العالم العربى

المملكة المغربية : رحيل أحمد لميهي.. قامة في علوم التربية

كتب في : السبت 06 يناير 2024 - 1:07 صباحاً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

فقدت الجامعة المغربية وحقل علوم التربية والبيداغوجيا الأكاديمي المغربي أحمد لميهي، “أحد كبار المتخصصين”، بعد مسار غني بالمؤلفات والدراسات والإشراف على المجلات المتخصصة وتكوين الطلبة والمهنيين.

وقال الأكاديمي فوزي بوخريص إنه برحيل لميهي “تخسر الجامعة المغربية أحد كبار المتخصصين في علوم التربية والبيداغوجيا، الذين تجاوزت شهرتهم وإسهاماتهم حدود المغرب إلى فرنسا والدول الفرنكوفونية”، وأضاف أن أستاذ علوم التربية في المدرسة العليا للأساتذة بتطوان، جامعة عبد المالك السعدي، قد “عاش شبه مغمور في بلاده، حيث لا يكاد يتعرف عليه الباحثون والطلبة المهتمون بحقل التربية والبيداغوجيا، في حين طبقت شهرته الآفاق في فرنسا والدول الناطقة بالفرنسية.”

وتابع: “يعود الفضل للباحث لميهي في التعريف بالعديد من الاتجاهات والأعلام في مجال التربية والبيداغوجيا، حيث قام بنشر العديد من المؤلفات والمقالات التي صارت كتابات مرجعية في المجال، يتم الاستشهاد بها، والإحالة عليها، من طرف الباحثين والمختصين عبر بقاع العالم.”

كما ذكر بوخريص أن لميهي درس في “جامعة سان دوني تخصص علوم التربية، وتتلمذ على يد بعض رموز علوم التربية بفرنسا أمثال روني لورو، وميشيل لوبروت، وجورج لاباساد، وريمي هيس، وغي برجر وغيرهم كثير. وعلى يد هؤلاء العلماء تعرف الأستاذ على التيارات والنظريات الكبرى في مجال علوم التربية والبيداغوجيا، بل تملكها وصار من أبرز المتخصصين فيها، حيث أصدر عددا من المؤلفات التعريفية بتيارات وأعلام علوم التربية والبيداغوجيا الكبار أمثال سليستان فريني ويانوش كورتشاك، وميشل لوبروت، وفردناند أوري، وجورج لاباساد، وأجرى حوارات مهمة مع عدد منهم، بل واستقبلهم في مدينته تطوان.”

ووضح بوخريص أن لميهي حصل على “الدكتوراه في علوم التربية سنة 1991، ليبدأ في السنة نفسها مساره كأستاذ باحث في علوم التربية بالمدرسة العليا للأساتذة بتطوان، مفضلا العودة إلى بلده من أجل الإسهام في تكوين الطلبة والمهنيين في مجال التربية والتكوين، على البقاء في الجامعات الفرنسية، رغم العروض المغرية التي قدمت له من طرف أساتذته وكبار المختصين في المجال. ولهذا، فرغم المؤلفات المهمة التي صدرت له في دور نشر فرنسية، آثر الانخراط في تجربة إصدار مؤلفاته محليا، أي بالمغرب (…) بل أشرف على إصدار مجلة متخصصة في علوم التربية، بعنوان [ملفات بيداغوجية]، أصدر منها حوالي 20 عددا، تضمنت ملفات غاية في الأهمية حول بيداغوجيا المواطنة، والتوجيه المدرسي، والاثنولوجيا والبيداغوجيا، والبيداغوجيا المؤسساتية، والبيداغوجيا بين-ثقافية…”.

الأكاديمي يوسف العماري قال بدوره لجريدة هسبريس الإلكترونية إن أحمد لميهي، المتخصص في “البسيكو بيداغوجيا”، أحد أبرز المتخصصين في “الاتجاه التربوي المسمى التحليل المؤسساتي، وصاحب وتتلمذ وتعاون مع أعلامه في فرنسا”.

وأضاف العماري: “لقد قضى عمره في التدريس والتكوين، بغزارة، واتصال ممتد بالنشر منذ دخوله المدرسة العليا للأساتذة سنة 1991، وأشرف في مارتيل على دفاترها، وترأّس تحرير مجلة [المربي]، وفي إطار تعاونه مع الأكاديمية الجهوية بطنجة-تطوان-الحسيمة، تشرفتُ بالتعاون معه في نشر مجلة [البيداغوجي]، وفي كل سنة أو سنتين كان له مقال أو كتاب جديد، وله العديد من المؤلفات في البيداغوجيا والتربية”.

وفي سنوات عيشه الأخيرة، ذكر العماري أن لميهي “انعطف نحو الكتابة الأدبية والتجريب الروائي والقصصي، وبدأ في نشر قصص الأطفال”، ثم ختم تصريحه بالإشارة إلى أن الفقيد “عاش حياة فاعلة بالتكوين، ورافقته زوجته في أعماله حيث كان يملي وهي تكتب وتصحح وتشرف على الإعداد وترافقه”، وكان “إنسانيا من أفضل الناس الصادقين الصرحاء الصارمين في عملهم صرامة مثمرة هاجسها الكمال”.

تغمدالله الفقيد الدكتور أحمد لميهي بواسع رحمته و اسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا

بداية الصفحة