في مثل هذا اليوم... وبالطبع لن أتحدث عن كل الأنشطة والفعاليات التي حدثت في كل أنحاء العالم بهذه المناسبة وإنما سأكتفي فقط عن الحديث عما جرى في دمشق كوني أعيش في هذا البلد العظيم منذ طفولتي وهو مكان ولادتي وحافظ كرامتي، طبعاً مع تقديري وإجلالي وكامل محبتي لكل من شارك بإحياء هذه المناسبة على طول هذا الكوكب، لما تمثله لي هذه المناسبة من قداسة وجليل مقام وغاية، وسأبدأ الحديث عن فعالية قامت بها مؤسسة القدس الدولية-سورية، حيث نظمت مؤسسة القدس فعالية في مكتبة الأسد بدمشق تضمنت محاضرة وعرض فيلم يوثق جرائم وممارسات كيان الاحتلال الإسرائيلي بحق المسجد الأقصى والمقدسيين، وقد حضرها ممثلو الفصائل الفلسطينية وقوى وفعاليات وهيئات فلسطينية وسورية وعدد من أعضاء مجلس الشعب السوري،.. وخلال هذه الفعالية كان هناك تصريح مهم لرئيس مجلس إدارتها الأستاذ باسل جدعان حيث أكد أن المعركة ضد الاحتلال الإسرائيلي واحدة سواء في القدس أو سورية أو أي مكان تتعرض فيه الأمة العربية لمؤامرة أو عدوان صهيوني استعماري مبيناً أن القضية الفلسطينية هي البوصلة الحقيقية للنضال العربي، وقال بأن القضية الفلسطينية كانت وستبقى قضية سورية الأولى فهي تدافع في حربها ضد الإرهاب عن كل العرب معرباً عن أمله بأن تتشكل حركة وعي جديدة في الأمة العربية تعيد الأولوية للقضية الفلسطينية واستعادة الأراضي العربية المحتلة ومواجهة العدو المشترك،... وفي تصريح مماثل أكد الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة الدكتور طلال ناجي أهمية يوم القدس العالمي لأنه يدعو كل أحرار العالم للتضامن مع مدينة القدس والفلسطينيين الصامدين فيها الذين يتصدون لاعتداءات الاحتلال الإسرائيلي ومحاولاته تهويد المدينة وسرقة تاريخها وتزييفه،... أما رئيس اللجنة التحضيرية ليوم القدس العالمي خالد عبد المجيد بين في كلمة له أن الفعالية تهدف إلى تسليط الضوء على الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال بحق مدينة القدس وأبنائها وأماكنها المقدسة، ورأى أن الاحتلال الإسرائيلي اعتقد واهماً أنه يستطيع استغلال ما تشهده المنطقة من أزمات للنيل من الحقوق الفلسطينية لكن صمود سورية ومحور المقاومة والفلسطينيين شكل ضربة للكيان الصهيوني الغاصب ومخططه مبيناً أنه لولا صمود سورية وجيشها أمام أكبر مؤامرة غربية صهيونية رجعية لكانت المنطقة مستباحة من التنظيمات الإرهابية التكفيرية المدعومة من الغرب وأمريكا والكيان الصهيوني، وقال عبد المجيد: هناك مؤامرات جديدة تحاك ضد القضية الفلسطينية وتحضر لها دوائر غربية وصهيونية وعربية تحاول تأمين غطاء فلسطيني في القمة العربية القادمة من أجل تصفية الحقوق الفلسطينية داعياً كل الفصائل الفلسطينية إلى عدم السماح بتأمين الغطاء لهذا التحرك العربي الصهيوني الرجعي، كما أعرب عن شكره لسورية لوقوفها إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله العادل والتزامها بالقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة العربية،.. وفي محاضرة بعنوان "المنظمات اليهودية التي تعمل على هدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل" استعرض مدير عام مؤسسة القدس الدولية-سورية الدكتور سفير أحمد الجراد آلية عمل هذه المنظمات والدعم المالي الذي تتلقاه من داخل كيان الاحتلال وخارجه, وبين الجراد أن يوم القدس العالمي يهدف إلى تسليط الضوء على القضية الفلسطينية والاعتداءات الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المقدسات المسيحية والإسلامية في مدينة القدس المحتلة...

كما انطلقت في هذه المناسبة العظيمة مسيرة حاشدة بالعاصمة السورية دمشق من مدخل سوق الحميدية وصولاً إلى الجامع الأموي، وقد أكد المشاركون فيها ضرورة توحيد طاقات أبناء الأمة العربية من أجل استعادة القدس والمقدسات وهو ما يوجب تناسي الخلافات الثانوية والتركيز على التناقض الرئيسي مع أعداء الأمة العربية الذين يريدون تقرير مصيرها وفقاً لمصالحهم، واعتبر المشاركون من خلال بيان صدر عن المسيرة أن يوم القدس العالمي هو يوم لحشد الإمكانيات من أجل مواجهة العدو الصهيوني الذي لا يفهم إلا لغة المقاومة وهو الخيار الوحيد لكنس الاحتلال واسترجاع الحقوق، ودعا المشاركون شعوب الأمة إلى مواجهة كل تفريط أو مساس بالمقدسات وبالحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني المتمثلة في التحرير والعودة، كما وجهوا التحية إلى مطلق الدعوة إلى يوم القدس العالمي الإمام الراحل الخميني والإمام السيد علي الخامنئي والشعب الإيراني وإلى سورية وقائدها مشيرين إلى الدور الرائد والمقاوم لسورية رغم المؤامرة الخارجية التي تسعى إلى ضرب أمنها واستقرارها الداخلي من أجل إسقاط هذا الدور، كما وجه المشاركون التحية إلى المقاومة في لبنان التي تعبر عن روح الأمة ووجدانها وإلى انتفاضة الشعب الفلسطيني المتواصلة التي تبذل كل غال في مواجهة العدو الصهيوني الذي يدنس قطعان مستوطنيه الأقصى المبارك أمام العالم والنظام الرسمي في الأمة الذي اعتاد الصمت متواطئاً مع الإجرام الصهيوني،... وفي كلمة له خلال هذه الفعالية أكد أمين فرع دمشق لحزب البعث العربي الاشتراكي الدكتور وائل الإمام أن الهدف من الحرب على سورية تصفية القضية الفلسطينية، مشدداً على أن سورية لن تقبل أن تتنازل عن حق العودة أو أي حق من حقوق الشعب الفلسطيني،.. بدوره أشار الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين/ القيادة العامة أحمد جبريل فأكد أن أعداء الأمة حشدوا المؤامرة والحرب على سورية في محاولة لتدمير هذا البلد الشجاع الذي لم يرضخ وقاتل وناضل في سبيل استعادة فلسطين وكل الحقوق العربية، مشدداً على أن سورية صامدة بوجه الحرب الإرهابية التي تتعرض لها بفضل جيشها وقيادتها الشجاعة وحلفائها وأصدقائها،... ومن جانبه أشار رئيس الهيئة العلمائية لأهل البيت في سورية السيد عبد الله نظام إلى أن يوم القدس العالمي هو صرخة لكل المسلمين بأن قضية فلسطين هي قضية المستضعفين وكل الأحرار في العالم معتبراً أن هذه القضية لا يمكن أن تنسى أو تزول، وأشار إلى أن المؤامرات التي تحاك ضد فلسطين والعالم الإسلامي غايتها بث الفرقة بين أبناء الأمة الإسلامية حتى لا يلتقي أحد مع أحد ولا تقف هذه الأمة بشكل جماعي في وجه عدوها مشدداً على ضرورة تحقيق الوحدة لطرد العدو الإسرائيلي الغاصب من أرض فلسطين، وختم بالتأكيد على أن خط المقاومة ثابت على حقه ويعمل في سبيل تحقيق أهدافه بتحرير فلسطين ومدينة القدس من الاحتلال الإسرائيلي،.. وفي ختام المسيرة وجه المشاركون رسالة تحية إلى شباب وشابات الانتفاضة الفلسطينية الثالثة معبرين أن هؤلاء الشباب هم أمل المستقبل الذين أثبتوا للعالم بأسره أن الشعب الفلسطيني لن يقبل الاحتلال والظلم والاضطهاد وسيستمر في نضاله حتى تحرير أرضه.

بداية الصفحة