العالم العربى

'تحرير القدس والأندلس'.. وشعارات في الانتخابات الأردنية

كتب في : الأحد 18 سبتمبر 2016 بقلم : رشا الفضالى

يطرح مرشحون في الانتخابات النيابية الأردنية شعارات تكاد تكون مستحيلة وغير منطقية، لكنها ربما تكون مجرد "غطاء" للمرشح في حملته الانتخابية، خاصة أنه يعتمد في نيل الأصوات على أدوات مثل العشيرة والخدمات السابقة التي قدمها لناخبيه.

 

ومن بين الشعارات المطروح في الانتخابات "معك وبك تحلو النيابة"، و"نجاحي هدية لكم"، و"تحرير القدس"، كما طرح مرشح في محافظة العقبة جنوبي الأردن "تحرير الأندلس".

 

وكان لافتا اتخاذ مرشحين وقوائم انتخابية شعارات مثل "تحرير القدس وفلسطين"، على الرغم من أن الأردن وإسرائيل يرتبطان بمعاهدة سلام منذ العام 1994، وطيلة السنوات اللاحقة لم يستطع النواب الأردنيون إسقاط المعاهدة بل إنهم أخفقوا في طرد السفير الإسرائيلي مرارا عندما شنت إسرائيل حروبا على قطاع غزة، وقتلها قاضيا أردنيا عام 2014.

 

وتعهد أحد المرشحين بمنع بناء الحسينيات في محافظة الزرقاء في حال وصوله إلى البرلمان، علما أن وجود الطائفة الشيعية في الأردن أمر نادر للغاية.

 

وفشل البرلمان في الدورات السابقة لم يكن فقط على على المستوى الخارجين بل كان ضعيفا في أداء دور رقابي وكان وسيلة في بعض الأحيان لتمرير سياسات اقتصادية وصفت بالمجحفة، وفق ما ير ى مراقبون.

 

العواطف لا أكثر

 

ويقول الصحفي في موقع "هلا أخبار" وائل الجرايشة إن هذه الشعارات لم تعد تنطلي على المواطن الأردني، فكثير من النقد طال المرشحين الذين طرحوا شعارات يصعب تحقيقها ولا يستطيع النائب في البرلمان إنجازها، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن هذه الشعارات تراجعت عما كانت في السابق.

 

وأضاف الجرايشة" له،  أن الشعارات المطروحة من قبيل "تحرير القدس" و"استعادة المسجد الأقصى" تستهدف تجييش العواطف، بغية الحصول على أصوات الناخبين.

 

ومن المقرر أن تجرى الانتخابات النيابية الأردنية الثلاثاء المقبل، ويتنافس نحو 1200 مرشح على مقاعد البرلمان الـ130، وهي الانتخابات البرلمانية التاسعة عشرة في تاريخ الأردن.

 

الأدوات الأخرى

 

ويرى الكاتب منار الرشواني أن الشعارات المطروحة لا تقدم ولا تؤخر، فالمرشح يعتمد في سبيل وصوله إلى البرلمان على الوزن العشائري الذي يملكه، حتى أن المنتمين للأحزاب يعتمدون على الخدمات التي قدموها وسجلهم السابق أكثر من اعتمادهم على الشعارات.

 

وأضاف الرشواني له،  أن دغدغة العواطف ظهرت حينما وضع مرشحون صورا في دعايتهم الانتخابية أثناء زيارة المسجد الأقصى، لافتا إلى أن المرشح يسعى من وراء هذه الشعارات للظهور وكأنه يمثل صوتا معارضا.

 

واعتبر أن الشعارات ذات البعد القومي تراجعت عما كانت في الدورات الانتخابية السابقة مقابل بروز قضايا اقتصادية ومعيشية، لكن الشعارات القومية ظلت كونها وسيلة لمخاطبة عواطف الجمهور بحكم الارتباط الشديد بين الأردن وفلسطين.

 

وختم الرشواني بأن الشعارات تعكس فرارا من قضايا معيشية مثل الفقر والبطالة والتنمية، مشيرا إلى غياب البرامج الفعلية لحل هذه القضايا من حملات المرشحين.

 

بداية الصفحة