تكنولوجيا وإتصالات

من أداة تقنية إلى ركيزة تنموية.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاستدامة في مصر

كتب في : الجمعة 17 اكتوبر 2025 - 7:25 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

في عصر تتزايد فيه التحديات البيئية وتتصاعد الحاجة إلى حلول مبتكرة، برز الذكاء الاصطناعي كأداة قوية قادرة على تحويل مفهوم الاستدامة إلى واقع ملموس، حيث يُمثل الذكاء الاصطناعي ثورة تقنية تسهم في تحسين إدارة الموارد الطبيعية، وتقليل الانبعاثات الضارة، وتعزيز كفاءة استهلاك الطاقة، من خلال أنظمة ذكية تراقب وتحلل البيانات في الوقت الفعلي.

تسعى العديد من الدول والشركات حول العالم إلى تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي كجزء أساسي من استراتيجياتها البيئية، بهدف تحقيق تنمية مستدامة تحافظ على كوكب الأرض للأجيال القادمة.

وعبر السطور التالية نستعرض كيف يُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في مختلف القطاعات البيئية والطاقة والسياحة ، ويضع أسسًا جديدة لمستقبل أخضر أكثر ذكاءً وكفاءة.

تحسين تجربة الزوار من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي

يمتد أثر الذكاء الاصطناعي إلى القطاع السياحي والآثاري، حيث تُستخدم الأنظمة الذكية في تطوير تطبيقات تفاعلية ترشد الزوار وتقدم لهم معلومات تاريخية غنية داخل المواقع الأثري، كما تُستخدم الكاميرات والأنظمة الذكية لتحليل حركة الزوار وإدارة التدفقات البشرية للحفاظ على الآثار ومنع التكدسات، مما يسهم في تعزيز تجربة السائح وتقديم خدمات أكثر جودة واستدامة.

الذكاء الاصطناعي كرافعة جديدة للرعاية الصحية
في مجال السياحة العلاجية وطب الأسنان، بدأ الذكاء الاصطناعي يلعب دورًا محوريًا في تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للزوار من داخل وخارج مصر، حيث تُستخدم خوارزميات متقدمة لتحليل الأشعة السينية والتقارير الطبية، ما يساعد الأطباء على اكتشاف الأمراض مبكرًا، مثل سرطان الفم وأمراض اللثة، ووضع خطط علاج مخصصة لكل مريض.

تحليل البيانات الصحية وتقديم رعاية ذكية

تُظهر التقنيات المعتمدة على الذكاء الاصطناعي قدرة عالية على تحليل البيانات الصحية الضخمة وتقديم توصيات دقيقة للأطباء، ما يؤدي إلى تحسين دقة التشخيص، وخفض الأخطاء الطبية، وتقليل مدة العلاج، وهو ما يعزز من مصداقية السياحة العلاجية في مصر كوجهة صحية إقليمية، وخاصة في التخصصات الدقيقة مثل الأسنان والعلاج الطبيعي والأمراض المزمنة.

هاكاثون الذكاء الاصطناعي من أجل المياه في مصر

في إطار دعم الابتكار الأخضر، أطلق وفد الاتحاد الأوروبي لدى مصر فعالية "هاكاثون الابتكار في المياه" بالتعاون مع اتحاد منظمات الأعمال المصرية الأوروبية، وجامعة الإسكندرية، والمركز القومي لبحوث المياه، وبنك المياه المصري. ويهدف الحدث إلى تمكين الشباب والمبتكرين لتطوير حلول مستدامة للتحديات المائية باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.

الفعالية جمعت نخبة من الطلاب والباحثين ورواد الأعمال وصناع السياسات لمناقشة إمكانات الذكاء الاصطناعي في إدارة الموارد المائية، وتحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع قابلة للتطبيق، ما يعكس التزامًا متناميًا من قبل الاتحاد الأوروبي بدعم التحول الرقمي والاستدامة في مصر.

الذكاء الاصطناعي لتحقيق الاستدامة المائية

شهدت فعاليات الهاكاثون جلسات تدريبية وورش عمل حول استخدام الذكاء الاصطناعي في مراقبة جودة المياه، وتوزيع الموارد، والتنبؤ بالجفاف والفيضانات، كما عرض المشاركون مشاريعهم أمام لجنة تحكيم متخصصة، وحصل الفائزون على دعم تقني وإرشادي لتحويل مشاريعهم إلى تطبيقات حقيقية على الأرض، حيث يؤكد  المهندس مروان عابدين، المشرف على تنظيم الهاكاثون، أن الفعالية تمثل نموذجًا ناجحًا للشراكة بين القطاع الخاص والمؤسسات الأكاديمية والدولية، مشيرًا إلى أن المجموعة تولت تنسيق جميع مراحل الحدث بما يعكس رؤيتها في دعم الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي لتحقيق التحول الأخضر والاستدامة المائية.

التكنولوجيا من أجل البيئة.. ودور الشباب في رسم المستقبل

يمثل الشباب العنصر الأكثر فاعلية في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطويعها لخدمة القضايا البيئية. ومن خلال فعاليات مثل الهاكاثونات والمراكز البحثية، تتاح لهم الفرص للتفاعل مع التحديات البيئية والمناخية بشكل عملي، والابتكار في تقديم حلول قابلة للتطبيق، حيث يبرز ذلك في التوجه الأوروبي والمصري المشترك نحو الاستثمار في العقول الشابة وبناء منظومة تعليمية وبحثية تعتمد على التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي كأدوات للتمكين البيئي والاجتماعي.

 الذكاء الاصطناعي من أداة رقمية إلى ركيزة للاستدامة
لم يعد الذكاء الاصطناعي مجرد تطور تقني، بل أصبح أحد الركائز الأساسية لتحقيق التنمية المستدامة. من المياه إلى الطاقة، ومن الصحة إلى السياحة، تتضح أهمية هذه التكنولوجيا في دعم بيئة نظيفة، واقتصاد دائري، ومجتمع أكثر وعيًا وفاعلية، وبينما تواصل مصر شراكاتها المحلية والدولية في هذا المجال، يتأكد أن مستقبل الاستدامة لن يتحقق فقط بالموارد، بل أيضًا بالأفكار الذكية والتقنيات المتقدمة التي تعيد رسم العلاقة بين الإنسان والبيئة.

 

 من أداة تقنية إلى ركيزة تنموية.. الذكاء الاصطناعي يعيد تعريف الاستدامة في مصر

بداية الصفحة