منوعات

هل يفشل جهاز حماية المستهلك في وقف إعلانات 'الإيحاءات الجنسية'؟

كتب في : الجمعة 17 يونيو 2016 بقلم : نادر مجاهد

بعد بضعة أيام من حلول شهر رمضان خرج علينا جهاز حماية المستهلك برئاسة اللواء عاطف يعقوب بقرارات لوقف بعض الإعلانات لشركات جهينة "الدندو" و«قطونيل ودايس»، تحت مبرر احتوائها على إيحاءات جنسية ووجود محتوى غير أخلاقى فى تلك الإعلانات.


 وجاء القرار بوقف بث الإعلانات التليفزيونية خلال أربع وعشرين ساعة من تاريخ الإخطار، الذى كان بتاريخ 12 من الشهر الجارى، وذلك لخروجها على الآداب العامة واستخدام الأطفال بالمخالفة للمواصفة القياسية للإعلان رقم 4841 لسنة 2005 و5008 لسنة 2005.


وعلى الرغم من أن القرار ينص على الوقف خلال 24 ساعة إلا أن تلك الإعلانات لا تزال تذاع على القنوات الفضائية بشكل طبيعى، من منطلق أن الشركات قد كلفت تلك المواد الإعلانية مبالغ كبيرة، وتحضر لهذا الشهر منذ فترة طويلة، ومن الصعب إيقاف الإعلانات بسهولة، ويبقى مصير عدم استجابة الشركات هى الغرامات التى تقدر بعدة آلاف من الجنيهات سترضخ الشركات فى النهاية لدفعها للتسوية.
 

فراغ قانونى وغياب «مجلس الإعلان»
 
الخبير الإعلامى ياسر عبد العزيز قال ، إن جهاز حماية المستهلك يتدخل فقط للحماية المستهلك من السلع الاستهلاكية المادية، لكنه فى المقابل غير مؤهل للتعاطى مع المنتج الإعلانى والإعلامى.
 ولفت إلى أنه فى ظل وجود فراغ قانونى وغياب "مجلس الإعلان" فإنه هذه النوعية من المشكلات ستكون مستمرة على الساحة، مشيرًا إلى أن قرار إيقاف أى إعلانات يتوجب أن يأتى من جهة فنية تتابع الإعلان وتحلله كعمل فنى إبداعى، ومدى اتفاق مع المنتج الذى يتم الترويج له، وغيرها من الاعتبارات.


«الرقابة على المصنفات الفنية» هي الحل


من جانبه، رأى سامى الشريف، وزير الإعلام السابق، أن هذه الإعلانات تتضمن إسقاطات وإيحاءات خارجة، لكنه فى المقابل أكد أن قرار الإيقاف والمتابعة يجب أن يأتى من قبل هيئة الرقابة على المصنفات الفنية

وأوضح  الشريف أنه كان الأجدر أن يخرج قرار إيقاف الإعلانات من هيئة الرقابة على المصنفات، لأنه يخص صميم عملها، لا سيما فى ظل تدنى مستواها، إلى جانب أنه ربما لا يصبح لهذا القرار أى حيز من التنفيذ، لأنه يتوقف على مدى استجابة أصحاب القنوات الخاصة له، ورؤيتهم لما إذا كانوا يستحقون المنع والإيقاف، أم أن مضمونها عادى فى وجهة نظره، إذ لا توجد جهة مشرفة على الإعلانات وتنفيذ القرارت التى تخصها، بالتالى فإن الارتجال والعشوائية يسودان الموقف، وأتمنى أن يظل جهاز حماية المستهلك على قراره، ولا يغيره.
 

مجتمع أميّ يعيش الكبت
وقالت منى الحديدى، رئيس قسم الإذاعة والتليفزيون الأسبق بكلية الإعلام جامعة القاهرة، إن خطورة هذه الإعلانات تكمن فى تضمنها عديدًا من الإسقاطات، لافتة إلى أن إعلان "داندو" يشير إلى صدر المرأة فى هذا اللفظ،

وأضافت الحديدى، أن المشكلة أن كل مشاهد سيترجم هذه الإسقاطات على طريقته حسب ثقافته ونشأته فى مجتمع أمى ويعيش حالة من الكبت، وقريبًا سنشهد هذا التعبير فى حوارات المراهقين، وأضيف إلى الإعلانات المذكورة فى بيان "حماية المستهلك" تلك التى تخص التبرع لمستشفى سرطان الأطفال، التى تحتوى على إهانة للأطفال بظهورهم بعد تساقط شعرهم، كذلك مرضى القلب، والطفلة التى طلبت منها معلمتها رسم قلب فى حصة الرسم، فكانت النتيجة رسم قلب الذى يظهر فى الأجهزة، إضافة إلى إعلانات بنك الطعام.
 

حماية المستهلك: لدينا سلطة الضبطية القضائية لمنع الإعلانات المخالفة
فى المقابل، قال اللواء عاطف يعقوب، رئيس جهاز حماية المستهلك فى تصريحات خاصة لـ"التحرير"، نحن نطبق القانون، ونمارس كل الصلاحيات الموكلة لنا، "ما عندناش تهريج فى تطبيق القانون".
 
وأضاف يعقوب: "وضعنا المواصفة القياسية الصادرة عن المواصفات والجودة، وكل ما فعلناه يقع فى كامل مهامنا، ونحن نمتلك مرصدا إعلانيا يمارس عمله منذ العام الماضي، ونرصد كل شىء، ولدينا وسيلة تقييم بمستند تحت أيدينا، كما أن لدينا وسيلة رصد للإعلان نفسه، ونتعامل مع الوسيلتين ونقيم ما إذا كان الإعلان مطالب للمواصفات من عدمه.
 
 
 
وردا على استفسار حول أسباب وقف 4 إعلانات بشكل مفاجئ قال اللواء غاضبًا: "بلاش نشتغل، حقكم علينا"، مشيرًا إلى أن الجهاز سبق له وقف عدد من الإعلانات المضللة قبل ذلك، ولا تعد المرة الأولى التى يـقوم فيها بها بهذا العمل.
 
وأوضح اللواء عاطف يعقوب أن المسلسلات لا تقع ضمن اختصاصات الجهاز، نظرا لأنها تابعة للمصنفات الفنية، لكن فى حال ظهرت ماركة أى منتج، نقاضيهم، لأنه أمر ممنوع، حيث يعد إعلانا غير مباشر.
 .

بداية الصفحة