عالم

يوميات الروهينغا.. من الموت بطشا إلى الموت غرقا

كتب في : الثلاثاء 10 اكتوبر 2017 - 1:02 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

قادتنا التطورات الإخبارية إلى شاهبورير ديب على الحدود الجنوبية لبنغلادش، حيث الموقع الأهم لعبور مسلمو الروهينغا الفارين من ميانمار إلى الجارة الآمنة.

 

وشاهبورير ديب هو المكان الذي شهد امس غرق قارب كان على متنه نحو 60 من الروهينغا خرج منهم 16 ناجيا فقط وأخرجت جثامين 13 آخرين، كان بينهم 11 طفلا، بينما اعتبرت السلطات البنغالية بقية من كانوا على متن القارب في عداد المفقودين.

 

أمضينا نحو 3 ساعات بالسيارة في الطريق من وسط مدينة كوكس بازار إلى المنطقة الحدودية، لنستقل بعدها قاربا خشبيا يشبه قوارب الهروب التي يستخدمها أبناء الروهينغا في تجاوز الحدود إلى بنغلادش، ليكشف تهالك المركب لنا عن سبب الغرق.

حين وصلنا شاطئ الجزيرة كان علينا استقلال "توك توك"، وهو الوسيلة الأشهر للانتقال في مدن وقرى بنغلادش الفقيرة. كل شيء هنا ينطق بالفقر المدقع الذي يعيشه السكان، تماما كما هو حال لاجئي الروهينغا.

 

استقبلنا ضابط الطوارئ والإنقاذ بالمنطقة ويدعى "رستم"، أخبرنا بأعداد الضحايا ودلنا على الطريق إلى مقبرة جماعية دفن فيها بعض من لقوا مصرعهم في الحادث، وهناك كان عدد من البنغاليين يوارون الجثامين الثرى، قبل أن يفاجئهم رجل من الروهينغا فقد 9 من أقاربه في الحادث.

 

دخل الرجل في نوبة نحيب أبكت جميع من كانوا عند المقبرة، حتى أخذه شباب القرية لتهدئته.

غادرنا منطقة المقابر وتوجهنا إلى الشاطئ المقابل لشاطئ ميانمار لنجد عددا من الصيادين اعتاد أغلبهم العمل على نقل لاجئي الروهينغا إلى شاطئ بنغلادش، قبل أن توقف السلطات البنغالية عمليات نقل المهاجرين.

 

تحدثوا معنا بحسرة عما آل إليه حال الروهينغا، فكثير منهم تربطهم علاقات صداقة بعدد من اللاجئين.

 

وقال محمد صديق لـ"سكاي نيوز عربية": "بعض لاجئي الروهينغا يعيشون بيننا لكن بشكل غير رسمي، فقد عبر بعضهم الحدود قبل سنوات ولازالوا بيننا لكننا لا نريد أن تعلم السلطات شيئا عنهم فهم مثل إخواننا".

 

ويلتقط الحديث شاب آخر وهو يراقب بنظراته رجال الأمن الذين كانوا في نقطة حدودية على بعد أمتار منا، قائلا: "نحن نعرف حجم المأساة لكننا لا نريد أن تحدث لنا مشكلة مع رجال الأمن هنا. كلام الشاب منع الباقين من استكمال الحديث معنا".

 

أما رجال الأمن فقد شرحوا لنا كيف كانت تلك المنطقة مكتظة بالمهاجرين خلال الشهرين الماضيين.

 

وعلى الجانب الآخر من النهر كانت نقطة حدود ميانمار واضحة، ومن خلفها جبل يخفي ما يرتكب من انتهاكات بحق أبناء الروهينغا.

 

في طريق العودة كان الجزر قد أبتلع نحو نصف مساحة النهر التي أبحرنا خلالها في الصباح، فأكملنا الطريق سيرا على الأقدام، وقال مرافقي: "لو حدث هذا الجزر ليلا لما غرق القارب الذي كان يقل اللاجئين".

بداية الصفحة