ثقافه وفنون

محمد الموجي.. سرَقَه عبد الوهاب و'جرجرته' ثومة للمحاكم وتسبب العندليب في احتباس صوته

كتب في : الأحد 05 مارس 2017 - 12:23 صباحاً بقلم : سالى سامى

بعد أن رأى البداية نحو المجد لا تأتي من صوته بل من ألحانه، لم يكذب خبرًا واتجه على الفور للتلحين، بدأها بالشاب الصغير وقتها عبد الحليم حافظ من خلال الأغنية التي قلبت المجال الفني حيتئذ رأسًا على عقب، وهي «صافيني مرة»، وتوالت بعدها النجاحات، وأصبح اسم محمد الموجي أحد أهم الملحنين، الذين تغنى بألحانه كبار مطربي ومطربات الوطن العربي.

 

فالموجي الذي تحل اليوم ذكرى ميلاده الرابعة والتسعين، لحن للعندليب 88 لحنًا ــ وذلك حسب ما قاله نجله "الموجي الصغير"ــ ، أشهرها «يا حلو يا أسمر، مواعدني بكرة، وقارئة الفنجان»، وإلى جانب عبد الحليم حافظ كان للموجي العديد من الألحان الهامة لكبار مطربي ومطربات عصره، فمن «للصبر حدود، واسأل روحك» لأم كلثوم، و «أنا قلبي ليك ميال، ياما القمر على الباب، وبيت العز» لفايزة أحمد، و«شباكنا ستايره حرير» لشادية، وغيرها الكثر والكثير من الألحان الخالدة في أسماع المستمع العربي.

 

تلك النجاحات لم تخلُ من بعض المنغصات على المستويين الفني والشخصي، فكانت للموجي ثلاث قصص جمعته بـأهم فناني جيله، وهم محمد عبد الوهاب، أم كلثوم، وعبد الحليم حافظ.

 

 

محمد عبد الوهاب.. عندما يسرق الأب ابنه

كأى شاب في مقتبل حياته الفنية يتمنى أن تنال ألحانه إعجاب كبار الموسيقيين، استطاع الموجي بعد عناء أن يُقابل موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ليعرض عليه بعض ألحانه، لم يكن يتوقع الملحن الشاب أن ذلك اللقاء سيكون سببًا في تعرضه لموقف ستظل الأجيال تتناقله مغلفًا بالسخرية تارة وبالتندر على عبد الوهاب تارة أخرى، وذلك حين ذهب الموجي إلى بيته ليستمع إلى الراديو مصادفة فيجد بعض من جمله اللحنية التي كان قد أسمعها للأستاذ تتغنىة بها المطربة رجاء عبده في أغنيتها الشهيرة «البوسطجية اشتكوا»، يعود الملحن الشاب إلى أستاذه معاتبًا، لكن الأخير يُقابله بمنتهى الهدوء، قائلًا: «مش عيب الأب ياخد كرافة ابنه، عشان يكون في أبهى صورة».. الغريب أن هذا الموقف لم يتسبب في قطيعة بين التلميذ والأستاذ، أو حتى ثمة عداء متواري، فقد ظل الموجي يتتبع أثر عبد الوهاب أينما حلّ، لأنه كان يعتبره الأستاذ الي لن يجود الزمان بمثله.

أم كلثوم.. عقوبة اللحن المتأخر السجن في عُرف كوكب الشرق

يقع اختيار أم كلثوم على الموجي ليلحن لها كلمات عبد الوهاب محمد «للصبر حدود»، فيأخذ الموجي الكلمات ويختفي، وكلما تسأل عنه أم كلثوم أحد معارفه فيجيبها أنه مع فلان أو فلانة يحضران للحن جديد، فاستشاط غضبها وقررت رفع دعوى قضائية تُجبر الموجي لتنفيذ الاتفاق المبم بينهما بتسليم اللحن بعد شهر، وعلى إثرها يمثل الموجي أمام القاضي، الذي يسأله: لماذا لم تُنهِ اللحن في الميعاد المحدد؟

 

فيجيب الموجي: احكم علىّ بالتلحين

 

فيرد القاضي: حكمنا عليك.. لحن يا موجي

 

فيتساءل الموجي: كيف؟ هل افتح رأسي وأخرج اللحن؟

 

باقتناع بحجة الموجي يرد القاضي: معك حق.. أنت حر مع أم كلثوم.

 

ليخرج المدعى عليه "الموجي"، إلى جوار المدعية "أم كلثوم" التي تبادره بذكاء: «عرفت أجيبك ولا لأ»، ليضحكا في نفس واحد، ويخرجا إلينا رائعة «للصبر حدود».

قارئة الفنجان تتسبب في احتباس صوته

أخذت «قارئة الفنجان» وقتًا طويلًا قبل أن تخرج للجمهور، بداية من عبد الحليم الذي شرع في تغيير كلمات القصيدة، بعد موافقة كاتبها نزار قباني، انتهاء بحادثة احتباس صوت ملحنها محمد الموجي، مما يعيق نقلها إلى نوتات، في الوقت الذي لم يتبقّ فيه على الحفل المزمع غنائها به سوى 12 يومًا فقط، لكن بإصرار من الفرقة الماسية التي لازمت حليم أشهر حفلاته، أكمل التدريب على الغنوة في المدة القليلة الباقية بعد عودة صوت الموجي للحياة مرة أخرى.

بداية الصفحة