كتاب وآراء

فنون إنهاء الحياة الزوجية

كتب في : الجمعة 11 يوليو 2025 - 12:02 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

لا أريدك أن تتعجب أيها القارئ العزيز ...

إنهاء الحياة الزوجية أصبح فنًّا هذه الأيام !!

من تجارب واقعية قال أحدهم :-

الصمت من الوسائل الهامة المُتَّبَعَة لإنهاء أي علاقة

توضيح... ليس معناه "الخرس الزوجي" فهذه قضية أخرى قُتلت بحثًا وتنقيبًا، فالحمد لله أرشدتنا بعض العينات والحالات التي عايشت ذلك أن معظم الأزواج يُصاب بهذا الخرَس في مرحلة من مراحل رحلة الحياة الزوجية، والبعض يتم علاجهم، والبعض الآخر لا يُرجى شفاؤه، ونظرًا لمتطلبات العصر الحديث ودخولنا في مرحلة الذكاء الاصطناعي والشات جي بي تي الذي لا يكل ولا يمل من الحديث معك ويمكنه أن يُجيبك على كل أسئلتك بمنتهى الوضوح بل يمكن أن يصبح بمثابة طبيب نفسي يتحدث معك، وأعتذر كل الاعتذار لجميع الأطباء النفسيين واستشاريي الصحة النفسية والإرشاد الأسري فلا خلاف على دورهم المهم وكامل الاحترام لعلمهم الوافر ولكن للأسف أتحدث عن واقع أصبح موجودًا لا مفر منه، بل تجد مسلسلات ناقشت فكرة وجود الروبوت وبرمجته للتصرف والحديث كإنسان على قيد الحياة حتى وإن كان ذلك في صورة فكاهية كوميدية ولكن كلنا قرأنا عن اختراع الروبوت البشري وكيف يتم استخدامه في المستقبل والدعوة لفكرة الزوجة الروبوت والزوج الروبوت استعاضة عن الإنسان، هذا هو القادم ! طالما الإنسان عَزَفَ عن دوره في الحياة وتَخَلَّى عنه ببساطة، وسندخل في قصة الأب البديل والأم البديلة والإبن البديل ،،،، إلخ،،،،

عَدِّد الأدوار كيفما تشاء!!

أحببت أن أوضح النهج القادم علينا والإعصار الحقيقي الذي يهدد بيوتنا

رسالتي لبعض الأزواج والزوجات...

لا تمارسوا فنون إنهاء الحياة الزوجية

بكل بساطة لا تحتاج إلى هذه الحرب لإنهاء علاقة لأن تخطيطك لن ينفع فيمكن الاستعاضة عنك بكل سهولة ويحل محلك الروبوت لأنك بالفعل أصبحت كائن غير بشري ليست شطارة منك ولا خطة وضعتها بممارسة أسلوب الثواب والعقاب ثم الصمت العقابي ثم الإهمال ثم التجريح ثم اللامبالاة بالطرف الآخر وضرب عرض الحائط بالعِشرة إن حدث وكانت عِشرة فنجد بعض الشباب الآن يحدث الطلاق بعد شهر أو شهرين أو سنة من الزواج بحجة اكتشفوا فجأة عدم التوافق أو إهمال الزوجة أو العكس رغم أن قرار الزواج كان قرارًا مشتركًا لم يجبرهم أحد عليه وخاصة هذه الأيام نجد الفتاة والشاب كل منهما يختار شريك حياته ورأي الأهل أصبح بالمرتبة الثانية إلا مَنْ رحم ربي قد يستشيرون الأب والأم ويحترمون رأيهم لأنهم أكثر خبرة وحكمة وتَعَقُّل وهم من يتم اللجوء إليهم في حالة حدوث أي خلاف وكما يقال بالمثل الشعبي "اللي ملوش كبير يشتري له كبير"

عودة لاستخدام أسلوب الصمت بين الأزواج رغبة من الطرفين في إنهاء العلاقة وقد حدثنا عن ذلك استشاري العلاقات العاطفية والأسرية "أحمد أمين"

إذ طرح هذا الموضوع فقال:-

(ما بيقولكش أنا زهقت، ولا مش طايقك، ولا حتى محتاج مساحة، هو بس بيهدي في الكلام ويبطل يسأل وصوته بقى قليل ووجوده بقى تقيل وتصحى في يوم تلاقيه مش زي الأول، مابقاش بيهتم ومابقاش بيتصل ولا حتى بيحاول يطمنك، وتفضل انت مش فاهم هو في ايه؟، ولا انت عملت إيه؟ بس اللي أكيد... انه مابقاش زي ماكان ولا زي زمان ....

الانسحاب الصامت أسوأ أنواع البعد")

هكذا أنهى طرحه بعبارة الانسحاب الصامت ، ومن هذا كان الاستنتاج أن الانسحاب الصامت وسيلة لإنهاء العلاقات، وقد دفعني ذلك لكتابة هذا المقال لأنه بالفعل يحدث في الواقع وبرأيي أن الانسحاب الصامت الذي يأتي قبل العاصفة هو أشد أنواع قتل النفس بالبطئ فهو جُبن مُقَنَّع خوفًا من المواجهة وفرصة جيدة للتخطيط قبل النهاية، ولا أدَّعي أني قمت بعمل دراسة أو أن هناك إحصائيات تفيد بذلك ولكني أكتب عن نماذج بالحياة الواقعية قد شاهدتها وعشت وتفاعلت معها، نعم توجد بعض الأساليب الخبيثة للأسف يستخدمها الجبناء الذين لا يستطيعون المواجهة، ويرجع ذلك لضعف شخصيتهم أو تربيتهم بأسلوب غير قويم فقد اعتادوا الاختباء والكذب واختلاق المشاكل والأعذار في تعاملهم مع الآخرين لا يريدون المواجهة بشكل مباشر بل التهرب من الطرف الآخر حتى يستطيعون لم شتات نفسهم والاستعداد لخطة النهاية دون إعلام الطرف الآخر بنواياه فيتفاجأ بنهاية غير متوقعة وخبطة على الرأس لا يستطيع الإفاقة منها بسهولة، تُعَد بمثابة دمار شامل لحياته وصدمة لا يصدقها عقله لأن الحياة كانت تسير كالمعتاد بشكلها الروتيني المعتاد بين الطرفين يتخللها بعض المشاكل التي يظن أحد طرفي العلاقة أنها تمر ويمكن حلها ولن تؤدي لإنهاء علاقة زواج فهو الطرف المُضَحِّي المُتَفَهِّم دائمًا لكنه أبدًا لم يتوقع غدر الطرف الآخر وإنهاء الحياة الزوجية فجأة بلا دوافع ولا مبررات ولا أسباب منطقية أو حتى توضيح الأسباب للطرف الآخر أو الانفصال باتفاق وشكل ودي واحترام شعور الطرف المغدور وتَحَمُّل كل مسؤوليات إنهاء العلاقة باختياره من حقوق مترتبة على ذلك خاصة إن كانت زوجة وفي حالة وجود أبناء فالهروب بشكل غير آدمي و التعامل بشكل غير محترم ليس من شيَم الرجال، وقد نجد العكس يحدث ولكنها حالات نادرة لا تتفق ومجتمعاتنا الشرقية فقد تهرب الزوجة من مواجهة زوجها وتلجأ لأسلوب الصمت حتى يضجر الزوج ويوافق على الطلاق لكن غالبا هذا النوع من النساء يسعى وراء علاقة أخرى

إذن الزواج الذي ينتهي بهذه الطرق هو زواج لم يَقُم أساسًا على المودة والرحمة والتفاهم واحترام كل طرف للآخر ومشاركة الحياة على أسس سليمة على الحلوة والمرة كما يقولون وعلى مشاركة الأفكار واحتواء كل طرف للآخر ومراعاة شعوره، فالشراكة تعني عقد والعقد رباط مقدس لا ينتهي بتلك السهولة.

كان هذا طرحًا مختصرًا لكيف تحارب بصمت ثم تضرب ضربتك وتهرب من علاقة دون تبرير أو تَحَمُّل تبعات القرار!!

لا تسألوا عن الضحايا فهم يتخبطون في دوامة من الأسئلة لا نهاية لها وتتلاطم الأمواج فوق رؤوسهم بعد إلقائهم في بحر لُجي الظلمات وفي عقولهم علامة استفهام لماذا أنا؟ لماذا حدث هذا معي؟

كنت سأطلق سراح نفسي بسهولة لو كان قد اعترف وقال أريد النهاية أريد الفراق، فلن أتَمَسَّك بشراع مهترئ وبحياة ميتة لا لون ولا طعم لها فليست مجرد "عيشة والسلام" بل هي علاقة إنسانية تستحق الاحترام من الطرفين ولم يشرعها الله عبثًا وقد خلق الله حواء من ضلع آدم ليحافظ عليها لأنها بضع منه وليس ليكسرها وكذلك يجب أن يكون هو سندها بالدنيا وتكون هي مؤنسته وشريكة حياته لا أن تكون هي على هامش حياته أو يكون هو مجرد آلة لتأسيس حياة لها لكل منهما دوره الذي يجب أن يقوم به ويتقنه فالحيوانات تتكاثر وتتزاوج لكنها لا تعقل وقد ميز الله الإنسان على الحيوان بالعقل، ،

استخدم عقلك كي تستطيع أن تُسعد نفسك وغيرك وتخلى عن أنانيتك.

بداية الصفحة