مأزق جديد في المنطقة تسببت فيه إيران عقب إعلانها فرض السيطرة على "مضيق هرمز"، أحد أهمالممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، ردا على موقف واشنطن التي فرضت عقوبات على طهران بشأن الملف النووي.

ولأن طهران على علم بمدى أهمية "مضيق هرمز"، الاستراتيجية والاقتصادية والتجارية خاصة لدول الخليج العربي، كونه المنفذ البحري الوحيد لعدة دول، منهم "العراق، الكويت، البحرين، قطر، الإمارات العربية"، فقررت أن ترد على موقف مجلس الشيوخ الأمريكيالذي صوت بتمديد فرض العقوبات الأمريكية المتعلقة بالملف النووي على إيران لـ10 سنوات إضافية.

البيت الأبيض: أوباما سيوقع قانون يقر تمديد العقوبات على إيران

طهران ترد على واشنطن

وبحسب وكالة "فارس" الإيرانية، صرح محمد جواد ظريف وزير الشؤون الخارجية الإيرانية، قائلا أنه "لو أننا لم نصدر النفط لن يمر أي شخص من مضيق هرمز".

كما هدد أمين مجمع تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، الحكومة الأمريكية برد فعل وصفه بالـ"صادم" من جانب بلاده في حالة تبني الحكومة الأمريكية للعقوبات المجددة، حسب وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا".

مجلس الشيوخ الأمريكي يمدد العقوبات على إيران لـ 10 سنوات

وقال رضائي، على حسابه على موقع "إنستجرام"، الجمعة، إن "العقوبات لن تكون موجهة ضد إيران فقط، ولكنها ستهزأ بالاتحاد الأوروبي والصين وروسيا أيضا بالإضافة إلى الدول الموقعة على الاتفاق النووي مع إيران، كما ستغض الطرف أيضا عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"،مضيفا "لذلك، ستكون لدينا الحرية لاتخاذ إجراء ضد الولايات المتحدة، ولكن إجراءنا سيكون أكثر جوهرية وسحقا بأضعاف".

وأعلنت الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، أن طهران تسيطر الآن على "مضيق هرمز" والخليج بشكل كامل، كما هدد قائد القوة البحرية الإيرانية الأميرال حبيب الله سياري، دول المنطقة وأمريكا بعد إعلان بلاده سيطرتها على مياه مضيق هرمز.

تحت التهديد

ولفت قائد البحرية الإيرانية، في كلمة ألقاها، على هامش خطبة صلاة الجمعة، إلى أن "القوات البحرية الإيرانية ترصد جميع تحركات دول المنطقة والدول الأجنبية في الخليج العربي ومضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، ولا تخشى أي تهديد".

وأضاف أن "القوات البحرية للجيش والحرس الثوري ترصد حاليا جميع تحركات دول المنطقة والدول الأجنبية في الخليج العربي، ومضيق هرمز وبحر عمان وشمال المحيط الهندي، ولا تسمح لأي سفينة بالاقتراب من حدود إيران أو إلحاق الضرر بالمصالح الوطنية".

إيران في مقدمة الدول الخاسرة

وستكون إيران أكبر الخاسرين من غلق "مضيق هرمز"، لكونها تعتمد عليه في تصدير النفط الخام إلى دول آسيا، خاصة الصين أكبر المستوردين منها.

دول متضررة

وعلى رأس الدول الأوروبية المتضررة، إيطاليا، وإسبانيا، واليونان، لأنها تستورد النفط الإيراني، بعد أن توقفت روسيا عن تصديره إليها بسبب تجميد اتفاق تعاون عسكري بين البلدين "اليونان وروسيا".

ويبلغ إجمالي ما تستورده الدول الأوروبية من النفط الإيراني 450 ألف برميل نفط يوميا أي بنسبة 18% من إجمالي الصادرات الإيرانية البالغة 2.7 مليون برميل نفط يوميا.

ووفقا لموقع "الخليج أونلاين"، يتوقع خبراء أن تضطر الدول العربية لشق قناة مائية تربط بين الخليج العربي وخليج عمان، وتقوم عند أقرب نقطة بين الخليجين، لتأمين دخل مالي لسلطنة عمان والدول الخليجية المساهمة في إنشائها.

وتضررت كذلك دولة اليابان، فهي تعد أكبر دول العالم استيرادا للنفط عبر مضيق هرمز.

وتجدر الإشارة إلى أن 22% من السلع الأساسية في العالم كـ"الحبوب وخام الحديد والأسمنت" تمر عبر المضيق، وتصدر المملكة العربية السعودية 88% من إنتاجها النفطي عبر المضيق، بينما تصدر العراق 98% من إنتاجها النفطي عبره، والإمارات بنسبة 99%.