أخبار عاجلة

استمرار عمل مكتب الجزيرة فى القدس يفضح تمثيلية أزمة قطر وإسرائيل

كتب في : الثلاثاء 08 اغسطس 2017 - 12:37 صباحاً بقلم : أشرف عبد المولى

"الكدب ملوش رجلين"، مثل شعبى مصرى شائع، مغزاه أنه مهما اتقنت الكذب وإتباع الطرق الملتوية لتضليل المحيطين بك، سينكشف أمرك وتُفضح أكاذيبك على مرأى ومسمع من الجميع، ولعل هذا المثل ينطبق تمامًا على حالة دولة قطر، التى تتفنن فى بث الرسائل التضليلية حول علاقاتها مع الكيان الصهيونى، وإدعاء وجود اضطرابات وأزمات بين الكيانين، رغم العلاقات القوية المعلنة وغير المعلنة التى تجمعهما.
 
ومارست قطر، كذبها وتضليلها مؤخرًا بإدعاء وجود أزمة مع إسرائيل، حول مكتب قناة الجزيرة فى القدس، وتهديد تل أبيب، بإغلاق المكتب، وإلغاء تصاريح صحفيى المكتب القطرى، إلا أن صورًا نشرتها وكالة "رويترز" للأنباء، اليوم الاثنين، فضحت تلك الأكاذيب، حيث أوضحت المشاهد المصورة، استمرار العمل داخل مكتب قناة الجزيرة، بشكل طبيعى دون توقف أو تأثر بالأزمة المزعومة.
 
ومع اتضاح استمرار العمل داخل مكتب الجزيرة فى القدس، يتأكد للمتابع أن الدوحة تحاول إشاعة إحساس بالتوتر فى علاقاتها بإسرائيل، لتقوية موقفها المهتز عربيًا وإقليميًا، وذلك عبر دفع واجهتها الإعلامية، قناة الجزيرة، للتنديد بقرار الحكومة الإسرائيلية، بإغلاق مكاتبها، معلنة عزمها اللجوء للقضاء لنقض القرار.
 
وكانت مصادر عربية وفلسطينية، كشفت النقاب عن أن قناة الجزيرة القطرية، تعهدت للحكومة الإسرائيلية بعدم التركيز على الانتهاكات اليومية التى يمارسها المستوطنين اليهود من اقتحامات يومية للمسجد الأقصى المبارك، نظير عدم الاستجابة لمطالب إغلاق مكتب الجزيرة فى القدس.
 
وقالت المصادر العربية، أمس الاثنين، لـ"اليوم السابع"، إنه فى أعقاب طلب وزير الاتصالات أيوب قرا من وزير الأمن الداخلى أريه أدرعى سحب التراخيص وغلق مكتب الجزيرة فى القدس، تواصل مدير مكتبها وليد العمرى، مع المسئولين بالحكومة، وبالأخص مع مدير مكتب رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وتعهد بعدم التركيز بعدد من القضايا التى تغضب الحكومة مثل قضية اقتحام المسجد الأقصى، وانتهاكات المستوطنين فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وعدم استضافة ضيوفا فلسطينيين فى القناة.
 
وأوضحت المصادر، أن "العمرى" أكد فى رسالته للمسئولين الإسرائيليين أن القناة لا تمارس أى تحريض ضد إسرائيل والدليل استضافة مسئولين عسكريين، مثل أفيخاى أدرعى، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، وكذلك أوفير جندلمان، المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية.
 
وفى وقت سابق، أمس، قال مصدر مسئول فى القناة القطرية لوكالة "فرانس برس" - طلب عدم ذكر اسمه - إن "الجزيرة تستنكر هذا الإجراء من دولة تدّعى أنها الدولة الديمقراطية الوحيدة فى الشرق الأوسط، وتعتبر ما فعلته أمرًا خطيرا، وسنتابع الموضوع من خلال الإجراءات القانونية والقضائية المناسبة".
 
وكانت إسرائيل أعلنت، الأحد، فى خطوة رأى متابعون أنها متفق عليها وتأتى فى إطار تنسيق وثيق بين الدوحة، وتل أبيب، ضمن محاولات حثيثة من الأخيرة لدعم قطر فى أزمتها الحالية وتحسين صورتها الإقليمية والدولية المتراجعة، عزمها إلغاء اعتماد صحفيى الجزيرة، واتجاهها لإغلاق مكاتب القناة فى إسرائيل بسبب تغطيتها لأحداث الحرم القدسى.
 
وقال وزير الاتصالات الإسرائيلى، أيوب قرا، إن إسرائيل تعتزم إلغاء اعتماد صحفيى قناة الجزيرة التلفزيونية وإغلاق مكتبها فى القدس، ووقف بث القناة عبر مقدمى الخدمة فى إسرائيل، متهما القناة التى تتخذ من قطر مقرا لها "بدعم الإرهاب"، متابعا: "مقدمو خدمات البث التليفزيونى وافقوا على اقتراحه بوقف بث قناتى الجزيرة بالعربية والإنجليزية، ولكن إغلاق مكتب القناة سيتطلب تشريعا منفصلا".
 
يأتى هذا فى الوقت الذى واجهت الجزيرة فيه انتقادات عربية حادة بسبب موقفها من أحداث المسجد الأقصى، وموقف قطر المخزى من القضية الفلسطينية والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة على الحرم القدسى والمسجد الأقصى.

 

بداية الصفحة