كتاب وآراء

ايران وانقلاب حزب الله .

كتب في : الخميس 28 اغسطس 2025 - 2:39 مساءً بقلم : حسين عطايا / لبنان

 

منذ ان تم التوصل الى وقف للاعمال العدائية في السابع والعشرين من تشرين الثاني " نوفمبر " ٢٠٢٤ " وللأمس القريب تغيرت لغة الخطاب السياسي لحزب الله ، ودخلت مفردات جديدة عن انسحابه من جنوبي الليطاني الى تسليم السلاح للجيش اللبناني وصولا لانتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية وترحيب الحزب بخطاب القسم ومن ثم الدخول في حكومة نواف سلام والموافقة على البيان الوزاري بلغته وصيغته الجديدة وخصوصاً فقرة حصرية السلاح دون اعتراض او تحفظ ، وفي ذلك عهد جديد لم يكن حزب الله ليتحدث عنه من ذي قبل ،وبالاضافة الى ذلك وقوف الحزب على الحياد في حرب الاثني عشرة يوماً " في ١٣ تموز ٢٠٢٥ " التي شنتها إسرائيل وساعدتها الولايات من المتحدة في الفترة القريبة الماضية ، كل ذلك كان مخالفاً لسردية حزب الله وخطابه السياسي السابق حتى خطابات امينه العام الشيخ نعيم قاسم والتي اتسمت بالهدوء والعقلانية بعض الشيء ، الى ان اتت زيارة امين المجلس الاعلى للامن القومي الايراني " علي لاريجاني " في الاسابيع القليلة الماضية وتحيداً في ١٣ من الشهر الجاري حيث اتى بأمر عمليات جديد وقد بدأ اللبنانيون يصحون على خطاب تصعيدي من حزب الله بدأ برفض قرار حصربة السلاح وتغير الخطاب الهاديء وبدأ التشنج من قبل قيادات حزب الله ، ورغم ظهور حركة امل بعدم الرفض المباشر إلى انها وعبر رئيسها " نبيه بري " تبين ان الثنائي اخذ برفض قراري الحكومة اللبنانية في الخامس والسابع من الشهر الجاري وبدأ يتصاعد الخطاب السياسي المتشنج الى ان حدا بالشيخ نعيم قاسم بالتهديد بالحرب الاهلية ، وبخيارات ان السلاح هو سلاح الله والسلاح حياتنا وروحنا وغيرها من عبارات وكلمات ، وكأن حزب الله عاد الى مجده الغابر وعادت اليه الروح والقوة ، كل ذلك في ظاهرة باطنها السلاح وحماية لبنان لكن باطنها الحقيقي هو دعم ايران ومساعدتها في تجميع اوراقها من لبنان والعراق الى الحوثيين في صنعاء لعلها في ذلك تستعيد بعض من بريق وجودها الاقليمي في ظل التوترات التي تعيشها بدءاً من مفاوضاتها مع الترويكا الاوروبية " المانية فرنسا وبريطانيا " والتي تهدد بالعودة الى العقوبات وفقاً للقرار الاممي ٢٢٣١ الصادر في العام ٢٠١٥ بهذا الشأن بعد ان شارفت المهلة على الانتهاء والتي تبشر بالعودة الى فرض عقوبات جديدة وقاسية على طهران التي تترافق مع تصريحات مسؤلين ايرانيين وعلى رأسهم المرشد الاعلى . في ذلك يُعبر حزب الله ليس عن تبعيه وتسليمه قيادته الى طهران فحسب با بؤكد ان وجوده مرهون بوجود قوي لايران في الاقليم وبالتالي هو جزء من كتائب الحرس الثوري الفارسي والذي اتخذ من فلسطين وقضيتها شماعة في الفترات الماضية على مدى اربعين عاماً . من هنا على الدولة اللبنانية ان تتمسك اكثر بسيادتها وبقراراتها خصوص قرار حصرية السلاح في ظل الدعم العربي والدولي الذي يتظهر في كل يوم اكثر من ذي قبل . اليوم الاعين تترقب جلسة الثاني من ايلول والتي ستقدم قيادة الجيش خطتها لتنفيذ قرار حصرية السلاح للحكومة والتي ستناقشه وتقره في ذات الجلسة او فيما يليها ، وهذا بالطبع سيترك انطباعاً عربياً ودولياً ومهماً تتجه الانظار اليه ، وعليه ستُحدد الدول عربية منها او دولية وصديقة داعمة توجهاتها المستقبلية بالنسبة الى لبنان ودعمه اقتصادياً وسياسياً وفي إعادة إعمار ما تهدم في المدى المنظور ، خصوصاً ان موقف لبنان صعب ولا يُخسد علي في ظل التعنت الاسرائيلي ومسايرة الامريكيين لها .

بداية الصفحة