عالم

بعد محاولة الانقلاب.. واقع الجيش 'التركي 'ومآله

كتب في : الأربعاء 20 يوليو 2016 بقلم : منى مجاهد

شكلت المحاولة الانقلابية الفاشلة التي شهدتها تركيا، الجمعة الماضية، ضربة قاسية لقيادة الجيش التركي ونفوذها التقليدي، وهو نفوذ أخذ يتآكل حتى قبل المحاولة الانقلابية، من خلال عملية منهجية تدريجية لتقليم أظافر الجيش، ومراقبة تحركات قياداته، وهو ربما إلذى أدى إلى إجهاض الانقلاب مبكرا.

وبدأ واضحا، تأثير المحاولة الانقلابية الفاشلة على مستقبل الجيش التركي، سيما بعد الإجراءات التي قامت بها الحكومة التركية بتصفية عناصر متهمة بتدبير الانقلاب ضد حكومة حزب العدالة والتنمية، إلى جانب حملة الاعتقالات التي طالت نحو ثلث عدد جنرالات الجيش، والمئات من عناصره.

كما سيكون لمجريات الأمور تأثير كبير أيضا على واقع الجيش التركي ومستقبله والمهام المنوطة به، سواء داخليا في مواجهة القلاقل جنوب شرقي البلاد، أو خارجيا في مراقبة الوضع في سوريا والتعامل مع طموحات أكراد شمالي سوريا المتضخمة بدعم غربي أميركي.

كما ستتأثر أيضا مشاركة الجيش التركي في عدة تحالفات دولية، على رأسها التحالف الدولي ضد الإرهاب بقيادة الولايات المتحدة، وبوصفه عضوا في حالف شمال الأطلسي.

وقالت المحللة العسكرية، لاله كمال، في مقابلة مع سكاي نيوز عربية: "المؤسسة العسكرية كانت تعاني وضعا صعبا على مستوى وظيفتها وأدائها ، حيث كان الجيش التركي يتعاطى مع كثير من التحديات في سوريا جنوبا، ومع حزب العمال الكردستاني داخليا الذي تصنف بمعايير معينة جماعة إرهابية.

وأضافت كمال: "أتوقع من الحكومة التركية الإسراع بسد هذه  الفجوة التي حدثت الآن داخل الجيش بسبب المحاولة الانقلابية الفاشلة، وما تلاها من حملة اعتقالات طالت عدد كبير من جنرالات الجيش.  إضافة إلى تقديم الحكومة خطتها على المستوى الأمني والعسكري قريبا."

ويضم الجيش التركي حوالي 510 آلاف جندي بتراجع عن 800 ألف في 1985، ويعتبر أحد أفضل الجيوش تدريبا في العالم.

وخلال السنة الماضية، زج الجيش بقسم كبير من قواته لمحاربة انفصاليي حزب العمال الكردستاني في جنوب شرق البلاد، ونفذ غارات على المعاقل الخلفية لهذا الحزب في شمال العراق.

وقتل المئات من الجنود الأتراك في القتال الذي اندلع بعد انهيار هدنة استمرت سنتين ونصف السنة في منتصف 2015.

وانضمت تركيا في العام الماضي إلى التحالف الدولي بقيادة واشنطن لمحاربة تنظيم داعش في سوريا والذي ينفذ غارات جوية على مواقع المسلحين.

وكانت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية قد قالت في تقرير لها إن عودة نفوذ الجيش التركي للظهور، أحيا المخاوف داخل القصر الجمهوري من إمكانية محاولة الجنرالات إسقاط أردوغان.

إلا أن حملات الاعتقالات التي شهدها الجيش قبل محاولة الانقلاب وبعده، زادت من الضغوطات التي تمارس على المؤسسة العسكرية، مما يعني أن عهد إدارة البزة العسكرية لدفة الأمور في تركيا قد ولى وانقضى إلى غير رجعة.

 

بداية الصفحة