أخبار عاجلة

في حضرة ترامب.. أمير قطر يقر بتقصيره في مكافحة الإرهاب

كتب في : الأربعاء 11 إبريل 2018 - 1:03 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

أمير قطر، تميم بن حمد، في محاولة جديدة لحل أزمته وأزمة نظامه، يصل واشنطن، عاصمة أخرى يأمل أن يجد فيها الحل، رغم أن الطريق الواضح المرسوم منذ البداية يشير إلى الرياض، بيت الحل ومكانه.

 

أمام ترامب أقر تميم بوجود قصور في مكافحة الإرهاب في بلده، حينما قدم التعهدات بأن يفعل المزيد لمحاربة الإرهاب، مؤكدا أنه لا يمكن التسامح مع دعم الإرهاب، وهنا يطل التناقض برأسه مظللا النظام القطري في الدوحة.

 

فالتجربة القطرية في مكافحة الإرهاب لا تكاد تكون أكثر من حبر على ورق، وذلك بكل ما للكلمة من معنى، بل هي أقرب إلى دفن الدوحة رأسها بالرمال، فالعاصمة القطرية تحوي عشرات وربما الإرهابيين أو الداعمين للإرهاب.

 

وتنطلق منها عمليات تمويل وتحريض وتخطيط تهدد استقرار المنطقة بل حتى العالم، فقبل مدة بسيطة، أعلنت قطر قائمة لإرهابيين منهم من يعيشون على أراضيها.

 

لكن القائمة القطرية لم تغير في الحقيقة شيئا، فأحد الإرهابيين القطريين تم تتوجيه بطلا في سباق رياضي، واحتفت ببطولته الدوحة علنا، بل أن الإرهابي يستطيع أن يغرد على وسائل التواصل الاجتماعي بكل أريحية.

 

إذن الوعد القطري بفعل المزيد لمكافحة الإرهاب قد يكون محل شك، أو يكون محله فقط تصريحات رنانة لكسب العطف ولذر الرماد في العيون يأمل أمير قطر أن يتم تصديقها.

 

وأمام ترامب أيضا، يرمي تميم بخيط تناقض آخر، فيحاول تغيير الدفة باتجاه نظام الأسد، ليشتت الانتباه عن اتهامات دعم الإرهاب، ومحاولا اللعب على التوتر القائم وسط غضب أميركي على دمشق بسبب الهجمات الكيماوية..

 

لكن الأرض السورية، الملتهبة بضربات وغارات النظام السوري، اكتوت أيضا من السياسات القطرية، وهو ما يحاول أمير قطر تشتيت الانتباه عنها.

 

فالدوحة دعمت فصائل متشددة عديدة، تسببت في إراقة الدماء وإعطاء الذرائع للنظام السوري ومعه إيران بشن حرب شاملة على السوريين. ولم تكن هذه المأساة الوحيدة التي خطتها قطر بيدها على الأرض السورية.

 

فالدوحة رعت ماليا وسياسيا عمليات تهجير طائفية، وقدمت المال لمليليشيات حزب الله من أجل طرد سكان مدن سورية من بيوتهم وذلك خدمة لأهداف قطرية ضيقة.

 

وقبل ترامب، كان تميم في لقاء مع وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس، الذي شدد ضرورة مساندة الدوحة في منع توسع نفوذ إيران التخريبي.

 

وزير الدفاع الأميركي، لربما عرف أن إيران لم تعد تملك أصدقاء في المنطقة والعالم إلا قطر، فكانت الرسالة لتميم بضرورة التعاون مع واشنطن لمواجهة طهران.

 

لكن قطر التي تمتلك وجهة نظر مختلفة نحو إيران، وتصفها بالشريفة، قد لا تكون العنوان لمثل هذا الأمر، فالرؤى الإيرانية القطرية لا تبدو متشابهة وحسب، بل هي متطابقة في مناح عدة.

 

إذن، يطرق أمير قطر الباب الأميركي لحل أزمته، ومجددا يجد نفسه مثل كل مرة، أمام أسئلة مكررة، حول دعمه للإرهاب وتعاونه مع طهران وسياساته في المنطقة.

 

فتتحول الخطة القطرية من الهجوم إلى الدفاع، وذلك باستخدام ذات الاسطوانة المشروخة، عبر تقديم وعود لم تر النور، منذ اتفاقي عامي 2013 و2014.

 

وعود باتت لا تصلح حتى للاستهلاك المحلي القطري الذي يعترف بالإرهابيين ليلا ويحتفي بهم نهارا جهارا.

بداية الصفحة