طبعاً بات لا يخفى على كل متابع أن المعاهد التقانية في سورية هي مؤسسات تتبع الجامعات الأم غالباً أو وزارات الدولة أحياناً وترتبط بها، ويدرس الطالب فيها لعامين متتالين وبعد ذلك يتخرج حاملاً درجة "دبلوم تقاني" في اختصاص معين يستطيع العمل من خلاله في القطاعين العام والخاص على حدٍ سواء... وخريج المعهد التقاني في أي اختصاص لا يشترط أن يكون تابعاً لخريج الكلية في سوق العمل وقد يعمل بشكلٍ منفصل دون إشرافه، مثلاً خريج المعهد التقاني للحاسب تخصص هندسة البرمجيات يستطيع العمل كمبرمج ومطور ورئيس قسم في شركة متخصصة في التكنولوجيا، وخريج المعهد التقاني للهندسة الميكانيكية والكهربائية يستطيع العمل كفني متخصص في مجاله وافتتاح مشروعه الخاص، وهنا لا بد من الإشادة بما فعلته وزارة التعليم مؤخراً من تغيير في مسميات حملة شهادة المعاهد من "مساعد مجاز" إلى "دبلوم تقاني" لأن في هذا التعديل إنصاف لهم ولمكانتهم العلمية والمهنية والاجتماعية... ووفقاً لهذا الاعتبار يعد خريج المعهد خريجاً جامعياً بامتياز فشهادات المعاهد التقانية جميعها معتمدة من المجلس الأعلى للتعليم التقاني والجامعات السورية أو الوزارات،.. وهنا أود القول بأن موضوع مقالنا هذا هو بخصوص المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية، وقد التقينا مع مديره الأستاذ الدكتور (مجد صقور) حيث أكد لنا أن هذا المعهد متميّز في نواحٍ عديدة، من حيث أداء التعليم، والحرص على التدريب، ومواكبة مستجدات العصر... وحول كيفية تأسيس هذا المعهد ومتى كان إحداثه وإلى أي جهة يتبع والأهداف منه وأقسامه والتخصصات الموجودة فيه، أشار إلى أنه قد تم إحداث المعهد في البداية تحت مسمى المعهد المتوسط التجاري في أوائل سبعينات القرن الماضي 1973 وفي ظل التطوير للتعليم المهني تم إحداث معهد جديد حل محلّه في عام 2007 بخطة دراسية جديدة وبتخصصات متعددة لم تكن موجودة بالسابق وهو المعهد التقاني للمحاسبة والتمويل، ثم تحول إلى المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية في العام الدراسي 2010، وأكد أنه يتبع حالياً إلى جامعة دمشق ويشرف عليه المجلس الأعلى للتعليم التقاني ومديرية المعاهد في جامعة دمشق.. أما الهدف منه فيؤكد أنه يهدف إلى إعداد الكوادر البشرية المهنية المؤهّلة، وإكساب طلبته المعرفة العلمية المتميّزة والمهارات الفردية التي تعزّز قدرتهم على المنافسة في سوق العمل ورفد السوق بالمختصين التقانيين ليكون خريج المعهد عنصراً خلاقاً وفاعلاً وذلك من خلال دراسة الطالب في المعهد لمدة سنتين في كل قسم من أقسام المعهد المختلفة، وهي: (قسم المحاسبة) الذي يكسب مهارات عديدة في مجالات المحاسبة المختلفة ولمنظمات القطاع العام والخاص وذلك بالإضافة لتوظيف الحاسوب وقواعد البيانات في ممارسة النشاط الإداري والمالي والتدقيقي. ويمنح الخريج في هذا القسم شهادة دبلوم تقاني في المحاسبة يؤهله للعمل كمساعد محاسب في الشركات الصناعية والتجارية والخدمية والبنوك أو في جهات أخرى حكومية أو خاصة. و(قسم الأسواق) الذي يتخصص في مجال العلوم المالية ويتوقع معالجته لقضايا أسواق المال والأعمال مع قدرته على التعامل مع قضايا تمويل المشروعات والوساطة المالية ونظم المعلومات وذلك مع توظيف الحاسوب وقواعد البيانات في ممارسة النشاط الإداري والمالي والتدقيقي. ويحصل خريج قسم الأسواق على شهادة دبلوم تقاني في الأسواق المالية تؤهله للعمل في البورصة أو في مكاتب الخدمات أو الوساطة المالية والتحليل المالية أو في الشركات، أما (قسم المصارف) فيتخصص في مجال العلوم المصرفية من العمليات المصرفية والمصارف الإسلامية وإدارة القطع الأجنبي وذلك مع توظيف الحاسوب وقواعد البيانات في ممارسة النشاط الإداري والمالي والتدقيقي. ويحصل الخريج في هذا القسم على شهادة دبلوم تقاني في المصارف، تؤهله للعمل في سائر أنواع المصارف للقيام بجميع الأعمال والمهام المصرفية وكذلك العمل في الشركات وفي مختلف الجهات التي لها علاقة بالمصارف... كما أشار إلى أن المعهد يقوم بتأمين الكتب والمطبوعات عن طريق مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية وبأسعار رمزية، ومواكبة تكنولوجيا الاتصال الحديثة الانترنت عبر موقع الكتروني رسمي يزود الطالب بجميع ما يحتاجه سواء من نتائج امتحانيه أو إعلانات تهم الطلاب، والقيام بالرحلات العلمية والترفيهية وإقامة الحفلات الفنية السنوية وحفلات التعارف، والمشاركة في النشاطات الرياضية الدورية لطلاب الجامعة، مضيفاً بأن هذا الموقع الإلكتروني يمكن عدّه نافذة للمهتمِّين والأكاديميين؛ تعرِّفهم بالمعهد وفلسفته وما يطرحه من برامج دراسيَّة ونظام تقييم. وقال: يتوفّر الموقع حالياً باللُّغة العربيَّة وسنسعى جاهدين لدعم صفحاته باللغة الإنجليزيَّة لاحقاً، وذلك من أجل توصيل الرِّسالة إلى أكبر قدرٍ من الجمهور الكريم... وقد تحدث الدكتور مجد حول بعض المنجزات الجديدة التي يقوم بها المعهد حالياً، حيث أشار إلى أن هناك قسماً رابعاً سيتم افتتاحه العام القادم هو (قسم التأمين) ويحصل الخريج الذي يقوم بدراسته على شهادة دبلوم تقاني في التأمين بأعلى خبرة على المستوى نظري والتطبيقي... كما أكد أنه تم إحداث مكتب صحفي للمعهد يتابع كل أنشطته وفعالياته يرأسه الإعلامي سمير المحمود الذي قال عنه بأنه صحفي مميز ونشيط جداً مشيراً إلى أنه كاتب وشاعر وناقد وباحث في علوم الميتافيزياء والفلسفة والتصوف.   

ولا بد لي من الإشارة هنا إلى أن الأستاذ الدكتور مجد صقور حريص كل الحرص في أن يعمل جاهداً على تقديم كل ما هو مفيد لطلبة المعهد من حيث إطلاعهم على كل ما هو مفيد لهم سواء عبر الإعلانات على صفحته الخاصة على الفيس أو من خلال اللقاءات التي يعقدها في مسرح المعهد... إضافة إلى أنه يعمل على تكوين علاقات صداقة وتعاون مع الجهات التي تهم الطلبة سواء من حيث التدريب أو من حيث تأهيلهم لسوق العمل.. وبإمكاننا الإشارة هنا على سبيل المثال وليس الحصر اللقاء المميز الذي جمع بين إدارة وطلاب المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية في جامعة دمشق مع الكادر التدريبي والأكاديمي لكلية إدارة الأعمال في الجامعة السورية الخاصة وجمعية إدارة الموارد البشرية، وقام خلال ذلك اللقاء الأستاذ الدكتور مجد صقور مدير المعهد بتوجيه الشكر بإسم المعهد وإدارته إلى الدكتور منير عباس رئيس قسم الموارد البشرية في كلية إدارة الأعمال في الجامعة السورية الخاصة وفريقه، كما أنه وعد الطلبة بالمزيد من النشاطات والدورات التفاعلية لربط خريجي المعهد مع الجهات الأكاديمية وسوق العمل، وبدوره توجه الدكتور منير عباس بالشكر للدكتور مجد صقور مدير المعهد وكادر وإدارة المعهد آملاً استمرار التعاون مع طلاب المعهد في المجالين الأكاديمي والمهني.. وقد أتى ذلك اللقاء في إطار توطيد أواصر التعاون بين كلية إدارة الأعمال في الجامعة السورية الخاصة وبين المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية عبر برنامج "مهارات سوق العمل" المؤلف من خمس ورشات عمل تدريبية مجانية، وهو برنامج تدريبي تقوم به كلية إدارة الأعمال في الجامعة السورية الخاصة بالتعاون مع جمعية إدارة الموارد البشرية والذي يمنح من يحضر ورشاته كاملة على شهادة حضور... ومن الجدير ذكره أن الدكتور مجد إنسان وفيّ ومخلص ولا ينسى أن يقوم بواجب التكريم لكل من ساهم وسعى بأن يعمل معه على تطوير المعهد، فمثلاً قام بعقد اجتماع تكريمي للدكتورة منال الشياح بمناسبة انتهاء فترة ولايتها كمعاونة علمية في المعهد. وأعرب عن تقديره لجهودها العلمية والعملية خلال الفترة التي قضتها وأخذت من وقتها وجهدها وكرستها في المعهد لمساعدة الطلاب والأخذ بيدهم. كما أنه جعل من تلك المناسبة فرصة للمباركة لترشحها كعضو من أعضاء قائمة الوحدة الوطنية لمجلس إدارة نقابة المهن المالية والمحاسبية مما يدعم السمعة الطيبة للمعهد... ولا بد لي أيضاً من الذكر أن الدكتور مجد يحمل الهم الوطني والقومي كأي إنسان ملتزم بقضايا الوطن والأمة وله أصدقاء في كل أنحاء العالم يشبهونه في هذا الهم؛ منهم المناضل الكبير المطران هيلاريون كبوجي الذي توفي منذ فترة ليست ببعيدة. وقد تحدث عنه بأنه ولد في مدينة حلب السورية عام 1922، عاش في شرق مدينة القدس، وعُرف بمواقفه الوطنية المعارضة للاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، حيث عمل سراً على دعم المقاومة. واعتقلته سلطات الاحتلال في آب 1974 أثناء محاولته تهريب أسلحة للمقاومة، وحكم عليه بالسجن لمدة 12 عاماً، وبعدما قضى منها 4 سنوات أفرج عنه بوساطة من الفاتيكان، وطرد من فلسطين في تشرين الثاني 1978، وقضى بقية عمره في المنفى في روما. كما أشار إلى أنه قد جمعت بينه وبين ذلك المناضل الكبير المطران كبوجي عدة فعاليات قومية مهمة منها مظاهرة مناصرة لقضية فلسطين في الفاتيكان بروما ضد الاحتلال الاسرائيلي، وكان معهما نقيب الأطباء المصريين وسفير فلسطين في روما...

وفي الختام لا بد من الإشارة إلى أن الأستاذ الدكتور (مجد صقور) مدير المعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية بجامعة دمشق، حاصل على عدد كبير من الشهادات: دكتوراه في فلسفة الإدارة الاستراتيجية من جامعة اكستر في بريطانيا، وماجستير في الإدارة الدولية أيضاً من جامعة اكستر بريطانيا، وماجستير في التسويق من كلية الاقتصاد جامعة دمشق، ودبلوم في إدارة مشاريع الصحة ومكافحة الفقر من جامعة لاسابيينزا في إيطاليا، ودبلوم إدارة الأعمال من كلية الاقتصاد جامعة دمشق، وإضافة إلى كونه مديراً للمعهد التقاني للعلوم المالية والمصرفية بدمشق هو أستاذ محاضر في كلية الاقتصاد جامعة دمشق، ومحاضر في ماجستير إدارة الأعمال، وفي التعليم المفتوح، وفي الجامعة الدولية الخاصة للعلوم والتكنولوجيا، ومشرف على عدد من رسائل الماجستير في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق والجامعة الافتراضية السورية، ومحاضر في الجامعة الافتراضية السورية، وهو رئيس اللجنة التخصصية للمعاهد التقانية للعلوم المالية والمصرفية ومعاهد إدارة الأعمال والتسويق في وزارة التعليم العالي، وعضو لجنة تطوير المعاهد التجارية في وزارة التربية، وعضو لجنة تطوير وتحديث المناهج في وزارة التعليم العالي، وعضو مجلس كلية الاقتصاد في جامعة دمشق، ومحكم في مجلتين عالميتين، وإضافة إلى تدريسه عدداً من المقررات المهمة في عدد من الجامعات اشترك في عدد كبير من الدورات والندوات العلمية، منها محاضر في الأكاديمية العسكرية العليا بدمشق، وفي ندوة جامعة هارفارد حول مشاريع التنمية الاقتصادية في إيطاليا، وفي ندوة جامعة اكستر حول مشاريع الريادة في بريطانيا كما أنه شارك في ندوات الثلاثاء الاقتصادي بدمشق، وقبل أن يكون مديراً للمعهد شغل عدداً من المناصب في عدد من دول العالم منها: مراقب بإدارة العمليات في البريد الملكي البريطاني، ومدقق مبيعات ومخازن RGIS Company في بريطانيا، ومديراً للتسويق والمبيعات في إحدى كبريات الشركات السعودية، ومشرف تسويق ومبيعات لعدة شركات سورية، ورئيس دائرة الدراسات المالية في وزارة النقل السورية.