كتاب وآراء

'مااطيب عين دمعت لنفس لامت فتابت'

كتب في : الخميس 15 اكتوبر 2020 - 9:29 صباحاً بقلم : محمد العمامرى

"اخوانى واخواتى وابنائُى وبناتى القارئون و القارئات اصحاب النفوس النقية الزكية المطمئنه والامارةاللوامه
 "لَوْ أَنَّكُمْ لَاتُخْطِئُونَ لَأَتَى اللَّهُ بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ يَغْفِرُ لَهُمْ وعن أبي هريرةقال:- قال رسول الله ﷺ: والذي نفسي بيده لولم تذنبوا لذهب الله بكم، وجاء بقوم يذنبون ، فيستغفرون الله تعالى، فيغفرلهم رواه مسلم فالنفس اللوامةهى التي تلوم عند التقصير وتحاسب عند الإخلال بالتكاليف والواجبات الشرعية أو عند الوقوع في الأخطاءوالمعاصي وهي من أفضل الأنفس عند الله لأنها تعمل كرقيب على الإنسان حتى لا يقع في المعاصي وتلوم صاحبهاوتشعره بالذنب عندما يخرج عن دائرة الصواب إلى دائرةالانحراف وتعتبربمثابة الناهي عن الخطأوالمرشد إلى الصواب، وهي التي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في قوله تعالى في سورة القيامة (لا أقسم بيوم القيامة ولاأقسم بالنفس اللوامة) وتعتبر النفس اللوامة درجة وسطى بين النفس المطمئنة والنفس الأمارة بالسوء والرقي من النفس الأمارة بالسوء إلى النفس اللوامة ويحتاج إلى الإعتراف بالذنب وغسل الذنب بالدموع والعودة إلى الله والتوبة النصوح،(وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى) ولقد أخبر الله سبحانه وتعالى أن بعض المعاندين يكذبون بيوم القيامة، فقال تعالى بعد هاتين الآيتين: (أيحسب الإنسان ألن نجمع عظامه) أي بعد الموت فسورة القيامة تتحدث عن هؤلاء الذين لا يخافون الآخرة لأنهم لا يؤمنون أو لا يريدون أن يؤمنوا بها وقد ورد في سبب نزول هذه السورة أن واحداً من هؤلاء الذين لا يؤمنون بالآخرة واسمه عدي بن ربيعة وكان جارا للنبي المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث جاءه فقال له:- متى يكون يوم القيامة وما أمره؟ فأخبره به النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال الرجل:- يا محمد لوعاينت ذلك اليوم ما صدقتك ولم أؤمن بك أو يجمع الله هذه العظام وأشار إلى عظام كانت أمامه فأنزل الله تعالى هذه الآيات لقد أقسم الله بيوم القيامة على أنه حقيقة ثم أقسم بالنفس اللوامة فقال «ولا أقسم بالنفس اللوامة» أقسم الله بيوم القيامة وهو يوم غائب سيأتي ولا شك ثم أقسم بالنفس اللوامة التي بين جنبي الإنسان الذى قد لا يعلم حقيقتها فالإنسان لا يعرف النفس اللوامة، كما يعرفها الله لذا يقسم بها الله تعالى على أساس علمه بها لأن الله تعالى يقسم بالحق لان معرفة الإنسان قد لا تصل إلى القطع الذي لا يحتمل أدنى شك وختاما فالنفس اللوامة وقاية للمسلم من الانحراف والمعاصي رزقنا الله وإياكم نفساتقية زكية لوامه.

بداية الصفحة