حذرت نقابة أطباء لبنان من انهيار وشيك قد يتعرض له القطاع الصحي بكامل جوانبه، لا سيما في ظل تصاعد معدلات هجرة الأطباء إلى الخارج؛ بسبب تردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية، وتأخر سداد الدولة للرواتب والمستحقات المالية لهم، وتدني أسعار التعريفات المعتمدة حاليا للخدمات الطبية، مشيرة إلى أنه ومنذ احتجاجات 17 أكتوبر 2019 غادر لبنان أكثر من ألف طبيب حتى الآن.

وقال نقيبا أطباء لبنان في بيروت الدكتور شرف أبوشرف، وفي طرابلس الدكتور سليم أبي صالح -في مؤتمر صحفي مشترك اليوم الجمعة في نقابة الأطباء ببيروت- إن 75% من الأطباء اللبنانيين انحدرت أوضاعهم إلى مستوى الفقر، وانهارت رواتبهم وفقدت قيمتها الشرائية الفعلية، الأمر الذي يدفعهم إلى مغادرة البلاد، بعدما "أصبح الطبيب يعمل بشكل شبه مجاني" إلى جانب وقوع اعتداءات متكررة بحقهم في الآونة الأخيرة، دون توفير حماية قانونية لهم.

وطالب نقيبا الأطباء في لبنان بإقرار مشروع قانون يعطي الحصانة للطبيب وتجريم من يعتدي عليه وإلقاء القبض على المعتدي، واعتماد الضمان الصحي للطبيب بعد تقاعده، ورفع أسعار التعريفات الرسمية الخاصة بأتعاب الأطباء وربطها بمؤشر غلاء المعيشة، مشيرين إلى أن عدم الإسراع في تنفيذ هذه المطالب سيدفع بنقابة الأطباء إلى "اتخاذ خطوات تصعيديه" في سبيل الحفاظ على الأمن الصحي والاقتصادي للمجتمع اللبناني.

وأوضح النقيبان أن نسبة الأطباء الذين غادروا البلاد أو الذين ينتظرون عروضا في الخارج، أصبحت تتراوح ما بين 20 إلى 30% وأن الفئة العمرية منهم تتراوح ما بين 35 إلى 55 عاما وهي الفئة التي تشكل "عصب القطاع الطبي اللبناني والجيل الأساس الذي تعول عليه المؤسسات الاستشفائية في العلاج والتعليم".. وحذرا من أن هجرة الأطباء المستمرة ستسبب فراغا كبيرا ينعكس سلبا على الدور الريادي للقطاع الصحي اللبناني يرقى إلى مرتبة الكارثة الكبرى.