كتاب وآراء

سراج النعيم يكتب : (حميدتي) يحتل المستشفيات و(17) مخزن للدواء

كتب في : الاثنين 08 مايو 2023 - 1:01 صباحاً بقلم : سراج النعيم/السودان

 

الناظر إلى ما يجري في السودان بمنظار فاحص يكتشف بأن المخطط يرمي إلى إطالة أمد الحرب ببن الجيش السوداني، ومليشيات الدعم السريع حتى يسهل تمزيقه إلى دويلات، فالسيناريو أشبه بما حدث ويحدث في اليمن، سوريا وليبيا، وتدعمه دول أجنبية لديها أجندات في السودان، وقطعاً يسعدها إستمرار الحرب التى تصب في إطار مصالحها، لذا يجب أن لا تسمحوا بذلك، وأن تتركوا المحاصصات السياسية جانباً حتى تدحر القوات المسلحة الغزو الأجنبي، فالحصة وطن، ولا مجال لتمرير الأجندات، فالسودان يمر باستهداف خارجي ممنهج، وهو استهداف قائم على أن يكون هذا البلد أو لا يكون، لذا يجب أن تتوحيد الجبهة الداخلية لصد الغزو الأجنبي الذي تقوده مليشيات الدعم السريع، والتى اتضح بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا يهمها ما يمكن أن يحدث من وراء هذه الحرب، إنما المهم تدمير السودان الذي احتلت في ظله المستشفيات والمرافق الصحية، فهل منع المواطن من تلقي العلاج يندرج في ظل حماية الانتقال الديمقراطي والتحول المدني؟.
المؤسف حقاً أن لجنة الأطباء المركزية لم تصدر بياناً تدين من خلاله إحتلال مليشيات (حميدتي) للمستشفيات والمراكز الصحية بولاية الخرطوم، ولم يعترض كادراً منها على التدمير المقنن للحقل الطبي، كما لم تدين الأحزاب والتنظمات السياسية ذلك الانتهاك الذي عرض حياة الكثير من المرضى للخطر، وأن شئت قل الموت؟، ولا سيما فإن كل التصريحات تدعم مليشيات الدعم السريع، ولا تأبه لجرائم ارتكبتها المليشيات منذ بداية الحرب في الخرطوم، ولا تكتفي بذلك، بل تحبط القوات المسلحة السودانية بما يخدم أجندات سياسية رغماً عن أنها تتصدي للغزو الأجنبي، وعندما اسأل أحدهم لماذا تناصر المليشيات على القوات المسلحة؟ يرد قائلاً : (الكيزان) سيعودوا للحكم مجدداً، وهكذا يتحجج من يقف مع مليشيات الدعم السريع، وكل ما طالعت تصريحات أجدها تركز بشكل مطلق على مطالبة الأمم المتحدة بالتدخل في السودان، وتفعيل البند السابع.
السؤال هل يعتقد من يقف مع المليشيات بأنها يمكن أن تكون بديلاً للجيش السوداني، فبلا شك أمراً من هذا القبيل يعتبر من سابع المستحيلات، فليس في الإمكان لمليشيات (حميدتي) أن تكون بديلاً للمؤسسة العسكرية السودانية، ولا يمكن أن تحمي الانتقال الديمقراطي، والتحول المدني الذي ينشده الشعب السوداني الذي بات محاصراً داخل الأحياء السكنية بسبب إحتماء المليشيات به خوفاً من نيران الجيش السوداني، والذي في إمكانه أن يحسم التمرد في أيام معدودة إلا أنه محكوم بالحفاط على أرواح المواطنين، ممتلكاتهم والبنية التحتية التى دمرت بنسبة (70٪)، لذلك تجدني أقف مع الهدنة لتقديم المساعدات الإنسانية للمواطنين المحاصرين من مليشيات الدعم السريع، وأرفض في ذات الوقت التفاوض مع (حميدتي) حتى لا تعود مليشياته وحاضنته السياسية للمشهد السوداني مرة أخرى. 
المؤسف حقاً ما كشفته منظمة أطباء حول العالم، والتى أكدت أن الدعم السريع يحتل ويطوق (17) مخزن للإمدادات الطبية المركزية، وهي تمثل مستودعات الأدوية، والمستهلكات الطبية، والمعدات والأجهزة الخاصة بالإمداد لجميع فروع الصندوق القومي للامدادات الطبية المركزية بولايات السودان المختلفة، ومنها يتم الإمداد للمستشفيات الحكومية والخاصة والصيدليات.

بداية الصفحة