العالم العربى

معلمة مضيئة في التاريخ الإسلامي الشرافات -إقليم شفشاون -شمال المغرب.

كتب في : الثلاثاء 10 اغسطس 2021 - 11:27 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

المساجد التاريخية بالمملكة المغربية، قصة حضارة أمم وتاريخ دول تعاقبت على حكم المملكة المغربية الشقيقة، وتعكس هذه الصورة الدينية والحضارية إبداع الفن المعماري الذي يجمع بين ثقافات وحضارات مختلفة، وتتميز مساجد المغرب بطرازها الفريد الغني بالتراث المعماري الإسلامي والتأثير المتبادل لحضات مختلفة خاصة الحضارة الأندلسية التي أصبحت سمة بارزة لفن بناء المساجد المغربية.

ويعتبر اقدم مسجد بالمغرب،مسجد طارق بن زياد،الذي يقع بقرية الشرافات،جماعة بني دركول،قبيلة الاخماس العليا اقليم شفشاون ولاية جهة طنجة الحسيمة شمال المغرب،اسسه فاتح الأندلس طارق بن زياد،وكما جاء عند "ابن عسكر" أسس في أواخر القرن الأول للهجرة وان تأسيسه كان في حدود سنة (85 ه -704 م ) عندما ولاه موسى بن نصير على طنجة وضواحيها، وعهد إليه بنشر الاسلام فيما يجاور طنجة من بربر غمارة وبرغواطة. 

ولعب مسجد طارق ابن زياد دورا مهما وهادفا وجادا في نشر وتثبيت الدين الحنيف الإسلام في شمال المغرب، كما قام بدوره الكبير في الجهاد ببلاد الأندلس، ودرس به وتخرج منه علماء ورجال التصوف كبار أبرزهم شيخ اجبالة القطب الرباني مولاي عبد السلام بن مشيش دفين جبل العلم أستاذ أبي الحسن الشادلي دفين مصر.
فكلما ذكر اسم منطقة "الشرافات" بقبيلة الاخماس -إقليم شفشاون شمال المغرب.الا وارتبط برمزية روحية من خلال مسجد "طارق بن زياد" الذي صدح على عتباته. ذات تاريخ مضيء بالانوار الربانية.صهيل خيل وتوقف ببابه فرسان شجعان سيوف الإسلام، لتنطلق حكاية اول مسجد بني بالمغرب. 
ويحمل هذا المسجد العتيق والمعلمة الدينية والعلمية والتاريخية رمزية ومكانة هامة في التاريخ المغربي والإسلامي. لكونه حمل منذ القدم اسم البطل الخالد طارق بن زياد.

وصاغ على مر الزمن خيوط ماض متجدد حتى صار اليوم معلمة تاريخية  في السياحة الدينية ويوجد بين الافياء الروحانية والوجدانية، وسط سحر طبيعة قرية "الشرافات ".إقليم شفشاون شمال المغرب.
ويشهد تاريخ هذه المعلمة التراثية، حسب شهادات عدد من المؤرخين والباحثين، محطات مضيئة تبرهن بالحجج أن هذا المسجد لعب دورا مهما وكان المبتدأ  والخبر نحو طريق فتح الأندلس، لعوامل شتى وخاصة انه يقع في موقع استراتيجي وحصن طبيعي بين جبلين في سلسلة جبال الريف.

وساهم مسجد "طارق بن زياد"في تلقين مناهج العلم في أصول الدين من خلال مدرسة التعليم العتيق التابعة للمسجد، والتي لاتزال تحتضن طلاب العلم من مختلف الأعمار لحفظ القرآن الكريم على الطريقة المغربية التقليدية، حيث يحضنون الواحهم الخشبية مرتلين القرآن بصوت جماعي.

لنهتم  وندعم  ونرعى السياحة الدينية في الوطن العربي.

بداية الصفحة