كتاب وآراء

قطار الشرق السريع لنجمة داوود من النيل الي الفرات

كتب في : الجمعة 03 مارس 2017 - 9:28 صباحاً بقلم : مصطفى كمال الأمير

David star Oriënt express 

يوم ٩ ابريل ٢٠٠٣ وبعد مرور 14 عاما علي سقوط بغداد مدينة الرشيد عاصمة الخلافة العباسية في أيدي الإحتلال الغربي ليحكمها الإنجليز والأمريكان بـ جاي جاردنر وبول بريمر 
قبل مُحاكمة وإعدام صدام حسين بعد إستنزافه تماماً وأستيفاء مهمته
وكان إعدامه في أعياد الميلاد ديسمبر 2007 للتأكيد علي الفوز بولاية ثانية لجورج بوش الإبن لمواصلة عمل بوش الأب في السيناريو الشيطاني والجهنمي لتركيع العالم العربي الجاري علي قدم وساق لكسر الجيوش العربية بالقطعة 
 ثم تقسيم الأوطان ورسم حدود جديدة لكانتونات ودويلات طائفية متناحرة غير قابلة للحياة لصالح ترسيخ دولة أسرائيل للأبد في الجسد المريض لأمة العرب 
 بل وتوَسُعها لحدودها الجديدة لاحِقا وضياع فلسطين والمسجد الأقصي للأبد

ونحن الآن في المرحلة الأخيرة أمام عقبة صلبة ووحيدة للوتد الأخير لخيمة العرب 
 وهو الجيش المصري الوطني الذي وقف صامدا كالصخرة رغم الإختبار القاسي والمرير للثورة المصرية قبل وأثناء وبعد حُكم الإخوان والمحاولات الخبيثة منهم لإحداث خلخلة وشق صفه من الداخل والخارج بدق أسافين للوقيعة بين الشعب والجيش المصري للوصول للفوضي الخَلاَقَة بمشروع اليمين الأمريكي المُحافظ وإستمرار أوباما الأسود سيد البيت الأبيض الجديد في نفس المسار بعد وعوده الزائفة بالسلام والحرية

وبعد حَل الجيش العراقي سادس أقوي جيوش العالم سابقا لصالِِح إيران عدُو الأمس وحليف اليوم وإعدام قياداته ثم تشكيل قوات أمنية وقتالية محدودة الفعالية سلمت الموصل لداعش ثم فشلت في استعادتها حتي الآن رغم قصفها بالطائرات الامريكية 
ثم سحق الجيش الليبي عن بَكرَة أبيه بطائرات حلف الناتو بناء علي فتوي شيخ الفتنة القطري يوسف القرضاوي قبل التآمر وقتل القذافي وأبناءه بأوامر مباشرة من الغرب لدفن أسراره معه واندلاع الحرب الأهلية الطاحنة في اليمن وتبادل الحلفاء لولائهم وأدوارهم المشبوهة وغرق السعودية في المستنقع اليمني

ثم أنزلاق سوريا في الحرب الأهلية المُدمرَة وغرق الجيش السوري حتي أذنيه في محرَقة القتال مع جماعات المعارضة السياسية والدينية المسلحة ماليا وإعلاميا من قطر والسعودية وتركيا ودوَل الغرب لاسيما في الشمال مع الحدود التركية وغربا مع لبنان وجنوبا مع الأردن 
 وتحالف النظام السوري مع الجار العراقي وحزب الله الشيعي اللبناني ونظام الملالي في إيران ودعم الفيتو الروسي والصيني في مجلس الأمن 
 وتدخل روسيا عسكريا مع أمريكا وكل دوّل العالم بأهداف مختلفة منً جهة دعم او إسقاط نظام بشار الأسد 
 ورأينا تقسيم جمهورية السودان الي الشمال والجنوب بعد وعود أمريكية زائفة برفع السودان من لائحة الإرهاب وحوافز غربية وأمريكية للشمال بالتخلي عن الجنوب الغني بالنفط لإيجاد موضع قدم للنفوذ الإسرائيلي لإعادة الكرَة في دارفور مجددا !!

عودة الي بغداد واحة الحرية والرخاء والديموقراطية والإزدهار في الشرق الأوسط حسب خطة الخداع الأمريكية وبيع الوهم للعرب والعالم وبعد مقتل نصف مليون عراقي وأصابة وتشريد الملايين منهم
 فقد رأينا جميعا ما وصل اليه العراق اليوم من إرهاب القاعدة وفساد وتسلُط الدولة البوليسية لنوري المالكي وحزب الدعوة الشيعي ثم وصول حيدر العيادي لرئاسة الوزراء وسقوط مدينة الموصل في أيدي تنظيم داعش الدموي المتمدد حتي داخل سوريا

أن العراق اليوم أبعد ما يكون عن الوحدة بل أقرب الي التقسيم بين دويلات للسنة والكُرد والشيعة ليبقي عاجزا في الدفاع عن نفسه أو أزالة أثار الإحتلال الأمريكي له بدعاوي تحريره من العراقيين من حزب البعث .
ومع بيان الخديعة الواضحة كالشمس لم تأخذ باقي الشعوب والأنظمة العربية العِظة والعبرة لكي تتعلم الدرس وحتي تري الصورة كاملة لكي لاتقع في الفخ مجددا والنجاة من المصير المرير وذلك بتصفية كل الجيوش العربية القوية
لا سيما في الدول النفطية غير الخليجية بعدما أنتهوا من العراق ثم ليبيا التي أصبحت صومال جديد جنوب المتوسط تخرج منها امواج اللاجئين الي شواطئ أوروبا 
أما الجزائر فقد جري أستنزافها في الماضي برفض الغرب ( أمريكا وفرنسا ) قيام دولة إسلامية جنوب المتوسط بعد فوز جبهة الإنقاذ الإسلامية ديموقراطيا بالأغلبية في صناديق الإنتخابات ليتدخل الجيش هناك وسقوط الألاف من الضحايا نتيجة للإرهاب وإغتيال الرئيس بوضياف وتخريب منشآت الدولة النفطية والعامة
وتبقي حالياً فقط دول الخليج الستة الموالية لأمريكا والغرب حتي النهاية ( أمريكا مضطرة لإحتلالهل حسب الثعلب اليهودي كيسنجر ) بعد انهيار الدولة والجيش اليمني الغارق في آتون الحرب الأهلية 
هل يعيد التاريخ نفسه وكما سحق الجيش المصري الصليبين في موقعة حطِين 1187 
وفي المنصورة 1250 وهزم التتار المغول في عين جالوت عام 1260 بعد أجتياحهم لبغداد والشام وفلسطين
 نحن حالياً وسط حرب عالمية غير معلنة علي العرب والمسلمين سقطت فيهل جيوش خمس دول عربية ( جمهورية ) كما تحالف أيضاً ضدهم ايران مع أحلامها الفارسية وتركيا بأحلامها العثمانية

فهل يفعلها الجيش المصري العظيم ويصنع التاريخ مجددا ويسحق تتار العصر دولة إسرائيل 
أم أنها الضربة القاضية للعرب لتخديرهم قبل ذبحهم بسبب وجود العدو داخل وخارج الحدود فيما يعرف بالطابور الخامس الذي يمهد الطريق لقطار نجمة دَاوُدَ للوصول ال محطته النهائية لحلم اسرائيل الكبري وإعادة بناء هيكل سليمان 
وبعد مائة سنة علي وعد بلفور ١٩١٧ وخمسين عاماً علي هزيمة العرب في ١٩٦٧
هل تكون سنة ٢٠١٧ بداية نهاية اسرائيل أم أنها نهاية العرب

بداية الصفحة