الموت لأمريكا والموت لإسرائيل.. شعارات رفعتها جماعة الحوثي في شوارع اليمن وخاصة بالعاصمة صنعاء بعد الانقلاب على الحكومة الشرعية في عام 2014، ورغم ما تحمله هذه الشعارات من معاني عدائية لكل ما هو مطبع وتابع للولايات المتحدة الأمريكية، وداعم لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي لفرض الاستقرار للمنطقة العربية، إلا أن ما ارتكبته هذه الجماعة خلال العقد الماضي يدحض ما ترفعه من شعارات ويفضح فكرهم المتطرف.      

والحوثيون حركة سياسية دينية اجتماعية مسلحة تأسست عام 1992، وباتت تتخذ رسميًا "أنصار الله" اسمًا لها، إلى أن تم تسميتهم بالحوثين نسبة إلى مؤسسهم حسين الحوثي، الذي قنل في 2004 ووالده المرشد الروحي للحركة بدر الدين الحوثي.

حروب وصراعات عدة بين الحوثيون ونظام الرئيس اليمني السابق على عبد الله صالح، استمرت أكثر من 10 سنوات، حتى أصبح حليفهم الرئيسي منذ انقلابهم 2014 حتى قبل أسبوع من الآن، بعدما أعلن صالح نفيره العام ضد المتمردين الحوثين طالبًا من الشعب اليمني الانتفاضة ضدهم، وهو ما أدى في النهاية إلى مقتله.

الحوثيون طائفة دينية ترجع إلى الزيدية الشيعية القريبة والتي يشكل أتباعها أغلبية في شمال اليمن وأكثر من ثلث سكان البلاد، في حين اتهمتهم السعودية بالتقارب عقائديا مع المذهب الشيعي الاثني عشري الذي يسود في إيران والعراق ولبنان، وذلك مع حصولهم على رعاية من إيران.

وتوسع الحوثيون بشكل متزابد بعد ديسمبر 2014، حيث وضعوا يدهم على معظم معاقل النفوذ للقوى التقليدية في شمال اليمن، فسيطروا على صنعاء مستفيدين من عدم مقاومة الجيش الموالي بنسبة كبيرة للرئيس السابق علي عبد الله صالح، كما سيطروا على دار الرئاسة في يناير وحلوا البرلمان ومؤسسات الدولة في فبراير وفرضوا الإقامة الجبرية على الرئيس عبد ربه منصور هادي الذي تمكن من الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية وأعلنها عاصمة مؤقتة.

ورغم ما رآه مراقبون في وقت سابق، بأن الحركة الحوثية تمتلك جذورا حقيقية في المجتمع اليمني، لكن الأكيد أن ارتباطهم بإيران ازداد بشكل كبير في السنوات الأخيرة، حيث اتهمت الدول الكبري والخليج طهران بدعم الحوثيين بالتسليح والأموال والاشخاص، ومع سحب الدول العربية سفاراتها من صنعاء، رد الحوثيون على هذا القرار بفتح جسر جوي مباشر مع إيران التي تعهدت بدورها بتأمين الوقود لمناطقهم وبناء محطات كهرباء، فضلا عن دعمهم في التصريحات الرسمية كـ"ثورة شعبية" يمنية داخلية.

ومنذ وقت تتهم دوائر السلطة السنية الحوثيين بتلقي الدعم من إيران ومشاركة  "حزب الله" اللبناني في مشروع إقامة "الهلال الشيعي" في المنطقة، الأمر الذي ينفيه الحوثيون الذين يؤكدون بقاءهم على المذهب الزيدي الذي ينسب إلى الإمام زيد بن علي، هي إحدى فرق الشيعة الثلاث: الزيدية والاثني عشرية والإسماعيلية، ولكن "الزيدية أعدلها وأقربها إلى مذهب أهل السنة"، بحسب تفسير المهتمين.