كتاب وآراء

الجامعة المفرِّقة للعرب ( من أنشاص للأردن )

كتب في : السبت 11 مارس 2017 - 12:43 صباحاً بقلم : مصطفي كمال الأمير

عام ٢٠١٨ هي ذكري مرور ٦٠ عاماً علي افتتاح مقر الجامعة العربية بالقاهرة 
مبني جامعة الدول العربية الشهير في ميدان التحرير  والذي قامت بتنفيذه شركة مصرية للمقاولات هي ايجيكو للإنشاءات 
وكان مكانه الحالي ثكنات ومعسكرات الاحتلال الإنجليزي ( فندق الريتز كارلتون حاليا ) 
البدء في المشروع عام 1956 بعد ثورة يوليو ١٩٥٢ 
وتم إنجازه و تسليم المبني لافتتاحه عام 19588 وكانت التكلفة المالية للمشروع مليون جنيه مصري فقط 
ليصبح مقرا دائماً للجامعة العربية ما عدا الفترة من ( ١٩٧٨ حتي ١٩٩٠٠) التي انتقل فيها المقر الي تونس بسبب المقاطعة العربية لمصر بعد معاهدة السلام مع اسرائيل 
ترجع خبرة شركة ايجيكو إلى أعوام عديدة مضت حيث تأسست في 7 فبراير عام 19388 كشركة مقاولات متخصصة في مجال المقاولات الإنشائية الكبرى والاساسات الميكانيكية وأعمال الإنشاءات البحرية وكانت تسمى حتى عام 1964 بشركـة المبانـي المصريـة المساهمـة.وفى عام 1964 امتلكت الدولة رأس مال الشركة بالكامل بعد تأميمها 
 وسميت ( بشركة النصر للمبانى والإنشاءات ) "ايجيكو" وهى حاليا شركة مساهمة مصرية

بناء علي البيانات وسجلات جامعة الدول العربية فقد تم عقد ثمانية مؤتمرات للقمة العربية في مدن مصر ( القاهرة والاسكندرية وشرم الشيخ ) من اصل ٣٥ قمة عادية وطارئة عقدت منذ إنشاء الجامعة العربية في قمة إنشاص ١٩٤٦ في شمال مصر

والدول المؤسسة لها كانت مصر ولبنان والاردن والعراق واليمن وسوريا التي تم تعليق عضويتها عام ٢٠١١ بعد الحرب الأهلية هناك كما هو الحال مع ليبيا أيضا

ثم جاءت المغرب ثانية في الترتيب بستة مؤتمرات في مدنها المختلفةمراكش والرباط والدار البيضاء 
ثم جمهورية الجزائر التي عقدت ثلاث قمم عربية هناك 
وثلاث قمم أيضا عقدت في بغداد منها قمة عام ١٩٧٨٨ ( مقاطعة مصر بسبب معاهدة السلام مع إسرائيل ) فيما كان يعرف بجبهة الصمود والتصدي بقيادة صدام حسين
وعقدت قمة أخري في بغداد ٢٠١٢ بعد احتلال أمريكا للعراق عام ٢٠٠٣ 
ثم قمتين لكل من بيروت لبنان والدوحة في قطر والخرطوم بالسودان وتونس العاصمة والرياض بالسعودية
ثم قمة وحيدة تم عقدها في كل من دمشق سوريا والكويت بعد تحريرها 
وقمة ٢٠١٠ بمدينة سرت الليبية قبل سقوط نظام معمر القذافي في عام ٢٠١١
لتكون القمة قد تم انعقادها في ١١ دولة من اصل ٢٢٢ دولة من أعضاء الجامعة العربية بما يعني عدم اسناد وتنظيم نصف الدول الأعضاء للقمة أبدا 
 ومن هذه الدول موريتانيا وسلطنة عمان ودولة الامارات والبحرين وجيبوتي وجزر القمر والصومال وفلسطين المحتلة واليمن 
احدي الدول المؤسسة للجامعة والتي تواجه خطر انهيار الدولة اليمنية وانقسامهما دينيا وسياسيا 
 كما إنهارت ليبيا حاليا بعد تدخل حلف الناتو للحرب ضد نظام العقيد القذافي بناء علي طلب رسمي من الجامعة العربية وأمينها حينها عمرو موسي لمجلس الأمن الدولي في سابقة تاريخية غير مسبوقة
وقد تم نقل مقر الجامعة من القاهرة الي تونس بعد قمة بغداد ١٩٧٨٨ وكان الأمين العام هو الجزائري زويتن والتونسي الشاذلي القليبي 
حتي عودة الجامعة لدولة المقر بقلب القاهرة في عام ١٩٩٠٠ بعد حرب تحرير الكويت من الغزو العراقي لها بمساعدة التحالف الدولي الذي شاركت فيه مصر وسوريا والمغرب والسعودية ودول الخليج
بهذه القمة يكون العرب قد عقدوا منذ عام 19466 منذ تاريخ انشاء الجامعة العربية وحتى الان سبعة وعشرون قمة عربية عادية، 
وتسع قمم عربية طارئة باختلاف مسمياتها وأهدافها نجحت منها فقط قمة الجزائر ١٩٧٣٣ في حشد العرب وسلاح النفط وانتصارهم في حرب ٦ أكتوبر المجيدة التي حررت سيناء المصرية 
فيما ظلت هضبة الجولان السورية وفلسطين تحت الإحتلال حتي الآن 
رغم عرض مبادرة السلام السعودية ( الأرض مقابل السلام ) منذ عام 20022 وتبنتها الجامعة العربية ثم رفضتها إسرائيل المدعومة أمريكيا من حينها وحتي تاريخه !!!

بعد قراءة المشهد الحالي لتقدير الموقف والنتائج لبيان مدي نجاح الجامعة العربية من عدمه في تحقيق أهدافها حسب ميثاقها الرسمي 
من جمع العرب في أفريقيا وآسيا وحماية مصالحهم ووجودهم وحتي لغتهم العربية
يمكننا بكل أمانة القول بان الجامعة بكل مؤسساتها الثقافية والبرلمانية والمالية ومنظماتها المتخصصة وضعف ميزانيتها الدائم وامناءها الثمانية وأولهم المُؤسِس عبدالرحمن عزام وعبد الخالق حسونة ومحمود رياض والشاذلي القليبي 
 ثم عصمت عبد المجيد وعمرو موسي ونبيل العربي وصولاً الي الأمين الثامن أحمد ابو الغيط 
 هذه "الجامعة " قد فشلت تماماً في تحقيق اي نجاح يذكر سواء علي مستوي الشعوب او الدول العربية التي تمزقت الي أشلاء ودويلات للمليشيات المسلحة بعد ضياع ارض وقضية فلسطين وانهيار دول الصومال والعراق وليبيا واليمن وسوريا 
وصولا الي واقعنا المرير حاليا من الفتن والدسائس والحروب الاهلية والمذهبية الدينية والسياسية 
قمة الأردن ٢٠١٧ خلال شهر مارس الحالي 
 هي الفرصة الأخيرة للعرب لإثبات أنهم ليسوا مجرد فقاعة هوائية وظاهرة صوتية أو كذبة إبريل وكل شهور السنة علي مدار التاريخ
في قمة الحياة والموت لحسم مصير العرب وإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقي من أطلال العالم العربي والإسلامي الذي يواجه حربا شاملة غير معلنة من الغرب وأمريكا وإسرائيل

الوطن العربي الكبير يواجه أكبر تحدي في تاريخه بعد الاستقلال عن الاستعمار الغربي 
٢٢ دولة عربية تحارب بعضها في وضع أشبه بإمارات الأندلس المتناحرة قبل سقوطها
 نحن أول أمة في التاريخ تهزم"نفسها"وتقدم خدمة لأعدائها المستمتعين جداً بذلك

آخر قمة عقدت في موريتانيا ٢٠١٦ بعد رفض المملكة المغربية استضافتها لأسبابها الخاصة 
وقد شهدت مدينة شرم الشيخ المِصرية عقد القمة العربية العادية السادسة والعشرين ٢٠١٥٥ برئاسة مصر والرئيس المنتخب شعبيا عبد الفتاح السيسي

ختاما نقول ان الهدف الأساسي من إنشاء هذه الجامعة " المفرقة " لم يتحقق أبدا سواء بالمحافظة علي الشعوب او حدود الاوطان او تحرير فلسطين أو حتي الحفاظ علي اللغة و الثقافة العربية
وبعد وصول الجامعة الي سن الستين في ٢٠١٨ يجب علينا إحالتها للمعاش والتقاعد
ليصبح هذا المبني في قلب القاهرة اكبر لحد وشاهد علي القبور العربية 
بعد دفن احلام العرب في مكان ثكنات الإنجليز القديمة والاستعمار الجديد اسرائيل و أمريكا

بداية الصفحة