عالم

إردوغان : حاول الخروج من العزلة الدولية بالتودد لروسيا.. والتصالح مع إسرائيل.. وموسكو: على أنقرة اتخاذ خطوات معينة

كتب في : الخميس 16 يونيو 2016 بقلم : رشا الفضالى

في تحركات متزامنة، مستخدما رسائل التهنئة والمفاوضات، يحاول الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، أن يخفف التوتر الذي أدت إليه السياسات الخارجية لنظامه مع عدة دول مثل روسيا وإسرائيل، في محاولة لإعادة تطبيق نظرية "صفر مشاكل"، االذي كان مهندسها رئيس حكومته السابق، أحمد داود أوغلو، الذي أطاح به اردوغان مؤخرا بعد انتقادات أوغلو المستمرة لمعالجته لعدة أزمات داخلية وخارجية.

وكانت أنقرة تطبق نظرية "صفر مشاكل"، التى تدعو لعدم الدخول في أي خلافات إقيلمية من أجل تنشيط الاقتصاد، ولكن مع حلول "الربيع العربي" نحي أردوغان "صفر مشاكل" جانبا متطلعا لدور إقليمي أكبر، من خلال دعم جماعة "الإخوان المسلمين" في مصر وتونس، ولكن سقوط نظام محمد مرسي في مصر وتراجع "إخوان تونس" عن تصدر المشهد السياسي التونسي أربك حسابات اردوغان، وأيضا خلافاته مع روسيا بسبب موقفه الداعم للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وأيضا صدامه مع إسرائيل منذ حادث الهجوم على السفينة "مافي مرمرة".

فقد وجه إردوغان، امس، رسالة إلى نظيره الروسي، فلاديمير بوتين بمناسبة العيد الوطني الروسي، معربا عن أمله في أن "تعود العلاقات بين موسكو وأنقرة إلى طبيعتها وترتقي إلى المستوى اللائق"، كما بعث رئيس الوزراء التركي، بن علي يلديريم، برسالة إلى نظيره الروسي، دميتري ميدفيديف، أعرب فيها عن أمله في أن يصل التعاون بين تركيا وروسيا "في القريب العاجل إلى المستويات الضرورية بما يلبي المصالح المشتركة للشعبين"، وقال الوزير التركي لشؤون الاتحاد الأوروبي عمر تشيليك إن بلاده "لا تريد أن يسود العداء علاقاتها مع روسيا".

ومن جانبها، قالت موسكو إن على أنقرة اتخاذ "خطوات معينة" من أجل رأب الصدع بين البلدين، في إشارة إلى إصرار روسيا على اعتذار تركيا ودفعها تعويضا عن إسقاط أنقرة مقاتلة روسية كانت تنفذ مهمة في سوريا بذريعة انتهاكها الأجواء التركية.

وعلى صعيد الخلاف مع إسرائيل، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، الثلاثاء، إن بلاده يفصلها اجتماع أو اثنان عن تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

ويعود الخلاف بين الحليفتين السابقتين منذ هجوم أفراد من القوات الخاصة الإسرائيلية على سفينة "مافي مرمرة" التركية ضمن قافلة مساعدات كانت متجهة إلى غزة مما أدى إلى مقتل 10 أتراك، في 2010.

ورغم محاولات أنقرة للتصالح مع روسيا وإسرائيل، لا تزال هناك دول شهدت علاقاتها بأنقرة، مؤخرا، أزمات، فالعلاقات "الألمانية - التركية" توترت عقب تصويت الأغلبية الساحقة في البرلمان الألماني لصالح قرار وصف مذبحة الأرمن بأنها "إبادة جماعية"، ما أثار غضب النظام التركي، الذي هاجم القرار، فيما ردت برلين بأن هناك تطورات في تركيا "تثير القلق بشدة"، مثل القيود المفروضة على حرية الإعلام أو إهانة حقوق الإنسان والأقليات.

وكذلك علاقة أنقرة بواشنطن، تعرضت لأزمة مؤخرا، حيث عبرت تركيا عن استيائها من نشر أمريكا لقوات خاصة لمساندة وحدات حماية الشعب الكردية، وارتدت شارتها، في حربها ضد "داعش"، وتلك الوحدات تعتبرها تركيا "مجموعة إرهابية"، واتهمت واشنطن "بالنفاق"، بينما طالب المتحدث باسم التحالف الدولي ضد "داعش" الجنود الأمريكيين بنزع شارة المقاتلين الأكراد عن ملابسهم العسكرية، فيما نفت واشنطن لاحقا وجود أي أزمة مع أنقرة.

بداية الصفحة