كتاب وآراء

مصر وتحديات الجيوسياسية .

كتب في : الاثنين 08 مايو 2023 - 12:58 صباحاً بقلم : حسين عطايا / لبنان

 

كتب حسين عطايا - كاتب وباحث سياسي لبناني .
لاشك ان مصر ومنذُ نشأتها تواجه تحديات مختلفة ابرزها المحيط الجيوسياسي ، إن على صعيد مياه النيل  المتدفقة ، ومشاكل دول المجرى ، والتي برزت اخيراً ومنذ سنوات مشكلة سد النهضة الاثيوبي وما ينتج عنها من ازمة مياهة نتيجة التعدي على حصة مصر والسودان من مياه النيل ، وهنا لابد من الحديث عن وجود ايادي سوء ونوايا خبيثة تهدف الى النيل من مصر ، وليس بعيداً عن هذا الموضوع كُل من إسرائيل والولايات المتحدة وما تُبيتان لمصر نتيجة الصعود الكبير لمصر والعمل الدؤب الذي تقوم به القيادة المصرية الحالية  للنهوض بمصر واستعادة دورها الطبيعي والقوي في المنطقة العربية والجوار الافريقي .

وهذا الامر ، يُقاربه لعب ايادي السوء في الحديقة الخلفية والقريبة لمصر إن على حدودها الغربية " ليبيا " وما عانته في السنوات العشر الاخيرة من جماعات إرهابية تمددت في سيناء والمفارقة أن هذه الجماعات تتماهى مع الشريط الحدودي المحاذي لإسرائيل وكذلك غزة المتحكمة بقرارها حركة حماس بعد انقلابها على السلطة الفلسطينية ، وهنا لابد من الاشارة الى الدور التي لعبته تركيا قبل المصالحة الاخير والدور القطري ايضاَ حين كانت مقرات تنظيم الاخوان الارهابي تتخذ من الدوحة وانقرة البيت الآمن منه تنطلق ولا يُخفى الدور التركي في ليبيا وعدئها لمصر بعد عزل الرئيس السابق 
" محمد مرسي " وإنهاء حكم الاخوان الذي عاث فساداً غير مسبوق في الشارع المصري والذي كان يهدف الى تقسيم الشعب المصري وضرب الجيش ليتسنى لهم السيطرة على البلاد ومنها يبدأ مخطط الاخوان الذي كان بناء على تفاهم مع الادارة الامريكية السابقة في عهد اوباما .

يأتي اليوم الخطر المحدق على الحدود الشرقية للمحروسة مصر ، نتيجة الخلافات العسكرية والحرب التي تدور رحاها على ارض السودان ، والتي إن استمرت لن يخرج منها السودان مُعافى  بل سينقسم الى مجموعة دول متناحرة تدور في فلك قوى اقليمية ودولية لها مصالح في ارض وثروات السودان والابرز في ذلك نوايا تلك القوى الاقليمية والدولية تطويق مصر وخلق المشاكل على حدودها الشرقية وفي زيادة حدة المواجهة في موضوع المياه ، مما يخلق حالة لا استقرار في الموضوع المائي وما يُشكله من حالة ضاغطة على اسلوب عيش المصريين فيما خص المياه وحصة مصر في مياه النيل .

إذاً ابنوايا المبيتة والتي لم تستطع النَيل من مصر في السنوات الماضية بعد ان رفض الشعب المصري حُكم الاخوان ، والذي يُخشى ان يكون ما يحصل اليوم على حدود مصر الشرقية إستمراراً لذلك السيناريو والذي يُراد منه إلهاء مصر وخلق إشكالات حدودية غير مستقرة تُبعدُها عن دورها التاريخي في المنطقة العربية والافريقية وبالتالي تُشكل حالة إرباك للقيادة المصرية في هذا الوضع الاقتصادي الصاغط والذي يعيشه العالم بعد ما نتج عن ترددات الحرب الروسية الاوكرانية ، وفي كل امر يُراد منه إضعاف مصر فتش عن ايادي السؤ الاسرائيلية الامريكية وحلفائهما في ليبيا واثيوبيا بالامس ، والسودان اليوم .
هذا قدر جمهورية مصر العربية ودورها التاريخي من جمال عبد الناصر الى القيادة الحالية  والتي تأخذ على عاتقها النهوض بمصر مجدداً لتكون بمستوى طموح شعبها وقيادتها  اقتصادياً وعمرانياً وما مهام  تحديث جيش مصر ومده بالسلاح والعتاد الكافي لمواجهة الاعباء والمخاطر التي تتعرض لها مصر  ، إلا جزءاً من تاريخ المحروسة مصر وما يتعلق بدورها في الحفاظ على الامن القومي العربي ، والمهام الجِسام التي تواجه مصر ودورها .

بداية الصفحة