أخبار عاجلة

لماذا تبرأت السعودية من الإعلامي 'جمال خاشقجي' ؟

كتب في : الأحد 27 نوفمبر 2016 بقلم : رضا المغازى الطنطاوى

"جمال خاشقجي لا يمثل المملكة العربية السعودية في كل مقابلاته، أو تصريحاته الصحفية" بهذا التأكيد تبرأت وكالة الأنباء السعودية الرسمية "واس" من تصريحات الكاتب الصحفي السعودي خاصة بعد انتقاده وصول دونالد ترامب إلى سدة الرئاسة في الانتخابات الأمريكية الأخيرة.

 

 

"اليوم الجديد" يلقي الضوء على الإعلامي السعودي، جمال خاشقجي، ومعاركه التي خصّصها ضد مصر الأمر الذي جعل القيادة السعودية تتبرأ من تصريحاته المتلفزة، بل أن السلطات في المملكة أصدرت أمرًا بمنع خاشقجى من الكتابة، سواء فى الصحف المحلية أو الخارجية، ومنع ظهوره فى المحطات التلفزيونية العربية والأجنبية، وفى الندوات والمؤتمرات السياسية، وجرى تعميم هذا المنع

على محطتى "العربية" و"الحدث"، ومحطات خليجية أخرى أيضًا.

 

 

مولده ومسيرة عمله

ولد جمال أحمد حمزة خاشقجي في المدينة المنورة عام 1958ودرس في ثانوية طيبة، بدأ مسيرته الصحفية في صحيفة جازيت حيث عمل مراسلا لها، وفي الفترة بين 1987 إلى 1990 عمل مراسلا لعدة صحف يومية وأسبوعية ليقدم من خلالها أفضل تغطية لأحداث أفغانستان والجزائر والكويت والسودان والشرق الأوسط ونتيجة لنجاحاته في تغطية هذه الأحداث قد تم تعيينه لمنصب نائب رئيس تحرير صحيفة أراب نيوز في عام 1999 واستمر في منصبه هذا حتى عام 2003، وينتسب خاشقجي لأسرة مدنية عريقة ذات أصول تركية، حيث تلقى علومه في جامعة ولاية إنديانا الأمريكية.

وفي عام 2004 تم تعينه رئيس تحرير صحيفة الوطن اليومية ولكنه تعيينه في هذا المنصب لم يدم طويلا وقد أقيل من هذا المنصب بعد 52 يوما فقط من بدء تعيينه، ومنذ هذا الوقت عمل مستشارا إعلاميا للأمير تركي الفيصل ،وفي عام 2010عين مدير عام لقناة العرب الإخبارية التي يمتلكها الأمير الوليد بن طلال التي تم بثها في عام 2015 ولم يستمر إطلاقها إلا يوما واحدا ، كما عمل أيضا معلق سياسي للقناة السعودية المحلية ومحطة MBC ومحطة BBC وأيضا قناة الجزيرة .

 

استطاع الصحفي والإعلامي جمال خاشقجي أن ينجح ويلتقي بأسامة بن لادن حيث قام بالعديد من المقابلات واللقاءات الخاصة معه في عدة مناسبات وذلك قبل أحداث سبتمبر.

عمل الكاتب السعودي منذ العام 2004 مستشارًا إعلاميًّا للسفير السعودي في لندن حتى صدر قرار رسمي في أبريل 2007 بإعادة تعيينه للمرة الثانية رئيساً لتحرير لصحيفة مصرية ، وكان تعيينه في هذا المنصب من قبل الأمير تركي الفيصل لمعرفة الأخير به عندما كان قائدًا عامًا للاستخبارات السعودية التي كانت مهتمة بمتابعة الحرب الأفغانية - الروسية بتوجيه من الولايات المتحدة الأمريكيه حيث عمل خاشقجي ضابطًا استخبارتيًا ومسئولاً مباشرًا عن رصد تحركات المجاهدين السعوديين هناك.

 

في عام 2007 تم تعيينه رئيس تحرير، وكان هذا القرار هو القرار الثاني لتعيينه في هذا المنصب، ثم أرغم على الاستقالة في عام 2010 مرة أخرى دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء ذلك حيث تضاربت الأسباب وقتها ورجح الكثيرين أنه استقال بسبب ما نشر في الوطن من الكاتب إبراهيم الألمعي عن معارضته لفكرة السلفية .

 

ويعتبر خاشقجي أحد المثيرين للجدل في السعودية، حيث يعمل كل ما بوسعه ليواجه التيار المحافظ بالمملكة العربية السعودية وله شواهد معروفة لذلك، ولجريدته الوطن توجه معروف أشار إليه الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود وكذلك ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود كما طالبهم الملك علنا بأن يكفوا عن نشر صور النساء على صفحاتهم ولكنهم تجاهلوا هذا الأمر.

 

 

أهم مؤلفاته

ألّف الكاتب الصحفي جمال خاشقجي عدة مؤلفات نالت إعجاب الكثيرين وهي كتاب علاقات حرجة، السعودية بعد 11 سبتمبر، ربيع العرب زمن الإخوان المسلمين، وكتاب احتلال السوق السعودي.

 

 

خاشقجي على تويتر

وينشط خاشقجي بشكل واسع على موقع التدوين القصير، تويتر، حيث تتطرق تغريداته إلى جميع الملفات والقضايا المطروحة على الساحة السعودية والعربية والدولية، كما أن خاشقجي ضيف دائم على عدد كبير من وسائل الإعلام التي تحاوره، للاسترشاد بآرائه حول سياسات المملكة.

 

وتنظر بعض وسائل الإعلام لآراء خاشقجي باعتبارها قريبة من دوائر صنّاع القرار في المملكة، وبالتالي تمثل -بشكل أو بآخر- وجهة النظر السعودية الرسمية وهو ما أرادت الرياض على ما يبدو نفيه.

 

آخر ما كتبه خاشقجي، قبل أن يتوارى بعيدًا بعد براءة السعودية من كتاباته، كان مقالا في جريدة الحياة اللندنية في 19 نوفمبر الجاري تناول فيه الأزمة اليمنية وما يدور في جبال اليمن من قبل الحوثيين جاء فيه:" «لو تخلَّى عنا العالم فلن نقبل بالحوثيين، لكل يمني سبب في رفضهم وحربهم، ستكون هناك مقاومة لهم من دون شرعية، ستكون فوضى»، بالطبع لا أحد يريد تلك الفوضى، ولا ثورة كالثورة السورية في جبال اليمن، حتى لو كانت مستحقة، وكذلك لا تريد السعودية إيران في جبال اليمن، وهذه قاعدة أساسية يؤسس عليها أي تحليل لمستقبل اليمن".

بداية الصفحة