كتاب وآراء

' نور علي نور ' معجزة الروح سر الله الخالد

كتب في : السبت 31 ديسمبر 2016 - 12:30 صباحاً بقلم : مصطفى كمال الأمير

بهذه المعجزة الآلهية أبدأ مقالي عن روح الإنسان وهي الحد الفاصل بين الحياة والموت للبشر تلك الروح التي لانراها ولانشُمها ولا نلمَسها لأنها ليست مادة عضوية أو ماءَ أو هواءَ والتي بدونها يكون الإنسان مجرد جثة هامدة وجسدا باليا قابلاً للتحلل سريعا حتي تبتلعه الأرض معلنة انتصارها عليه وتأكل حتي عِظامه

بعدما أكل وشرب وتعالي فيها غرورا وبنيانا بعدما أستسلم لقدره في حياة البرزخ بين حياة الدنيا وحساب الآخرة

ثم الحياة الأبدية سواء في النار أو الجنة حسب عمله الصالح في الدنيا

فقد تعددت الأسباب والموت واحد ومن أسباب الوفاة المرض والشيخوخة والحروب والجوع والأوبئة والتدخين والإنتحار والإجهاض والكوارث أو بجرائم القتل أو الإبادة العرقية أو غرقا وحرقا أو شنقا بعقوبة الإعدام شنقاً في دول مازالت تطبقها مثل أيران.الصين.العراق.مصر وأمريكا بالحقنة السامة وصعقا بالكرسي الكهربائي وفي السعودية بالإعدام بالسيف أو بحوادث الطائرات و الطرق والبحار التي تقتل عشرات الآلاف كل عام فيما يعرف بنزيف الأسفلت لاسيما في مصر.باكستان. بنجلاديش

وبعد هذا التقدم العلمي الهائل (بالتزامن مع التخلُف الأخلاقي) للإنسان فأنه وقف عاجزا تماماً عن أكتشاف رُوحه التي هي بين ضلوع جنابه

فما بالنا بروح الله خالق الأكوان والإنس والجان والأرض بمخلوقاتها في البحار ومن الطيور والحيوانات والنبات والح

شرات ومازاد أوقل عن ذلك

وطبقا للأرقام فأن معدل المواليد هو ضعف معدل الوفيات والعالم يزيد مايقارب 100 مليون نسَمة سنوياً

فيما يعرف بالنمو السكاني الذي يضاف لتعداد سكان العالم حاليا وهو مايزيد عن سبعة مليار من سكان الأرض مناصفة بين الذكور والإناث ويصل عدد المسلمين الي 1600 مليون بما يساوي ربع سكان العالم في 60 دولة أسلامية بانتظار عودة الروح للعملاق النائم الأمة الأسلامية

والتي ميزها الله بأنها الوحيدة ربما بين الأمم والأديان كلها والتي عليها الإغتسال والوضوء للصلاة خمس مرات يوميا ويوم الجمعة قبل الصلاة وبعد الجماع

برغم خروج الإسلام في بيئة قاحلة بلا أمطار أو أنهار أو بحيرات ويندر فيها الماء والمطر

والحكمة في ذلك بجانب النظافة هي تطهيرا للجَسد بالوضوء وللرُوح بالصلاة مصداقا لحديث الرسول لأصحابه أَرَأَيْتُمْ لَوْأَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ؟ قَالُوا : لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ ،قَالَ فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، يَمْحُو اللَّهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا

وهو مايبين العلاقة الفريدة للمسلم بين الروح والجسد والزمان والمكان فبعيدا عن الحواس الخمس للإنسان وهي النظر والسمع والشم والتذوق واللمس

تبقي الروح تجمع بين النفس والجسد لأن الله ينفخ الروح في الجنين في بطن أمه بعد 100 يوم من الحمل وهي نفس الروح التي نفخها الله عزوجل في أبونا آدم عندما خلقه الله من طين

{فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين )

وتقبض الرُوح في سكَرَات الموت وتعلَق الأرواح مؤقتا عند نوم وغفوة الإنسان فمنها ما يُقبض ومنها مايُرَد حتي أنتهاء عُمرِه وأجَله

فأنه يولد الإنسان باكيا والناس يضحكون فرحا له فأِن عاش وعمل صالحا فأنه يموت ضاحكا مستبشرا والناس يبكون عليه حزنا …

لأن حياته هي مابين آذان مولده بلا صلاة. وصلاة جنازته بلا آذان !!

وتعتقد بعض الأديان والعقائد (البوذية-الهندوسية-الدرزية ألخ) بتناسُخ الأرواح

وهو زعم خاطىء بنظرية رجوع الروح الي الأرض بجسد آخر وذلك لتفسير الرؤي والأحلام للبشر

وهنا يجب الإشارة الي أن الرؤية لم تكن تقتصر علي الأنبياء والصالحين فكما رأي سيدنا أبراهيم ذبحه لولده أسماعيل في منامه وفديه بكبش الأضحية

كذلك رؤية فرعون ملك مصر عن المجاعة وتفسير يوسف الصديق لها ورؤياه لمن معه بالسجن عن مستقبلهما أحدهما بالموت والآخر بخدمة فرعون

ورؤيا يعقوب ليوسف وأخوته ثم رؤيا فرعون عن سيدنا موسي للدلالة والتأكيد بأن الرؤية كانت سواء للمؤمن والكافر.الغني والفقير.الصالح والطالح

أما أعمارالأنبياء عليهم السلام فكانت مختلفة فقد عاش الأنبياء آدم ونوح مايقارب الألف عام وابراهيم أبو الأنبياء فقد زاد عن 200 سنة ويوسف وموسي وهارون قد زادوا عن المائة وأقل منها أيوب وداوود وابنه سليمان 52سنة

أما السيد المسيح عيسي فقد رُفِعَ لربه وكان عمره ٣٤ سنة أما نبينا محمد خاتم الانبياء فقد توفاه الله عن 63 عاما بعدما قام بأداء رسالته الخالدة للإسلام

وكما نري فحتي الأنبياء قد فاضت أرواحهم فسبحان الله الحيُ القيوم الذي لايموت

"يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي؛؛

 

بداية الصفحة