وانساب دمع العتاب

وبكل عزيز القلب ارتاب

وعين باتت تمحو صور أحباب

تهاوى صرحهم الغاشم وذاب

بعدما اعوجَّ لسانهم واغتاب

وأوقفتُ تَدَفُّقَ نبعي

أعلنتها سافرة دون حجاب

واغتربت روحي مسافرة

لن تعود لتلك الأعتاب

وحَلَّقَت أجنحتي مهاجرة

لتَلحَقَ بطيورٍ اصطَفَّت أسراب

ونَزَعتُ المكان والزمان من روحي

كفاني لعنة وعذاب

وأصبح كل جُلَّاسي

قلم وورقة وكتاب

وبَنَيتُ الأسوار حولي

وعنواني لا اقتراب

ورَحَّبتُ بالصقيع من كل باب

اغرورقت عيون قلبي

أذعَنتُ لمطلبها

فَنَصل أجفانها لن يرحمَ مَنْ آلَمَها

وأدخلها عُنوة بدوامات السراب

غَرَقَت بِخلجان نزفها

وغٓشِيٓها ثقيل السحاب

شَغَفُها للأشياء رَحَلَ وودَّعَها

وكان قرارُه اغتراب

صَفير ناي روحها

شَجَنُه يُطرُبُهم ومَذاقُه يُستطاب

يا مُزهقي الأفئدة

ألا بُعدًا لكم أُسدِلَ سِتار الانتحاب

اللعب على أوتار عقلها

لا جدوى منه فعزمها غَلَّاب

اسخروا كما تشاءون

لا حيلة لكم تلك ثورتها وانقلاب

كفاكُم غباءًا سلبًا لطاقتها

كفاها قيودًا واختناقًا

تَبًّا لمعزوفةِ العناء واللاقبول

تَخَطَّت حدود المعقول

رغم قضبان المنفى

رغم سجون الأحزان

رغم أوهامكم ورغم القهر

رغم غزو كائنات عدوانية لفضائها

رغم انغلاق أهدابها

رغم اضطرارها للانجراف

وسريان دموع خلجانها

رغم اللانهاية قد تتفاجأون

بدروبٍ تَرسُم خريطةً لمسارِ انحراف

لكم طريقُكم الباهت الواحد

وتؤمنُ هي بنور الأطياف

تَتبَعُها لن تستسلم وهذا اعتراف

رغم قطار العُمر السريع

وأيام تَهوَى القفز بلا هوادة

تُمسِكُ بيدها حَبل سنوات ضائعة

وشُهُبٍ تُهَدِّدُ بالإحراق

عاصية مارقة غير طائعة

تركض في دروب لاذعة

تَعلَمُ ستقابل قلوبًا خانعة

لكنها تمتلك جدولًا خاناته شاسعة

سَتُلقي في هُوَّاتِه كل من يعترضها

لن تبالي وسيقولون إنها بائعة

ستبتسم وتنطق بكل اللغات

نعم هي أنا التي أفاقت

لا يلزمني الرُّخص

أنا البائعة البائعة

بقلم الأديبة

حنان فاروق العجمي