كتاب وآراء

التصحر الفكري ' تزييف العقول ام تغييب العقول '

كتب في : الاثنين 31 مارس 2025 - 11:03 مساءً بقلم : د. ليلى صبحى

 

تزييف العقول مفهوم يرتبط بتدمير العقول وتجهيلها تبعا لمصطلح علم النفس ، وقد عرفت كل الحضارات الإنسانية صناعة تزييف الوعي وتدمير العقول ، انها نظرية المؤامرة التي يتبناها العدو الصهيوني مستغلا وسائل الإعلام السافرة ، محولا اياها الي طبول قارعة وابواق في زفة النفاق ، لا تلبث ان تحقق الهدف المسموح المضلل للعقول وقتل الأمل في النفوس عن طريق ما يسمي الحروب المعنوية وهي اشد فتكا بالعقول والنفوس من الحروب الإلكترونية والنووية . فلنسأل أنفسنا هل لكي نحافظ علي التوازن النفسي يجب تغييب العقل احيانا لمواجهة تزييف الوعي والتصحر الفكري ، علي المستوي الشخصي يختلف عنه علي المستوي الاجتماعي والمؤسسي، لمواجهة تزييف الوعي لا بد من إعادة الثقة في المؤسسات الوطنية والمبادرات التي يتبناها مجاهدون في مجال الوعي الجماهيري وحسن التخطيط والمتابعة، من الجدير بالذكر ان الجهاد في بناء الوعي له دور كبير في عملية البناء والتنمية ، ان قضية استعادة وعي أمة هي قضية مصيرية، فمن أجل تطهير المجتمع من الأفكار الدخيلة التي تعمل علي تزييف العقول وتغييبها ، علينا ان نحمل علي عاتقنا معركة بناء الوعي الصحيح ، والتخلص من التصحر الفكري سواء علي الصعيد السياسي او الاجتماعي او الديني ،وهذا ما يمكن تحقيقه بسهولة ويسر عبر المنصات الرقمية التي تعد أوسع أبواب الاستقطاب الفكري. وفي سياق متصل نعلم ان تغييب العقول سياسة ماسونيه في قائمة أهدافها تزييف الوعي المجتمعي بسياسات سلبية ومحرمة ومجرمة دوليا ، مثلما تفعل الجماعات الصهيونية من عمليات اباده جماعية ، نظرية تغييب العقول لديهم تعني تصحر فكري لكل عربي من حقة في إقامة دولة فلسطينية حرة وحقه في المسجد الاقصي الذي تحاول الصهيونية تدنيسه ، نظريتهم تعني تطويع عقول معطله عن الفكر الواعي الصحيح لان ذلك أفضل وأسهل كثيرا من السيطرة علي شعوب فاعلة ومفكرة ليست سهلة الانقياد مثل شعب فلسطين. ان تغييب وتزييف الوعي من سمات الفاشية بأنواعها التي ترتعد من تمكين الشعوب بالعلم والحرية والوعي ،وما اطلق عليه " مونتسكيو" العقل العام ، واعقبه جان جاك روسو فاطلق عليه إلارادة العامة وما لبث علم الاجتماع ان اطلق عليه العقل الجمعي ، ذلك العقل القادر علي استقطاب العقول المفكرة بعيدا عن تغييب الوعي وتزييفه ، وهذا العقل الجمعي لا بد أن يقوم علي مبدأ الإقناع لا الاستهواء ، وكما قال ارسطو لكي يكون الإقناع مؤثرا يجب توافر ثلاثة عناصر تتمثل في الثقة والمنطق والعاطفة ، الثقة في مصدر الفكرة ، والاقناع منطقيا بجودة الفكرة وتاصيلها وما يتلقاه الفرد من فكر ووعي ، العاطفة تتمثل في الاحساس الداخلي والاقتناع النفسي بالفكرة واستيعابها.

بداية الصفحة