استطاع معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" أن يجذب أكثر من 800 ألف زائر، خلال فترة إقامته في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة من 7 إبريل حتى 10 سبتمبر الجاري، حسبما أعلن منظمو المعرض اليوم الثلاثاء. 

وقال المنظمون، في بيان صحفي، إن المعرض الذي افتتح مطلع إبريل الماضي وحتى ختام فعالياته في باريس، ثالث محطات جولاته الخارجية التي شملت مدينتي هيوستن وسان فرانسيسكو بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2022، جذب 817 ألفا و36 شخصا، من بينهم فرنسيون في المرتبة الأولى، ولكن أيضا زوار من بلجيكا ومن سويسرا ومن ألمانيا.

وعلى الرغم من أن المعرض، والذي سلط الضوء على حياة وحكم الملك رمسيس الثاني لمصر، الفرعون الأقوى والأشهر في تاريخ مصر القديمة، شهد إقبالا كبيرا منذ يومه الأول وحتى نهاية رحلته في باريس، إلا أنه لم ينجح في تجاوز عدد زوار معرض "توت عنخ آمون" والذي أقيم في عام 2019 في نفس المكان "قاعة "لافيليت الكبرى" بباريس، حيث بلغ عدد زائريه 1.4 مليون زائر، وحطم بذلك الأرقام القياسية، من حيث الأكثر زيارة، في تاريخ تنظيم المعارض الثقافية بفرنسا. 

لكن معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" نجح في جذب العديد من المواطنين من جميع الأعمار، من نساء ورجال وكبار سن، وما أثير الانتباه هو وجود عدد كبير من الشباب والأطفال، وكان مقررا غلق أبوابه في 6 سبتمبر؛ ولكن نظرا للإقبال الكبير وإعطاء فرصة أكبر لعشاق الحضارة المصرية أن يروا كنوز الملك رمسيس الثاني، تم مد فعالياته إلى الأحد الماضي 10 سبتمبر.

وسلط المعرض الضوء على فترة حكم وحياة الملك رمسيس الثاني، حيث يعتبر من أعظم الفراعنة المحاربين في عصر الدولة الحديثة، كما كشف المعرض عن أكثر من 180 قطعة أثرية ثمينة من كنوز الملك رمسيس الثاني، ومن بين هذه الكنوز "التابوت الملكي"، والذي وافقت على نقله السلطات المصرية إلى فرنسا، بشكل استثنائي، لعرضه ضمن هذه القطع الفرعونية، وكانت فرنسا الدولة الوحيدة التي استضافت هذا التابوت الملكي، تقديرا لجهود العلماء الفرنسيين الذين قاموا بمعالجة مومياء رمسيس الثاني من الفطريات عام 1976. 

ولهذا التابوت مكانة كبيرة، فقد تم اكتشافه في خبيئة الدير البحري في عام 1881، ومصنوع من خشب الأرز ومطلي باللون الأصفر ويمثل "الملك بهيئة آدمية" مُمسكا بيده بشارات الحكم صولجان وسوط وله لحية مستعارة مضفرة. 

كما ضم المعرض قطعا أثرية ثمينة، من بينها مجوهرات من الذهب والفضة الصلبة والتماثيل والتمائم (التعويذات) والأقنعة، وقدم للزوار، بالإضافة إلى عرض هذه الكنوز الفرعونية، تجربة غامرة للتجول في معابد أبو سمبل واستكشاف مقبرة الملكة نفرتاري عبر تقنية "الواقع الافتراضي"، وهو الأمر الذي جذب إعجاب واهتمام العديد من الزوار خاصة الشباب والأطفال.

ومن المقرر أن تكون محطته المقبلة في سيدني (أستراليا).