كتاب وآراء

سيناء قلب مصر.......الجزء الرابع

كتب في : الخميس 15 ديسمبر 2016 - 8:22 صباحاً بقلم : أحمد أحمد سليمان

الجدير بالذكر ان بريطانيا احتلت مصر عام 1882م وفي عهد الخديوي (عباس حلمي الثاني ) الذي ازداد اهتمامة بمنطقة سيناء وقام بزيادة الاعمدة الحدودية الممتدة علي الحدود و قام بتجديد بناء الجوامع وترميم بئر قطية وحفر بئرا جديدا بالعريش وحيث ان سيناء كانت جزءا من الاراضي المصرية لذلك دخلت ضمن مناطق النفوذ البريطاني والتي اهتم بها المستعمر البريطاني ليس لتنميتها بل العكس فقد سعي البريطانيون لتخلف سكان هذة المنطقة عن ركب الحضارة و حصارها و تدميرها مستغلين وجود قناة السويس كمانع مائي يفصل بين الوادي و سيناء ضمن مخطط استعماري كبير لفصلها عن مصر و لجأ البريطانيون الي خنق و تقليص هذة المنطقة علي من يعيشون فيها من البدو و حتي يهجرها اهلها و يسأموا العيش فيها ولم يبدوا اي نوع من الاهتمام بالمنطقة اواهلها في جميع النواحي الزراعية والتعليمية والسياحية اوالثقافية وحاولوا اجهاض كل المحاولات السابقة للتنمية وتدمير اي تطور فيها ومنع البريطانيون من دخول اي مصري الي منطقة سيناء الا بتصريح خاص محاولة لحصارها وزيادة الجهل والامية والمرض في هذة المنطقة اضافة الي تردي الاحوال الاجتماعية لسكان المنطقة من البدو والمصريين . كل ذلك كان سعيا لتحقيق مخطط كبير لاستقطاع هذة المنطقة من قلب مصر واخضعوها لتبعيتهم تارة تحت ادارة استخباراتهم حتي 1906م وتارةاخري لمصلحة اقسام الحدود و التي سميت بسلاح الحدود فيما بعد وتعاقب علي حكمها ثلاثة محافظين انجليز وهم ( باركر ـ جارفيس ـ هاميرسلي ) و قد امتد حكمهم حتي عام 1946م وهو تاريخ تولي اول محافظ مصري لمنطقة سيناء و قد اتخذوا وسائل متعددة لعزل سيناء بطرق كثيرة منها وضع جمارك علي الساحل الشرقي لقناة السويس محاولة لفصل هذة المنطقة عن باقي مصر لغرض في نفس يعقوب و كان من الاصح وضع هذة الجمارك علي حدود مصر الشرقية ( الحدود السياسية للدولة )وهي علي بعد 210 كم من مدينة القنطرة شرق الي نهاية الحدود عند مدينة رفح ومن الاساليب الاستعمارية التي مارستها بريطانيا في سيناء و هو اسلوب ( فرق تسد ) مستغلة طبيعة المجتمع القبلي فقاموا بتقسيم مدينة العريش الي عدة مناطق بحيث تقيم كل مجموعة من قبيلة محددة في جزء من المدينة حتي تظل النزاعات قائمة بينهم و تكون دائما علي خلافات قبلية في الوقت الذي كان المحافظ الانجليزي هو الذي يستأثر بالقرارات الخاصة بالمنازعات حتي يدين الاهالي من البدو لة بالولاء والطاعة علاوة علي تردي الحالة الصحية لاهالي سيناء والبدو نظرا لعدم وجود رعاية صحية وقلة وجود المستشفيات حيث لا يوجد الا مستشفتين فقط احدهما في العريش بالاضافة الي سوء الاحوال الاقتصادية من قبل الادارة البريطانية لمنطقة سيناء وعدم الرغبة في تعميرها و زراعتها وعدم الرغبة في مد المياة الصالحة للزراعة اليها مع ندرة مياة الامطار مما زاد من الجدب و القحط بها والغريب ان البريطانيون بدأوا يرسلوا البعثات للتعدين في جنوب سيناء للبحث عن مناجم الفيروز والنحاس والمنجنيز والبترول وكانت كلما اكتشفت شيئا انكرتة علي الشعب المصري و بالرغم من محاولات بريطانيا استقطاع منطقة سيناء من مصريتها الا انها لم تستطيع ذلك وهناك واقعتين تؤكدان هذة المحاولات المستميتة للاستيلاء علي منطقة سيناء مثلما فعلوا في فلسطين ..

بداية الصفحة