تكنولوجيا وإتصالات

إلى أين ذهبت التطبيقات التي دفعت ثمنها؟ صدمة المستخدمين من اختفاء مشترياتهم من متجر Google Play

كتب في : الأحد 06 يوليو 2025 - 9:47 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

هل تتذكر أول لعبة اشتريتها على هاتفك؟ البعض ما زال يحتفظ بلحظات الشراء الأولى كتجربة لا تُنسى، لكن ماذا لو اكتشفت أن تلك اللعبة أو التطبيق لم تعد موجودة، ولا يمكنك تحميلها من جديد، رغم أنك دفعت ثمنها؟ الأمر ليس خيالًا، بل واقع يعيشه عدد متزايد من مستخدمي متجر Google Play الذين فقدوا الوصول إلى تطبيقاتهم المدفوعة لأسباب لا تُذكر، ولا حلول رسمية لها حتى الآن، وفقا لـandroidpolice

ذكريات رقمية.. وتطبيقات ضائعة

في عام 2013، اشترى الكاتب لعبة الألغاز المستقلة الشهيرة 10000000، والتي لا تزال حتى اليوم تحتفظ بجاذبيتها، إلى جانب جزئها الثاني You Must Build a Boat.

لكنه، مثل كثيرين، لا يستطيع قول الشيء نفسه عن باقي التطبيقات التي دفع مقابلها على مر السنوات.

بعض هذه التطبيقات اختفت كليًا من متجر Google Play، وأخرى لم تعد تعمل على الإصدارات الحديثة من أندرويد، بينما يواجه البعض تحذيرات من مشاكل التوافق، أو حتى يفشل في التثبيت تمامًا.

والأسوأ؟ أن المستخدم قد يكون يمتلك جهازًا قديمًا قادرًا على تشغيل التطبيق، ومع ذلك لا يستطيع استخدامه ببساطة لأنه لم يعد متاحًا على المتجر!

هل نمتلك حقًا التطبيقات التي نشتريها؟

غالبًا ما يظن المستخدمون أن شراء التطبيق يمنحهم ملكية كاملة له. لكن الحقيقة مختلفة تمامًا.

بنظرة سريعة على شروط استخدام متجر Google Play، نجد أن جوجل تحتفظ لنفسها بحق إيقاف الوصول إلى أي محتوى قمت بشرائه في حال تم سحبه من المتجر أو اعتُبر غير آمن.

وبالنسبة لشروط التطبيقات نفسها، فغالبًا ما تتضمن بندًا يسمح للمطور بإيقاف الخدمة أو الدعم الفني في أي وقت، وبدون سابق إنذار.

وهكذا، فإن "الشراء" في العالم الرقمي لا يعني أكثر من الحصول على رخصة مؤقتة لاستخدام التطبيق، بينما تظل الملكية الكاملة في يد المطور.

من المسؤول؟ الواقع أكثر تعقيدًا مما يبدو

المحافظة على تحديث التطبيق ليتوافق مع كل إصدار جديد من أندرويد أمر مرهق ومكلف، خاصة للمطورين الأفراد أو الشركات الصغيرة.

وإذا كان التطبيق يتطلب تشغيل خوادم أو دعم لعب جماعي، فالمسألة تصبح أكثر تعقيدًا وتكلفة.

وفي عام 2022، شددت جوجل قواعد الأمان، ما أدى إلى حذف عدد كبير من التطبيقات "المهجورة" التي لم يتم تحديثها لتتوافق مع المعايير الجديدة، ربما من بينها ألعاب مستقلة مثل Gurk وRandom Heroes التي يفتقدها الكاتب، رغم أنه اشتراها سابقًا.

راحة التوزيع الرقمي مقابل فقدان التحكم

في الماضي، كانت الألعاب تأتي على أسطوانات أو شرائط، ما يمنح المستخدم نسخة مادية تدوم لعقود.

أما اليوم، فإن التطبيقات أصبحت مرتبطة بمنصات رقمية مثل Google Play، التي تستطيع سحب أي تطبيق في أي لحظة، حتى لو كنت قد دفعته مسبقًا.

لا يعني ذلك أن المتاجر الرقمية خيار سيئ، فهي أكثر راحة وسرعة، لكنها تجعل ملكيتنا للتطبيقات هشة ومؤقتة.

وإذا لم توفر المنصة طريقة رسمية لعمل نسخة احتياطية من التطبيقات، كما هو الحال في Google Play، فإن المستخدم لا يملك أي وسيلة حقيقية لحماية ما اشتراه.

"أريد استعادة تطبيقاتي".. رسالة محبطة من مستخدم قديم

الكاتب يقدّر أنه فقد تطبيقات وألعاب مدفوعة بقيمة تقارب 30 دولارًا، لكنه يؤكد أن المسألة ليست مالية بقدر ما هي مبدأ.

هو لا يبحث عن استرداد أمواله، بل يريد فقط الاستمتاع بما اشتراه، دون الإعلانات المزعجة أو صناديق الحظ أو اشتراكات شهرية لا تنتهي.

ورغم أنه لا يُلقي اللوم بالكامل على جوجل أو المطورين، إلا أنه يتمنى وجود نظام أفضل يضمن استمرارية الوصول إلى التطبيقات، خاصة في ظل توجه الشركات نحو توفير دعم للهواتف الذكية لمدة 7 سنوات.

هل الحل في الاشتراكات.. أم في حق المستخدم بالاحتفاظ بما يملكه؟

في عالم تتحول فيه معظم التطبيقات إلى خدمات باشتراك شهري، تتلاشى فكرة "الشراء لمرة واحدة".

لكن إذا كنا ندفع ثمن تطبيق، أليس من حقنا الاحتفاظ به واستخدامه ما دام لدينا الجهاز المناسب؟

هذه التساؤلات تطرح ضرورة إعادة التفكير في مستقبل الملكية الرقمية، وتحديد حقوق المستخدم بوضوح أكبر.

بداية الصفحة