منوعات

الـديــن أخــلاق

كتب في : الجمعة 12 يناير 2018 - 10:37 صباحاً بقلم : محمد عبد الواجد

الحمد لله الذي جعل فوزنا وفلاحنا في ديننا واخلاقنا، وهو الذي خصنا بخير الذكر قرأننا وجعل من الدين اخلاقنا الحميدة والكريمة ..   ان الاخلاق هي سلوك وسجايا وطبائع وهيئات تتعلق بالانسان، اذا احسنت واستقامت وصلحت في كل ما يصدر عن صاحبها من اقوال وافعال كانت دليلا واضحا وبرهانا ساطعا على قوة الايمان وعلى سلامة الوجدان وعلى صدق بما يرضي الخالق عز وجل في علاه . ان السلف الصالح كان يعتبر الدين هو الاخلاق ويعتبر الاخلاق هي الدين، وقد فسر ابن عباس رضي الله عنهما قوله وانك لعلى خلق عظيم، اي انك يا رسول الله لعلى دين عظيم وقويم . يقول الامام ابن القيم رحمه ان الدين كله خلق، فمن زاد عليك في الخلق زاد عليك في الدين، وقال بعضهم ان لكل بنيان اساس، واساس هذا الدين حسن الخلق . وسألت السيدة عاشة رضي الله عنها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقالت كان خلقه القرأن، وكان قرأنا يمشي على الارض، اي كان متمسكا بأداب القرأن واوامره ونواهيه واحكامه وتوجهاته . وانه لمن الحقائق التي اتفق عليها جميع العقلاء، ان الاخلاق الكريمة هي ثمرة الايمان، القوي الصادق، وان الاخلاق السيئة هي وليدة ضعف الايمان . ولقد خصت الشريعة الاسلامية اتباعها على التمسك بالاخلاق الفاضلة، وحذرتهم من الوقوع والاقتراب من رذائلها، وبينت لهم ان حسن الخلق يرفع صاحبه الى اعلى الدرجات، وان سوء الخلق يهوي بصاحبه الى اسفل الدركات . عن النواس بن سمعان رضي الله عنهما قال، سالت النبي صلى الله عليه وسلم عن الاثم والبر، فقال "البر حسن الخلق والاثم ما حاك في صدرك وكرهت ان يطلع عليه الناس" رواه مسلم . وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال، لم يكن رسول الله صلى الله فاحشا ولا متفاحشا  وكان يقول ان من خياركم احسنكم اخلاقا . وعن جابر رضي الله عنهما قال، ان من احبكم الي واقربكم مني مجلسا يوم القيامة احاسنكم اخلاقا، وان ابغضكم الي وابعدكم مني يوم القيامة هم الثرثارون والمتشدقون والمتفيهقون، قالوا يا رسول الله عرفنا المتشدقون هم المتفاخرون، والثرثارون هم الذين يكثرون الكلام فمن هم المتفيهقون ؟! قال هم المتكبرون ..  اذا من كل ما سبق نأخذ :   &diams; ان الافراد والجماعات والامم التي تتمسك بمكارم الاخلاق، ووتعتنق الفضائل والتي هي الصدق والعفاف والامر بالمعروف والنهي عن المنكر والصبر والرحمة، لابد ان تصل الى ما تصبوا اليه من سلام ورخاء وسعادة في الدنيا والاخرة . قال تعالى "ان الذين امنوا وعملو الصالحات انا لا نضيع اجر من احسن عملا" &diams; اما الافراد والامم التي تنهار فيها الاخلاق الحسنة وتشيع فيها الفاحشة ويتعامل افرادها بالغش والكذب وخلف الوعد وشهادة الزور، فإن مصيرهم الى الهوان والضعف وسوء العاقبة في الدنيا والاخرة ..   <img alt="" src="post_img/88d56.jpg" style="height:241px; width:650px" />