تعانى محافظة الدقهلية من ارتفاع جنونى فى أسعار العقارات والشقق والوحدات السكنية لاسيما العاصمة ( المنصورة) فقط، ولكن امتدت نيران الأسعار إلى المراكز المختلفة، وهو ما أدى إلى ظهور انتشار الابراج السكنية فى بعض المدن الصغيرة، بعد أن كانت تعتمد على المنازل العائلية، والتى لا تتعدى الثلاثة أو أربع أدوار، لتصل الآن إلى تسعة وعشرة أدوار وأكثر.

وأدت هذه الزيادات إلى تفكير الباحث عن سكن وإقامة للتوجه إلى أطراف المدن والقرى، بحثا عن إيجار منخفض نوعا ما عن مثيلاتها بالمدن الرئيسية، ونظرا لأن محافظة الدقهلية من المحافظات التى ليس به ظهير صحراوى، مما دفع إلى حدوث حالة من الاختناق داخل المدن، وهو ما انعكس على زيادة الكثافة وارتفاع أسعار الأراضى.

وتعد مدينة المنصورة من الأكثر ارتفاعا فى الأسعار، حيث وصل الارتفاع الجنون به أن وصل سعر المتر بمنطقة تجارية ناحية شارع العباسى والشيخ حسانين إلى 200 ألف جنيه بمزاد علنى أقيم لبيع 205 أمتار، وهو ما انعكس على جميع المناطق بمدينة المنصورة وارتفعت الأسعار بشكل جنونى، ووصل سعر البيع بمنطقة المشاية إلى 100 ألف جنيه للمتر، ومع اختلاف المناطق تباينت الأسعار، فهناك حى الجامعة وصلت متوسط الأسعار به من 30 إلى 40 ألف جنيه خاصة فى هذه الأيام، ولم يقف ارتفاع أسعار الأراضى بالمناطق الراقية بل طالت المناطق الشعبية والتى أصبحت صعبة المنال للطبقة المتوسطة.

فحى الفردوس الشهير بالمجزر الآلى أحد الأحياء الشعبية بالمحافظة، ومعروف بوجود عمارتى إيواء به ارتفع به الأسعار، ووصل سعر المتر فى الشقق السكنية التابعة للوحدات المحلية 3 آلاف جنيه للمتر إلى أربعة آلاف، على الرغم من أنها شقق وعمارات قديمة، تم بناؤها منذ ما يزيد عن 40 عاما، وتصل مساحة الشقة 65 مترا، أى أن سعر الوحدة السكنية يبدأ من 195 ألف جنيه، حتى 250 ألف جنيه فى بعض المناطق.

وعلى بعد مسافة قليلة من تلك المنطقة بمساكن التعاونيات يصل سعر الوحدات السكنية الخاصة 5 آلاف جنيه، إذ يصل سعر الشقة الواحدة التى تصل مساحتها لـ70 مترا إلى 300 ألف حتى 350 ألف جنيه، وحى الأشجار أحد الأحياء الجديدة الملاصقة لحى المجزر الآلى ويتسم بالرقى يصل سعر الوحدة السكنية فيه إلى 500 ألف جنيه، ويبدأ سعر المتر فيه من 6 آلاف جنيه، بينما يبدأ سعر المتر فى أرض البناء 10 آلاف جنيه للمتر.

يقول إبراهيم الكامل سمسار عقارات، أن سعر المتر يختلف من مكان لآخر حسب التصنيف، إذ كان منطقة راقية أو متوسطة أو شعبية، وكل منطقة لها الزبائن الخاصة به، لكن الفترة الأخيرة بدأت الأسعار تؤثر على حركة البيع والشراء، فأصبحت فكرة الحصول على شقة من الأحلام الكبيرة صعبة التحقيق لأى شاب مقبل على الزواج، فاتجه الكثير منهم إلى فكرة الإيجار والذى أصبح أيضا مكلف جدا على شاب يبدأ حياته، فالإيجار أصبح يبدأ من 1500 إلى 2500 بالمناطق المتوسطة.

ويقول محمد عبد المنعم، مهندس معمارى، نظرا لارتفاع تكلفة الحصول الشقة بدأ أصحاب الابراج فى التسهيل على الزبائن بإمكانية تقسيط نصف مبلغ الشقة على سنة ونصف إلى سنتين لتشجيع حركة البيع، كما أن هناك عدة مناطق عليه إقبال كبير فى الشراء وهى حى الجامعة ومدينة مبارك وجديلة، وتوريل الجديدة.