منوعات

هرمون الغدَّة الدرقية يصل إلى أعلى مستوياته بين فصلي الصيف والشتاء

كتب في : الخميس 01 إبريل 2021 - 4:06 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

معدلات الهرمونات تتغير في فترات ما بين فصول العام الأربعة...حيث تلعب الهرمونات دورا أساسيا في ضمان استمرار حياة الإنسان وقيام جميع الأعضاء الحيوية داخل الجسم بوظائفها المختلفة، ويضم جسم الإنسان مجموعة كبيرة من الهرمونات تقوم بوظائف متباينة ويحافظ التوازن الهرموني للجسم على توازن حالته الصحية، وأشارت دراسة علمية ضخمة أجريت حديثا إلى أن هرمونات الجسم تتغير بتغير فصول السنة.

 

ذكر موقع ScienceAlert الأسترالي المتخصص في نشر نتائج الدراسات العلمية أن الدراسة، التي أجريت في معهد «وايزمان» للعلوم، بالتعاون مع معهد «سالك» للدراسات البيولوچية بالولايات المتحدة الأمريكية، شملت 3.5 مليون شخص خضعوا جميعا لاختبارات الدم لفحص مستويات الهرمونات لديهم في أوقات مختلفة من العام. ووجد الباحثون أن معدلات الهرمونات لديهم تتغير في أوقات محددة من العام، وبالتحديد الفترات التي تقع بين فصول السنة الأربعة. وأشاروا إلى أن هذه التغيرات تحدث بنسب صغيرة، لكنها دائمة الحدوث. وذكر الباحثون أن هرمونات الغدة النخامية، التي تعمل على التحكم في التكاثر، والتمثيل الغذائي، والإجهاد، والرضاعة، تتأثر بتتابع فصول السنة حيث تصل إلى ذروتها في أواخر فصل الصيف، ووصلت هرمونات التستوستيرون والإستراديول والبروچسترون إلى أعلى معدلاتها في أواخر الشتاء وبداية الربيع.

 

ساعة موسمية

يرى الباحثون أن نتائج الدراسة قدمت دليلا قويا على أن الإنسان يمتلك ساعة موسمية داخلية تؤثر بطريقة ما على إفراز هرمونات الجسم بشكل يتماشى مع تتابع فصول السنة. وذكر الباحثون أن نتائج الدراسة جاءت متوافقة مع نتائج دراسات أجريت سابقا أشارت إلى أن ذروة كفاءة وظائف جسم الإنسان ونموه تحدث بين فصلي الشتاء والربيع، كما تشير موسمية الهرمونات إلى أنه قد يكون لدى البشر موسم ذروة فسيولوچي للوظائف البيولوچية الأساسية. ولاتزال الآلية الأساسية التي تحرك هذه الساعة الموسمية غير معروفة، لكن الباحثين اتفقوا على وجود دائرة تغذية طبيعية على مدار العام بين الغدة النخامية والغدد الأخرى في الجسم، حيث تقوم هرمونات الغدة النخامية، التي تتأثر بشكل فريد بضوء الشمس، بتغذية الغدد والأعضاء الأخرى على مدار عام، مما يسمح لها بالنمو بطريقة تتماشى مع فصول السنة. وذكر الباحثون أن الأمر لا يختلف كثيرا عما نجده في ثدييات عالم الحيوانات، حيث تسبب التقلبات في هرمونات معينة تغيرات موسمية في تكاثر الحيوانات، أو نشاطها، أو نموها، أو هجرتها. وتظهر الثدييات مثل حيوان الرنة الذي يعيش في القطب الشمالي، على سبيل المثال، انخفاضا في هرمون يسمى «اللبتين» عندما تصبح أيام الشتاء أقصر، مما يساعد على تقليل استهلاكه للطاقة، وخفض درجة حرارة جسمه وتثبيط قدرته على التكاثر، أما قردة «المكاك» التي تعيش بالقرب من خط الاستواء فتتكاثر بشكل ملحوظ خلال موسم ما بعد الرياح الموسمية بحيث يولد صغارها قبل موسم الرياح الموسمية في فصل الصيف. وأكد الباحثون أنه سيتعين إجراء المزيد من الدراسات على نطاق واسع مماثل وفي أجزاء مختلفة من العالم للتحقق من النتائج بشكل أكبر، لكن النتائج تشير إلى أننا لا نختلف كثيرا عن الثدييات الأخرى بعد كل شيء.

 

تغيرات هرمونية

لاتزال الآثار الفسيولوچية لهذه التغيرات الهرمونية غير واضحة، لكن بعض التغيرات في هرمون الغدة الدرقية، T3، وهرمون الإجهاد أو الكورتيزول، تتوافق مع نتائج الدراسة. وفي الوقت نفسه، وجدت الأبحاث التي أجريت على مستويات الكورتيزول، المعروف أيضا باسم هرمون التوتر، أن هناك بعض التقلبات الموسمية، وكشف تحليل بيانات ضخمة عن هرمون الغدة الدرقية مستويات أعلى من هذا الهرمون بين فصلي الصيف والشتاء. وربط الباحثون بين هرمون الغدة الدرقية، الذي وجد أنه يصل إلى ذروته في فصل الشتاء، وبين شعور البعض بالحزن والإرهاق والاكتئاب في الشتاء، حيث أن مستوى هرمون التوتر يزداد في فصل الشتاء وبداية الربيع، وينخفض مع بداية فصل الصيف. ويتسبب هذا التغير الهرموني في ضعف القدرة على التركيز، والشعور بالاضطراب والقلق، وازدياد الشهية والرغبة الشديدة في تناول الكربوهيدرات، وتغير في نمط النوم والنوم ساعات طويلة. وأطلق الباحثون على هذه الأعراض اسم الاضطرابات العاطفية الموسمية والتي تحدث نتيجة التغيرات الهرمونية، فبالإضافة إلى زيادة هرمون الكورتيزول أو هرمون التوتر فإن الجسم يعاني في الوقت نفسه من نقص هرمون السيروتونين أو هرمون السعادة المسئول عن تنظيم الحالة المزاجية بشكل طبيعي، وتحسين القدرة على النوم، مما يؤدى إلى زيادة الشعور بالحزن والعزلة الاجتماعية وانخفاض المزاج العام ورفض القيام بالأنشطة، وقد ينتهي الأمر إلى الإصابة بالاكتئاب الموسمي.

 

 

بداية الصفحة