عالم

خدعوك فقالوا.. تركيا قطعت علاقاتها بإسرائيل ثم تصالحت معها

كتب في : الجمعة 01 يوليو 2016 بقلم : أحمد السعدى

يهاجم الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، خلال حفل إفطار في القصر الرئاسي، منظمي اسطول الحرية "مافي مرمرة" عام 2010، وقال لهم متسائلا ومستنكرا: "هل حصلتم على موافقتي عندما نظمتم الأسطول لكسر الحصار عن غزة؟؟، بحسب ما ذكرت القناة السابعة الإسرائيلية.


 موقف الرئيس التركي، المهاجم لمنظمي الأسطول، جاء بعد توصل الجانبين التركي والإسرائيلي إلى اتفاق للمصالحة وإعادة تطبيع العلاقات بين البلدين التي توترت منذ عام 2010، بحسب ما تذكر وسائل الإعلام التركية والإسرائيلية، لكن هناك معطيات استخباراتية واقتصادية تكشف حقيقة هذا التوتر في العلاقات بين الجانبين.
 

المجال الاقتصادي
 
في عام 1997، تم توقيع اتفاق التجارة الجرة بين تركيا وإسرائيل، وعلى إثرها زاد التبادل التجاري بين البلدين من 300 مليون دولار إلى 4 مليار دولار، وتأسست العلاقات التجارية في بداية الأمر على الصناعات العسكرية الإسرائيلية، وخاصة الاتفاق بين الجيش التركي وهيئة الصناعات العسكرية الإسرائيلية بهدف تطوير الدبابات التركية مقابل 700 مليون دولار (يديعوت احرونوت).

مع مرور الوقت، تراجع دور الصادرات العسكرية، وأصبح الصادرات الإسرائيلية لتركيا، تقوم على أكتاف بعض الشركات الإسرائيلية العاملة في مجال المواد الكيماوية والمنتجات الزراعية، بينما صارت تركيا تصدر لإسرائيل منتجات البلاستيك وبعض المنتجات المعدنية.

في عام 2013، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" تقريرا أشارت فيه إلى أنه بعد الاتفاق بين البلدين، قامت شركات إسرائيلية بشراء شركات في تركيا، وفي المقابل فتحت إسرائيل المجال أمام الاستثمارات التركية، حيث برزت شركة الاستثمار العقاري "يلمازلر"، المملوكة لرجل الأعمال التركي، أحمد يلمز، وانتشرت أعمال هذه الشركة في معظم إرجاء إسرائيل، وكانت تشغل لديها نحو 800 عامل بناء تركي، هم من نفذوا مشروع القطار الخفيف في القدس، وبنوا برج yoo  والبرج المربع في عزرائيلي.
 
الأرقام تتحدث
 
وتوضح الأرقام الصادرة عن قسم التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد الإسرائيلية، والتي كشفها، يوسف أفراهام، الذي كان يشغل منصب الملحق التجاري لدى تركيا، مدى توتر العلاقات بين الجانبين.
 
ويشير قسم التجارة الخارجية بوزارة الاقتصاد إلى أن حجم التبادل التجاري بين البلدين لم يتأثر خلال فترة "توتر العلاقات" ففي عام 2011، أي بعد الأزمة بحوالي عام، بلغ حجم التبادل التجاري بين البلدين نحو 4.02 مليار دولار، وتراجع هذا التبادل التجاري خلال عام 2012 إلى 3.5 مليار دولار، ثم عاود القفز مرة أخرى في عام 2013 ليصل إلى 4.9 مليار دولار، وواصل صعودة مرة أخرى خلال عام 2014 ليصل إلى 5.2 مليار دولار.
 
لتعاون الأمني والاستخباراتي
 
الجانب الآخر، الذي يكشف مدى توتر العلاقات بين تركيا وإسرائيل هو التعاون الأمني والاستخباراتي، خاصة في تسليم أشخاص يحملون الهوية الإسرائيلية، تم القبض عليهم عند الحدود التركية – السورية، أثناء محاولتهم العبور إلى سوريا للانضمام إلى تنظيم داعش، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية.
 وتعتبر الدكتورة إيمان كنجو، إحدى الحالات التي ظهر فيها هذا التعاون بين الأمن التركي ونظيره الإسرائيلي، ففي عام 2015، ذكرت محامية هيئة شؤون الأسرى والمحررين، حنان الخطيب، أن الأمن التركي وبالتعاون مع الأمن الإسرائيلي، سلم السلطات الاسرائيلية، الاسيرة، ايمان حمد محمد كنجو، من سكان شفا عمرو، وهي متزوجة وتعيل 5 والاسيرة كنجو تحمل درجة الدكتوراه في الشريعة الاسلامية، وزوجها المحامي الدكتور علي سواعد.
 
ونقلت عن الاسيرة ايمان كنجو، التي تحمل درجة الدكتوراة في الشريعة الإسلامية قولها إنها تم اعتقالها من قبل الأتراك على الحدود التركية السورية وتم اقتيادها إلى معسكر للجيش التركي، ومن هناك تم تسليمها للسلطات الاسرائيلية حيث كان بانتظارها في مطار اللد الاسرائيلي ضباط المخابرات واثنين من المحققين الاسرائيليين.

بداية الصفحة