في لقائه مع الصحفية خولة خمري بالمصرية للأخبار صرح الدكتور الجزائري المختص في الفلسفة والمحاضر بجامعة قالمة أنه يتعين على الحكومات العربية أن تولي اهتماما أكبر بالعلوم الإنسانية والفلسفة بشكل خاص كون الفلسفة هي جوهر ثقافة الشعوب ومن خلالها نعرف نظرتهم للحياة والكون

حيث أكد الدكتور بأن الفلسفة هي أم العلوم والفنون والمصدر الأساسي في الحفاظ على المجتمع وهويته خاصة في عصرنا اليوم عصر العولمة التي لها دورا كبيرا في الفتك بالهويات فالفلسفة هو الوسيلة الأولى لبناء شخصية الطفل ومن خلاله يتم توجيه نمط فكر الإنسان ومنهجه بالحياة لذلك يدعو الدكتور الشباب الجزائري والعربي إلى التعرف على عالم الفلسفة بمختلف فروعها مؤكدا أننا لا يمكن أن نستغني عن الفلسفة التي شكلت جزءا لا يتجزأ من تاريخ الإنسان، وكان لها -ومازال- دور أساسي في كل ما أبدعه الإنسان من ثقافات وحضارات متنوعة. هذا وصرح الدكتور كمال حاج علي أنه ” سيكون سعيد بوضع خبرته بالاتفاق مع الهيئات العربية المختصة حول تطوير المؤسسات التربوية ودفع الشباب العربي المبدع نحو تفجير طاقاتهم الإبداعية وتنمية سبل وطرق جديدة للتعبير عن أفكارهم وطموحاتهم من خلال استغلال مختلف الوسائل الإعلامية للترويج والإشهار لهم خاصة أننا نعيش في عالم الصوشل ميديا فالشباب العربي اليوم يمتلك طاقة جبارة ونحن ملزمون بتوجيهها للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية وشبابنا من أي آفة اجتماعية قد تلحق به ولا مناص من تحقيق ذلك إلا من خلال ترسيخ المبادئ الإسلامية بحياتهم من خلال الفن خاصة عالم الخطاب المرئي لتوجيه نمط تفكيرهم نحو ما يخدم الأمة العربية والإسلامية” . كما أكد الدكتور الجزائري كمال حاج علي على ضرورة وعي الشباب الجزائري والعربي بمدى أهمية وسائل الإعلام الجديد التي أصبحت وجهتهم للترويج لأفكارهم وإبداعاهم ومنتجاتهم لكسب المال ونتائج ذلك على انتعاش الاقتصاد والثقافي فالباحث كفاعل اجتماعي له اهتمامات بعالم الشباب وآخر اهتماماتهم حيث صرح قائلا “لقد أثبتت جائحة كورنا العالمية بضرورة إقامة صمام أمان تجاه النتائج المترتبة عن هذه الجائحة” والدكتور في رؤيته الإستشرافية لعالم ما بعد كورونا أكد على أن عالم ما بعد كورونا سيشهد تغيرات جذرية وسيعتمد بشكل كبير على وسائل الإعلام الجديد ودورها في إنعاش مختلف القطاعات خاصة القطاع الثقافي حيث ستنقلب العديد من الفلسفات فتتأخر بعضها وتبرز بعضها في الواجهة لذلك صرح الدكتور قائلا: ” وجب علينا الاستعداد لهذا العالم قبل فوات الأوان خاصة أن هناك العديد من الدول حققت قفزات نوعية في التقنيات الجديدة التي ظهرت وتطورت أكثر مع فترة الحجر الصحي الذي سببه فيروس كورونا كبروز تقنيات البلوك تشين التي سهلت كثيرا التعاملات بين المؤسسات وعملائها خاصة التعاملات المالية”. هذا وقد دعا الباحث الجزائري كمال حاج علي المؤسسات الجزائرية والعربية إلى ضرورة الاقتداء بالتجارب الناجحة في مجال التكفل بالشباب العربي المبدع الذي كان ولازال يثبت يوما بعد يوم أنه معطاء لأبعد الحدود مقدما خالص شكره للشباب العربي الواعي بمدى أهمية خلق الأفكار الإبداعية في دفع عجلة التنمية كما أكد الدكتور أن هذا لا يكون إلا بالتكفل التربوي الناجح والتوجيه الجيد نحو الإبداع وتنمية روح النقد كما عرج على الظاهرة الجديدة التي توجه لها الشباب العربي وهي التجارة الالكترونية التي نمت بشكل كبير في ظل جائحة كورونا حيث ثمن الدكتور ذلك كثيرا مشيدا بمدى وعي الشباب العربي بأهمية الاستعداد للمتغيرات الثقافية والاقتصادية القادمة معتبرا هذه الظاهرة ظاهرة تربوية واجتماعية جد صحية. كما صرح الباحث الجزائري كمال حاج علي في نهاية حديثه بأنه مستعد لقبول دعوة أي مؤسسة تود منه توضيح بعض الإشكاليات المتعلقة بسبل بعث الدراسات الفلسفية التربوية والنقدية على وجه الخصوص وتطبيقها على أرض الميدان في الوطن العربي وسبل الحفاظ على شبابنا من الآفات الاجتماعية وفق مناهج تربوية على أعلى مستوى هذا الشباب العربي الذي لا يقل إبداعا عن نظيره الغربي لذلك أكد الدكتور أنه كخبير في عالم الفلسفات وتحولاتها الفكرية أنه مستعد لتقديم يد العون لمختلف المؤسسات العربية لدفع الشباب نحو الإبداع كما أكد على ضرورة الاستفادة من التطورات الأخيرة التي وصلت لها الدول في طرق التكفل بالمواهب الشابة ومحاربة الظواهر الاجتماعية التي باتت تنخر مجتمعاتنا العربية والإسلامية وهو ما يحتم علينا نحن كمختصين ضرورة دق ناقوس الخطر والمسارعة نحو معالجة هذه الظواهر وذلك لمدى خطورتها على الهوية كما دعا الدكتور إلى ضرورة استغلال وسائل الإعلام المختلفة في نشر التوعية بمدى الفلسفة والتفكير النقدي لحماية الشباب من الانبهار المفرط بمخرجات الحضارة الغبية، وقد وعد الدكتور الطلبة المتعطشين لمعرفة سبل نشر ثقافة الإبداع والابتكار والنقد أنه سيقدم المزيد من المحاضرات حول هذه القضايا المثيرة للجدل وغيرها من القضايا المهمة والحساسة وذلك في قادم الأيام.

Enter

تمت إعادة توجيه صورة بواسطة Khaoula