محنة الأصدقاء

كتب في : الجمعة 22 مايو 2015 بقلم : محمد مجاهد
عدد المشاهدات: 15829

للمرء فى كل زمان ومكان أصدقاء وخلان يعايشهم ويتعايش معهم يقاسمهم البسمة ويشاطرهم الأحزان ولكن فى كثير من الأحيان يختلط الأمر علينا فلا نستطيع أن نفرق بين الأصدقاء والمتصادقين فقط المحن تظهر ذلك

ومن الطبيعى أن يمر المرء فى حياته بمحن كثيرة وأزمات عديدة تتفاوت درجاتها وكلما زادت المحنة وطأة وصعوبة زاد الإختبار على من حولنا وتبدو من تحت هذه المحن والأزمات معادن هؤلاء وينقشع الغبارعن البعض فينطفئ زيف البريق ويظهر صدء الأخلاق وترى معادن أرخص ماتكون وعلى العكس تماما ترى بريقا يومض كاشفا عن أوناس وأصدقاء معادنهم تفوق الماس

ترى فى المحن من ينقلبوا عليك ويولون الأدبار فى جبن وتخاذل يندى له الجبين وبلا حمرة خجل

أيضا ترى رجالا يتسابقون فى الإقدام يواجهون ويتقدمون لا يتقهقرون يقفون وقفة رجل مهما كانت العواقب فقد ربطوا مصيرهم بك وليكن مايكون هولاء هم حقا رجال لهم أخلاق الفرسان بل هم أنفسهم الفرسان

هناك من يدوس على الجميع لينجو بنفسه وهناك من يواجه الأمر بشجاعة ويلقى على نفسه بالتبعية حتى لا يظلم أحد ويواجه مصيره مهما كان

الأزمات قد تخرج أسوأ مافى الإنسان وقد تخرج أفضل مافيه وشتان الفارق بين الإثنين

وعندما تزول المحن وينقشع سوادها يعود المنافقين المتصادقين أولئك من ولوا الأدبار سابقا يعودون مهللين ومهنئين رافعين رايات الترحيب والتضامن وقد يعلن البعض منهم عن مواقف زائفة كاذبة من التأييد المفروض أن تحسب له

وعلى العكس تماما ينسحب الفرسان ويتوارى أولئك الرجال ذو المعادن الصلبة والمواقف الرجولية ويراقبون من بعيد قانعين بأنهم فعلوا ما أملاه عليهم ضميرهم وأعطوا أصدقاؤهم حقهم فى المؤازرة دون انتظار لكلمة شكر أو إستحسان ويكفيهم قناعة أنهم أعطوا لمن له عليهم حق حقه

وأخيرا لمن هم مقصودون بهذا المقال بعد إجتيازهم لمحنتهم أقول لهم كونوا كالنخيل مرتفعين عن الأحقاد ترمون بالأحجار فتلقون بأطيب الثمار

 

بداية الصفحة