العالم العربى

سلاح حزب الله.. تهديدات بحرب أهلية وصمود لبناني في وجه تصعيد «نعيم قاسم»| فما القصة؟

كتب في : السبت 16 اغسطس 2025 - 4:07 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

تسارعت وتيرة النقاش في لبنان حول ملف نزع سلاح حزب الله، مع تكليف الجيش بوضع خطة تنفيذية قبل نهاية العام، في ظل رفض الحزب لأي مساس بسلاحه.

وصعد حزب الله من لهجته وغيّر في أدبياته ومصطلحاته، فتحذيراته السابقة من المساس بالسلاح تتحول لتنبيهات من مخاطر انفجار داخلي. 

ورفع سقف التهديدات رداً على قرار الحكومة اللبنانية بـ«حصرية السلاح» «ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية».

وقوبل تصعيد حزب الله اللبناني بردود فعل من مسئولين لبنانيين أكدوا فيها «لا أحد يملي علينا قراراتنا، ونرفض التشكيك بوطنية الجيش اللبناني، والتصعيد يضر بأمان لبنان واستقلاليتها».

خطاب حزب الله

وأكد نعيم قاسم، الأمين العام لحزب الله، في أول خطاب له بعد قرار الحكومة حصر السلاح بيد الدولة، أن الحكومة تنفذ أمرًا أمريكيًا إسرائيليًا ولو أدى ذلك إلى حرب أهلية.

اعتبر الأمين العام لحزب الله أن "كل من يطالب اليوم بتسليم السلاح، داخليا أو خارجيا أو عربيا أو دوليا، هو يخدم مشروع الاحتلال الإسرائيلي".

وحذر قاسم من زج الجيش اللبناني في فتنة داخلية، مؤكدًا أن خيارات المواجهة مفتوحة، "فحزب الله.. لن يتخلى عن سلاحه".

تسليم السلاح للجيش اللبناني

وكان الرئيس اللبناني جوزاف عون، قد أكد التزامه بـ"سحب سلاح جميع القوى المسلحة، بما في ذلك حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني".

وجدد «عون» خلال كلمة ألقاها من وزارة الدفاع اللبناني بمناسبة عيد الجيش، التزام لبنان بـ"بسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة أراضيها، وسحب سلاح جميع القوى المسلحة، بما في ذلك حزب الله، وتسليمه إلى الجيش اللبناني".

مسودة أفكار أمريكية 

وأدرج الرئيس اللبناني مسألة سحب سلاح حزب الله ضمن مجموعة من البنود التي قال إنها وردت في مسودة أفكار قدمها الجانب الأمريكي، مشيرا إلى أن لبنان أدخل عليها "تعديلات جوهرية"، بجانب نزع السلاح، "وقف فوري للأعمال العدائية الإسرائيلية" على الأراضي اللبنانية، "بما في ذلك الاغتيالات"، في إشارة إلى الضربات التي تستهدف عناصر حزب الله.

تكليف الجيش بحصر السلاح

كما أعلن نواف سلام، رئيس الحكومة اللبنانية، عن تكليف الجيش بوضع خطة تطبيقية بحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام، ووصف حزب الله ذلك بـ«الخطيئة الكبرى».‏

التدخلات الإيرانية بلبنان

وقالت وزارة الخارجية اللبنانية، في بيان: «إن التصريحات الأخيرة الصادرة عن وزير خارجية إيران عباس عراقجي، والتي تناول فيها مسائل لبنانية داخلية، لا تعني الجمهورية الإسلامية بأي شكل من الأشكال، وهي مرفوضةٌ ومدانة وتشكّل مساسًا بسيادة لبنان ووحدته واستقراره، وتعدّ تدخلًا في شئونه الداخلية وقراراته السيادية».

وكان عراقجي علّق على قرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح حزب الله وحصره بيد الدولة، مؤكدًا دعم إيران للحزب وقيادته.

ردود أفعال المسئولين بلبنان

وأثارت تصريحات قاسم عن أن سحب سلاح الحزب سيؤدي إلى «مخاطر انفجار داخلي» ردود فعل من مسئولين لبنانيين.

حيث أكد رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام، أنه لا أحد يملي علينا قراراتنا، ونرفض التشكيك بوطنية الجيش اللبناني، ولم يطلب أحد تسليم سلاح حزب الله للاحتلال الإسرائيلي كما يروج البعض بل للجيش اللبناني، ولا يوجد أي حزب مخول بحمل السلاح خارج إطار الدولة اللبنانية، والتلويح والتهديد بالحرب الأهلية مرفوض تماما.

ومن جانبه، قال الرئيس اللبناني الأسبق ميشال سليمان، إن تصريحات الأمين العام لحزب الله تضرب الشراكة الوطنية وتطيح برسالة لبنان، وخطيرة للغاية وتمثل تهديدا لبقاء لبنان والسلم الأهلي، ولن نقبل بإملاءات إيران والحوثيين وما سمي بمحور الساحات.

إدانات واسعة لتصريحات حزب الله 

فيما أدان الرؤساء اللبنانيون السابقون أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة ونجيب ميقاتي وتمام سلام، رفض حزب الله قرار حصر السلاح بيد الدولة، وتصريحات الأمين العام لحزب الله تعيق استعادة الدولة لسلطتها الكاملة ويمنع عودة الاستقرار، وضرورة اعتماد الحكمة في التصرف والحزم في المواقف وصولا إلى تحقيق حصرية السلاح بيد القوى الشرعية اللبنانية.

وعلّق وزير العدل اللبناني، عادل نصار، على خطاب قاسم، مؤكدًا في منشور له على منصة "إكس"، أن "التهديد بتدمير لبنان دفاعًا عن سلاحه يضع حداً لمقولة: إن السلاح هو للدفاع عن لبنان".

وطالب النائب أشرف ريفي، حزب الله بـ"العودة إلى الوطن وإلى الدّولة، والخروج من التبعية الإيرانية"، حسب تعبيره.

بدوره، قال النائب نديم الجميل إن الحكومة مطالبة بالحسم، مؤكدًا ألا حياة للبنان ما دام هناك سلاح خارج سلطة الدولة، حسب قوله.

أمّا عضو كتلة القوات اللبنانية، إلياس اصطفان، فقال: إن "كلام قاسم يفضح حقيقة مشروع حزب الله، وهو دولة تابعة، وقرار مخطوف، وشعب رهينة سلاح غير شرعي".

بداية الصفحة