محنة الأصدقاء
للمرء فى كل زمان ومكان أصدقاء وخلان يعايشهم ويتعايش معهم يقاسمهم البسمة ويشاطرهم الأحزان ولكن فى كثير من الأحيان يختلط الأمر علينا فلا نستطيع أن نفرق بين الأصدقاء والمتصادقين فقط المحن تظهر ذلك
ومن الطبيعى أن يمر المرء فى حياته بمحن كثيرة وأزمات عديدة تتفاوت درجاتها وكلما زادت المحنة وطأة وصعوبة زاد الإختبار على من حولنا وتبدو من تحت هذه المحن والأزمات معادن هؤلاء وينقشع الغبارعن البعض فينطفئ زيف البريق ويظهر صدء الأخلاق وترى معادن أرخص ماتكون وعلى العكس تماما ترى بريقا يومض كاشفا عن أوناس وأصدقاء معادنهم تفوق الماس
ترى فى المحن من ينقلبوا عليك ويولون الأدبار فى جبن وتخاذل يندى له الجبين وبلا حمرة خجل
أيضا ترى رجالا يتسابقون فى الإقدام يواجهون ويتقدمون لا يتقهقرون يقفون وقفة رجل مهما كانت العواقب فقد ربطوا مصيرهم بك وليكن مايكون هولاء هم حقا رجال لهم أخلاق الفرسان بل هم أنفسهم الفرسان
هناك من يدوس على الجميع لينجو بنفسه وهناك من يواجه الأمر بشجاعة ويلقى على نفسه بالتبعية حتى لا يظلم أحد ويواجه مصيره مهما كان
الأزمات قد تخرج أسوأ مافى الإنسان وقد تخرج أفضل مافيه وشتان الفارق بين الإثنين
وعندما تزول المحن وينقشع سوادها يعود المنافقين المتصادقين أولئك من ولوا الأدبار سابقا يعودون مهللين ومهنئين رافعين رايات الترحيب والتضامن وقد يعلن البعض منهم عن مواقف زائفة كاذبة من التأييد المفروض أن تحسب له
وعلى العكس تماما ينسحب الفرسان ويتوارى أولئك الرجال ذو المعادن الصلبة والمواقف الرجولية ويراقبون من بعيد قانعين بأنهم فعلوا ما أملاه عليهم ضميرهم وأعطوا أصدقاؤهم حقهم فى المؤازرة دون انتظار لكلمة شكر أو إستحسان ويكفيهم قناعة أنهم أعطوا لمن له عليهم حق حقه
وأخيرا لمن هم مقصودون بهذا المقال بعد إجتيازهم لمحنتهم أقول لهم كونوا كالنخيل مرتفعين عن الأحقاد ترمون بالأحجار فتلقون بأطيب الثمار