كتاب وآراء

سيناء قلب مصر .........الجزء الخامس

كتب في : الثلاثاء 20 ديسمبر 2016 - 6:32 صباحاً بقلم : أحمد أحمد سليمان

ذكرت في الجزء السابق ان هناك واقعتين تؤكدان ان بريطانيا سعت الي عزل منطقة سيناء عن باقي اجزاء مصر لاغراض استعمارية و محاولة منها لاغتصابها مثلما فعلت في فلسطين وغيرها واولهما عندما تقدم هرتزل عام 1903م بطلب الي وزيرالمستعمرات البريطاني يطلب فية استئجار الساحل الشمالي لسيناء لاقامة مستوطنات يهودية في هذة المنطقة و بالرغم من موافقة الوزير البريطاني علي عقد هذة الصفقة مع اليهود الا ان الحكومة المصرية في هذا الوقت عندما علمت بهذا الامررفضت بشدة مما ادي الي تراجع الوزير البريطاني رافضا طلب لجنة هرتزل في 1903 م.و الحادثة الثانية التي اكدت ايضا محاولة بريطانيا نزع سيناء من نطاق الدولة المصرية عندما اراد السلطان العثماني ان يعزل سيناء عن الوطن الام مصر و كانت خطوط الحدود انذاك تمتد من رفح شمالا الي العقبة جنوبا والتي تجاور طابا فأمر السلطان قواتة بخلع اعمدة الحدود بين رفح والعقبة تمهيدا لتنفيذ المؤامرة الا ان احد بدو سيناء ويدعي ( اسعد عرفات ) شاهد ذلك واسرع بأبلاغ السلطات المصرية التي اسرعت بدورها و طالبت اللجنة البريطانية بمعاينة الحدود وعندما تأكدت السلطات البريطانية من صحة الواقعة امرت الاسطول البريطاني بالتحرك في خليج العقبة لمواجهة المؤامرة وكادت الحرب ان تندلع بين تركيا و بريطانيا .وتمت تسوية الامور بالطرق السلمية واعيدت الاوضاع الي ما كانت علية .ان الرواية السابقة مشكوك في صحتها والاقرب الي الحقيقة ان المؤامرة وعلي ما يبدو كانت بين الاتراك و البريطانين علي ان يتم عزل هذة المنطقة فيما بينهم سرا وعندما انكشف الامر تحول كلا الطرفين واصبح يدين كل طرف الاخر ولو ظاهريا واخذوا يتبادلوا الاتهامات و ما يؤكد صحة هذا الرأي هو مناورة استئجار الساحل الشمالي كمستوطنات يهودية عن طريق لجنة هرتزل التي قوبلت بالرفض عندما تدخل المصريين و بالرغم من موقف بريطانيا انذاك واعترافها بسيادة مصر علي هذا الاقليم الا انها كانت كالعملة ذات الوجهين و قد اتضح هذا مليا للسياسين والمفكرين و لا ننسي ان لها الفضل في زرع الكيان الصهيوني في الأراضي الفلسطينية و لولا حرص المصريين علي اراضيهم و الحفاظ عليها لضاعت شبة جزيرة سيناء كما ضاعت فلسطين .كانت الحياة تسير علي وتيرة هادئة نوعا ما بين سكان واهالي فلسطين و بين البدو من اهالي سيناء و كانو يتنقلون بين الجانبين و يتم بينهم نوع من التجارة والبيع والشراء حتي بدأت المعارك بين اسرائيل والجيوش العربية علي ارض سيناء و فلسطين عام 1948م (حرب الاسلحة الفاسدة ) مما تسبب في القضاء علي رحلة الخير التي كان يقوم بها اهل سيناء الي فلسطين حيث كانوا يقضون بضعة اشهر في تلك الرحلة حتي ينتهي موسم الحصاد الذي كان يدر عليهم خيرا كثيرا و كانوا يقوموا بشراء الابل بأسعار اقل وارخص من سعرها في بلاد نجد بالحجاز بالاموال التي جمعوها ثم يعودوا الي مصر و يبيعوها بأسعار مجزية و يتحقق لهم الربح الوفير..انتهي حكم اسرة ( محمد علي )علي مصر عام 1952م و الذي امتد طويلا وتداولتة اسرتة الي ان انتهت هذة الوصاية والولاية العثمانية بقيام ثورة 23 يوليوالمجيدة والتي قام بها الضباط الاحرار و وقفوا امام الملك فاروق وامروة ان يرحل عن مصر ورحل بالفعل من ميناء الاسكندرية مستقلا المركب الخاص ( المحروسة ) الي ايطاليا واكمل حياتة بها الي ان وافتة المنية هناك .استلم الضباط الاحرار مقاليد الحكم بالبلاد حتي تمكنوا جيدا واستقرت لهم الامورثم طلبوا من القوات البريطانية عام 1954م الجلاء والرحيل عن البلاد ثم قام الرئيس جمال عبد الناصر بأعلان تأميم قناة السويس عام 1956م و الجدير بالذكر ان سيناء شهدت طفرة ونقلة نوعية بعد ثورة يوليو واقيم فيها العديد من المدارس والمستشفيات وازدادت الرعاية الصحية ودبت الحياة في كثير من المناطق كما اقيمت بعض المشروعات الهامة واهما مشروعات مياة الشرب والطرق والصرف الصحي والمشروعات الزراعية وخاصة بعد مد مياة النيل و وصول ترعة السلام الي سيناء ..

بداية الصفحة