كتاب وآراء

المهندس عماد خميس... الحريص دائماً على أن يكون في المقدم

كتب في : الثلاثاء 09 اغسطس 2016 بقلم : الفنان التشكيلي عيسى يعقوب

كما عهدناه في كل المناصب التي تسلمها مازال مستمراً المهندس عماد خميس رئيس مجلس الوزراء في أن يكون بمقدمة المناضلين السائرين في خدمة الوطن وخدمة المواطن... حيث قام منذ بضعة أيام بزيارة مفاجئة لمشفى المواساة الجامعي، وبدأ بتفقد قسم الإسعاف المركزي والاطلاع على جهوزيته والعناية القلبية المشددة والعناية العصبية، ثم زار عدداً من المرضى في قسم الجراحة واطمأن على أوضاعهم والخدمات الطبية التي تقدم لهم، وبعدها تفقد القسم الخاص في المستشفى واطلع على سير العمل الطبي فيه، ثم ختم زيارته باجتماع في مكتب المدير العام للمستشفى اطلع فيها على أهم الصعوبات التي تعاني منها المستشفى والمشاريع التي يقوم المستشفى بتنفيذها ومن أهمها مشروع إكساء المجمع الإسعافي والأجهزة التي تم إصلاحها مؤخراً وأهمها جهاز القثطرة القلبية وجهاز تفتيت الحصيات في الشعبة البولية، وأعطى توجيهاته بضرورة الاستمرار بالعمل الدؤوب لتلبية جميع الاحتياجات الطبية والعلاجية لجميع الإخوة المواطنين،.. وخلال تلك الزيارة شدد على ضرورة إنجاز المجمع الإسعافي الجديد بالسرعة القصوى، وقد فاجأهم مرة أخرى عندما تم عرض موضوع صيانة أجهزة الطاقة الشمسية بأنه هو من أنجزها ولكن الإدارات السابقة لم تقم بصيانتها ووجه وزارة الكهرباء للقيام بالأمر لتعويض نقص المحروقات، كما زار القسم الخاص ودعا تطويره لتعزيز موارد المشفى، وأثناء تفقده المرضى وحديثه معهم قال له أحدهم وهو من محافظة حماه أن مشفى خاص بحماة طلب منه 800 ألف ليرة لعملية أوعية بينما سيجريها مجاناً في المواساة... بالطبع لا يمكن الشك كم هذه الزيارة عظيمة الأهمية كونها تعكس اهتمام السيد رئيس مجلس الوزراء بتقديم أفضل خدمة للمواطنين وحرصه على تطوير العمل وتجاوز الصعوبات... طبعاً هذا ليس هو النشاط الأول من نوعه الذي يقوم به السيد خميس بعد تسلمه لمنصب رئاسة الوزراء بل هو يكاد لا يتوقف عن المواظبة في أن يكون على الدوام في المقدمة بكل شيء يخص الوطن والمواطن،... فمثلاً من الأهمية بمكان الإشارة لزيارته أحد تشكيلات الجيش والقوات المسلحة العاملة في منطقة القلمون بمحافظة ريف دمشق، وذلك بتوجيه من سيد الوطن السيد رئيس الجمهورية القائد الدكتور بشار حافظ الأسد وبمناسبة الذكرى الـ71 لتأسيس الجيش العربي السوري حيث نقل المهندس خميس لأبطال الجيش "محبة السيد الرئيس بشار الأسد وتقديره للتضحيات التي يقدمونها للدفاع عن وحدة سورية واستقلالها لتبقى الحصن المنيع والصخرة الصلبة التي تتكسر عليها مطامع الأعداء وأحلام الغزاة"... وخاطب بواسل الجيش قائلاً: "نحن هنا اليوم لنستمد القوة والعزيمة منكم ونقف معكم في خندق واحد للدفاع عن سورية والاستبسال من أجلها لمتابعة مسيرة الانتصارات التي تتحقق كل يوم على كامل جغرافية الوطن لتبقى سورية شامخة ويعيش أبناؤها بأمان". وأضاف: "أنتم عزنا وكرامتنا وفخرنا بكم نكبر ويكبر الوطن ويتحقق الأمان وتعلو رايات النصر الذي يتحقق كل يوم على كامل الأرض السورية بفضل تضحياتكم وبسالتكم خلال سنوات الحرب الإرهابية الظالمة وسيسجل التاريخ هذه التضحيات بصفحات من نور فأنتم خير من دافع عن سورية وحافظ على كرامة أبنائها"، وقال: "نستلهم من صمودكم المستقبل المشرق لأطفال سورية والعزة لأبنائها وسنبقى على العهد في المضي قدماً نحو مسيرة التحرير ودحر كل أعداء الوطن وعودة الأمن الاستقرار لكل حبة تراب على الأرض السورية"،.. من جانبهم عبر بواسل الجيش عن عزمهم وإصرارهم على مواصلة الدفاع عن أرض سورية وأبناء شعبها حتى تحقيق النصر.... ومن أنشطته العظيمة أيضاً بعد تسلمه منصب رئاسة الوزراء أنه بحث مع وفدٍ من علماء الدين من الجمهورية الإسلامية الإيرانية برئاسة محسن أراكي الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية دور علماء الدين في مواجهة الفكر الإرهابي الذي يهدف إلى تشويه الإسلام وزعزعة دعائمه... كما جرى بحث جملة من المقترحات حول الخطوات العملية لنشر أفكار الإسلام المعتدل الحقيقي من خلال اللجان العلمية والمجمعات الدينية التي تقوم على لقاء الأديان السماوية والمذاهب الإسلامية، ونشر الفقه الثقافي المبني على المقاومة والحضارة والاعتدال والوعي العلمي، إضافة إلى دور الدول والحكومات في دعم المنشآت الدينية لترسيخ الفكر الإسلامي النير وتعزيز الوحدة الوطنية بين أبناء الوطن... وخلال تأكيده دعم القيادة والحكومة السورية للمنشآت الدينية وحرصها على محاربة الفكر الوهابي ونشر الإسلام المعتدل الحقيقي الذي يدعو إلى المحبة والتسامح والعيش المشترك، بيّن أن ذلك يتم بالتعاون والتنسيق بين رجال الدين في سورية والدول العربية والإسلامية لتحقيق التقارب بين الأديان والمذاهب كافة وبما يحقق تنمية فكرية تنويرية للأجيال القادمة... وعبّر عن تقديره وشكره للقيادة والشعب الإيراني بمساندتهم للشعب السوري، مؤكداً أن سورية صمدت ضد أقوى حرب إرهابية بفضل تضحيات قواتنا المسلحة وصبر ومقاومة السوريين ووقوفهم إلى جانب القيادة والجيش السوري للحفاظ على أمن سورية واستقرارها، بالإضافة إلى دعم الأشقاء وأصدقاء سورية... إضافة إلى أنه قد قام بالكثير من الأنشطة والقرارات المهمة التي تصب في خدمة البلد منها مثلاً أنه أصدر قراراً بتشكيل لجنة الخدمات والبنى التحتية في رئاسة الوزراء مهمتها دراسة وتدقيق المشاريع في مجال اختصاصها...

قبل أن أختم مقالتي أريد الإشادة بمقالة كتبها المهندس عماد خميس في الشهر السادس من عام 2014 بعنوان "البعثي الأمين" في سياق مناسبة كبيرة وجليلة لها ما لها من العظمة والأهمية،... حيث قال عبر مقالته بتلك المناسبة: في مثل هذه الأيام، وقبل أربعة عشر عاماً، أسندت جماهير الحزب والشعب في سورية قيادتها للرفيق الدكتور بشار الأسد، الذي جسد بفكره وتطلعاته الوطنية والقومية طموحات المواطنين ورغباتهم في بناء مستقبل واعد، يحفظ لهم استقلالهم وكرامتهم وعروبتهم، ويوفر لهم متطلبات العيش الكريم،.. ويضيف خميس بالقول: لم تكن هذه المهمة سهلة ويسيرة في عالم يهيمن عليه قطب واحد يسعى للسيطرة على ثروات الشعوب وسلبها قرارها الوطني المستقل، وهذا ظهر جلياً بعد أحداث أيلول في العام 2001 وما سببته من تداعيات خطيرة على منطقتنا العربية تمثلت في زيادة وتيرة العدوان الصهيوني على أبناء شعبنا الفلسطيني واللبناني، والذي بلغ أوجه في عدواني 2006 و2008، فضلاً عن غزو العراق وقتل ما يزيد على مليون ونصف المليون عراقي، ثم محاولة استهداف سورية والمقاومة على خلفية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق، وصولاً إلى المشروع الغربي الاستعماري الرامي إلى تغيير الأنظمة السياسية وإشاعة الفوضى تمهيداً لإعادة تقسيم المنطقة وفق أجندات تجعل من الكيان الصهيوني "دولة" يهودية متفوقة ديمغرافياً واقتصادياً وعسكرياً، وكذلك السيطرة على منابع النفط والغاز وتجارتهما، ورغم خطورة تلك المشاريع التي كانت أشبه بعواصف مدمرة، إلا أن قيادة الرفيق بشار الأسد استطاعت وبنجاح لافت الإبحار بسفينة الحزب والوطن وسط أمواج التآمر والتخاذل العربيين، وليس أدل على ذلك من:

_محافظة سورية على هويتها القومية ونهجها التحريري المقاوم، ورفضها التنازل عن الحقوق العربية المغتصبة، ودعمها المستمر للقضية الفلسطينية من منطلق الواجب والإيمان بالمصير المشترك.

-صمود سورية شعباً ودولة ومؤسسات في وجه أقذر حرب تعرفها البشرية في عصرها الحديث، الأمر الذي يؤكد أن الحزب في مرحلة قيادته للدولة والمجتمع استطاع بناء مؤسسات دولة على أسس شعبية ووطنية قادرة على حمايتها واستمراريتها، وإلا لكانت هذه المؤسسات قد انهارت مع الاستهداف اليومي لمنشآتها الإنتاجية والخدمية، والحصار الاقتصادي الخارجي الظالم القائم بأشكال مختلفة منذ أربعة عقود تقريباً.

-محافظة الحزب على تواجده الشعبي رغم استهدافه المباشر من قبل قوى الظلام والتقسيم الغربية منها والإقليمية، فالبعض كان يرى أنه في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية، التي شهدها العالم خلال العقدين السابقين، فإن حزب البعث بأفكاره ومبادئه فقد بريقه واستقطابه الشعبي، فيما كان الرفيق بشار الأسد مؤمناً منذ اليوم الأول لتوليه مهمة القيادة بقدرة الحزب على تجديد نفسه، وتطوير آليات عمله في مسعاه لتحقيق آمال الجماهير العربية وطموحاتها التي لم تتغير وتتبدل.

-قدرة الحزب على اتخاذ قرارات وطنية من شأنها توسيع مساحة المشاركة السياسية واتخاذ القرار، وهذا ما تجلى عملياً في مبادرته لإلغاء المادة الثامنة من الدستور القديم، في وقت كان البعض ممن يضمر الشر لسورية، يعتقد أنه بمجرد إلغاء تلك المادة فإن الحزب سينهار ويفقد حاضنته الشعبية، فكان أن حدث العكس تماماً، سواء بتلبية المواطنين دعوته للاستفتاء على مشروع الدستور الجديد، أو من خلال حصده أكبر عدد من مقاعد مجلس الشعب في الانتخابات البرلمانية الأخيرة.

-امتلاك الحزب لخاصية إجراء التقييم المستمر والاعتراف بالانحرافات وتحليل نقاط القوة والضعف بكل شفافية ومسؤولية، فخلال السنوات الأربع عشرة الماضية عقد الحزب مؤتمرين قطريين، وآخر مصغر عقد العام الماضي نتيجة للظروف التي تعيشها البلاد، تناولت تلك المؤتمرات بالنقد والتحليل والمحاسبة مسيرة الحزب وأوضاعه الداخلية، والموقف من القضايا الوطنية والإقليمية والدولية. وختم خميس مقالته بالقول: باختصار… لقد كانت قيادة الرفيق الدكتور بشار الأسد للحزب خلال الفترة الماضية ضمانة حقيقية لتفعيل دور الحزب في الحياة العامة، واستمراريته كقوة سياسية فرضتها إرادة الجماهير ومعاناتها وطموحاتها، وهو سيظل كذلك في المرحلة القادمة، لاسيما في ضوء القاعدة الشعبية الضخمة التي يحظى بها الرفيق الأمين القطري، وتجلت بوضوح للقاصي والداني، للصديق والعدو، في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، فسورية مقبلة على تحديات استراتيجية، تحتاج مواجهتها لقائد استثنائي ولتفويض شعبي استثنائي أيضاً.

طبعاً أوردت تلك المقالة بكاملها لأنها مقالة مضيئة مبنى ومعنى ووجدت من الخطأ اختزالها. وثانياً لكي أؤكد أنني أصادق على كل حرف جاء فيها بدءاً من العنوان وحتى الخاتمة... وبكل صراحة وبلا مجاملة نحن كشعب نريد لوطننا مثل هكذا شخص وفيّ لمدرسة القائد الخالد ووفيّ لنهج البشار العظيم، ونتمنى من كافة الوزراء والمسؤولين أن يحذو حذوه، فسوريتنا تحتاج لمن يحبها بملء روحه ويسخّر منصبه وخطواته ووقته وقلمه وضميره من أجلها وأجل عزتها ورفعتها... الشعب السوري يحتاج مثل هكذا شخص رئيساً لحكومته ويحتاج لأن يكون كل المسؤولين مثله بحرصهم على أن يكونوا أوفياء للوطن يعملون جميعاً بكل إخلاص وتفاني تحت راية سيد الراية السيد الدكتور بشار حافظ الأسد أدام عزه ومجده إلى الأبد... وفقك الله يا سيدي المهندس عماد خميس أيها الحريص دائماً على أن تكون في مقدمة الأوفياء للوطن، سلام لك، سلام عليك، وهنيئاً لنا بك.

بداية الصفحة