الأدب

َوجَعُ الشِّعْر

كتب في : الجمعة 13 يناير 2017 - 7:36 صباحاً بقلم : الشاعرة/ختام حمودة

الـشِّـعْـرُ أَمْــسَـى غَـارِبَـا بِـرَبـابِي = وَقِــرابُ رُوحــي يَـمْـتلي بِـعِـتابِي

 

مَـعْـمُـودَةٌ وَدَوا الــجُـروحِ مُـسَـمَّمٌ = وَمَـواجِـعي سـاقَـتْ رِيـاحَ عَـذَابي

 

لَـكَ أَنْ تَـظَلَّ مُصَافِحَـا كَفّ الْهَـوَى = وَبِـــإنْ تُـحِـبَّ وَتَـكْـتّـوي بِـغِـيابِي

 

أَنَا غُرْبَةُ المَنْفَى الْمُسَجَّى بِالنَّوَى = لا لَــنْ أَعُــودَ وَلَـنْ يَـجيء جَـوابي

 

إِنِّـــي نَــزَعْـتُ الـيـوم كَــلّ تَـجَـذّرٍ= وَغَــدَا الْـبَنَفْسَج يَـلْتَــوي بِـسَرابي

 

قَــدْ كُـنْـتُ شـاعِرِة الـمَنَافِيَ مَـرَّة = وَهَــوَتْ حِـرابـي هَـشَّـةً بِـمُصَابِي

 

وَجَــعُ احْـتِـضاري ما يَـزال مُـلَوِّحَا = وَجَـنـازَتـي نَــقَـرَتْ تَدُقُّ بِـبـابِي

 

أَنـــا رُبَّـمـا قَــدْ كُـنـتُ يَـوْمَـا جَـنَّـة = وَعَـلى الـدُّروبِ تَـقَطَّعَتْ أّسْـبابي

 

وَمَدى السَّرابِ بِهِ مَشَيْتُ بِغُرْبَتي = وَأَسَـى الْـحَياة يَـخُطّ فـي أَعْتابــي

 

ما عُـدْتُ شاعِرَة أَنا أَشْدو الَهَوى = بِدُروبِ شَـعْـرٍ وَالـحُروف صِحابي

 

وَجَـعـي يَـفُـورُ بِكُـلِّ حَرْفٍ كُـنْتهُ = وعـلى خُطوطِ الحُزْنِ صارَ نِصابي

 

أنـا آخـر الـمَلكات في مُدُنِ الهوى = والآن صِـرْتُ بِـصَـفْـحَةِ الـغُـيّـابِ

 

وَالـقَـهْرُ يَـعْـزِف لـي عَـذابات الأنـا = بَـمَـدى الـسَّرابِ لِـيَسْتَفِزَّ حِـرابي

 

وَيـعـود يَـفْـتَح بــابَ كُـلَ مَـواجِعي = نَــحْوَ الـرحـيـل لـخَـلّـة الأَعْـطابِ

 

مــا هَـمَّـني ورد يزيّن شُـــرْفتــي = فَـالـسُّـمُّ يَـنْـفثُ سُـمَّـهُ بِــــرِِحـابي

 

يــا حُــزْن كَــمْ مِـنْ مَـرَّةٍ كُـنَّا مـعا = وَالـمُـرُّ حَـنْـظَـلَ مُـــرَّهُ بِـشَـبـابي

 

مُـدُن احْـتِراقي في احْتِراقي زَفْرَةٌ = مَــنْــفِـيَّـةٌ بِــعَــواصِـم الأَغْـــرابِ

 

وَتَـرَكْتُ ظِلّي في شُقوقِ مَدينَتي = وَهَــوَى الـصُّمُــودُ مُـشَتِّتًا أسْـرابي

 

مـا عادَ شَيء فــي الحَياةِ يَشُّدني = إلّا الــغِــيـاب يَـلُـفّـنـي بَـضَـبـابـي

 

مـا عُـدتُ أرْغَـب أنْ أكـونَ حَـقيقَةً = فَـأنـا الـتَّـشَظِّيَ قَـدْ أهـالَ تُـرابي

 

مـا بَـينْ صَـبْري وَاحـتِراق تَـصَبّري = نـطق الـشعـور بِـغنَّةِ الإطْـنابِ

 

مُـذْ صِـرْتُ حُـزْنَــا عِـنْد أوّلِ دَمْعَةٍ = فَـوْقَ الـيَـبابِ بِـعَـتْمةِ الـسِّـردابِ

 

فـازْعَقْ كَما صَوْت الرِّياح بِخَيمَتي = فـأنا الـتَّـشتّت قَـدْ أضـاعَ صَـوابي

 

..................

شعر ختام حمودة

بداية الصفحة