أخبار عاجلة

السعودية توجه' لمصر' ضربات تحت الحزام

كتب في : الأحد 18 ديسمبر 2016 - 12:08 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

طفت على سطح العلاقات شوائب الخلافات بين السعودية ومصر، واصرار الرياض على جر القاهرة إلى صف التبعية والتعامل مع أكبر كيان عربى في المنطقة بمنطق التعامل مع بيروت، بات من الواضح أنه دفع المستقبل السياسي بين البلدين إلى حافة هاوية.

 

 

مجلس الأمن

 

تصويت مصر على القرار الروسي، استغله المتربصون بتاريخ التفاهمات بين المحور الأهم في المنطقة، ونجحت أطراف خفية تختبئ داخل دويلة، في زرع فتيل الأزمة وإظهار القاهرة في موقف المتخاذل عن قضايا أمتها، وترك سكان حلب السورية فريسة لنيران روسيا، اللافت في الأمر هو غض طرف هذه الأطراف مع الصفقة القذرة التي عقدها النظام التركى برئاسة رجب طيب أردوغان، مع نظام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ترك على إثرها سكان حلب لسكاكين ميلشيات إيران، مقابل تفاهمات خفية متعلقة بصفقات اقتصادية.

 

اقرأ أيضا: أوقفت مساعدتها.. والان تشارك فى هدمها.. تحركات سعودية فى أثيوبيا

موقف مصر من قرار روسيا في مجلس الأمن بالحسابات السياسية سواء اختلف المراقبون عليه أم اتفقوا، تهدف إلى وقف إطلاق النار لحماية الشعب السوري ورفض عدم السماح للمليشيات المسلحة بالبقاء، ومع الأيام انتصرت وجهة نظر القاهرة، بعدما أمر النظام التركى رجال المسلحين في حلب بالفرار من أرض المعركة تلبية للمطلب الروسي.

 

 

شحنات أرامكو

 

وعقب افتضاح صفقة حلب، تطرح كثير من علامات الاستفهام حول الموقف السعودي تجاه مصر، بذريعة دعم نظام بشار الأسد، وسر الإقدام على محاولة عقابها اقتصاديا بتوقف شحنات النفط القادمة من شركة أرامكو بتعليمات مباشرة من ولى ولى العهد محمد بن سلمان.

 

يبدو أن الأيام المقبلة سوف تكشف الكثير من المفاجأت المتعلقة بهذه الأزمة، لنقف في نهاية المطاف على عتبة الحقيقة المؤكدة المتعلقة بصراع على زعامة المنطقة ومحاولة إزاحة القاهرة التاريخية من طريق الأمير الصغير الحالم بالزعامة والذي قدم مشروعه للغرب على أنه ملك المنطقة الجديد.

 

 

سد النهضة

 

خطوات التصعيد وتوجيه الرياض ضربات تحت الحزام لمصر، بهدف إنهاكها واضعافها ودفعها للوقوف في صفوف المطالبين بالعطايا، امتد إلى العبث في أمنها المائى بدعم سد النهضة الإثيوبى، تجلت في بداية الأمر بالاستقبال الملكي لرئيس وزراء إثيوبيا هيلي ماريام ديسالين في الرياض، انتهت بزيارات مسئولين سعوديين لإديس أبابا لضرب الشعب المصري في عمق نهر النيل، وبعد الإعلان عن زيارة وزير الزراعة السعودي عبد الرحمن بن عبد المحسن الفضلي.

 

اقرأ أيضا: صدام جديد والأزمة تتطور بين مصر والخليج

أعلن اليوم عن زيارة مهمة بدأها أحمد الخطيب مستشار العاهل السعودي بالديوان الملكى، الخميس الماضى إلى أديس أبابا انتهت بوقوفه وسط منشأت السد، لإعطاء إشارة لبدء التعاون في مجال الطاقة والزراعة وغيرها من المجالات.

 

 

لجان إلكترونية

 

إلى حد ما ربما يكون من المقبول اللاعب السياسي على طاولة المقامرة، لكن الغير مقبول هو دفع الرياض للجان إلكترونية على مواقع التواصل الاجتماعى "تويتر" و"فيس بوك" لشن حملات ممنهجة مسيئة للقاهرة ونظامها، بشكل يومى من خلال تدشين عدد هائل من الهاشتاج المسيئة للدولة المصرية قيادة وشعبا، وصلت لحد ادعاء وجود تحالف بين السيسي والأسد أسموه بتحالف "الشيطان".

 

 

ضحايا الكاتدرائية

 

في الفم ماء..هذه الجملة الشهيرة التي أطلقها سفير السعودية بالقاهرة أحمد القطان، في سياق تعليقه على الغصة في النفس السعودية تجاه مصر، تنطبق الآن على الجانب المصري الذي يحمل ماء كثير في فمه ويرفض لفظه حفاظا على شعرة معاوية، ولعل آخر جرعة ماء في فم الدولة المصرية، هي امتناع ولى ولى العهد الأمير محمد بن سلمان عن تقديم التعازي في ضحايا تفجير الكاتدرائية رغم قيام الملك وولى عهد بالخطوة، إلا أن هذا الامتناع كشف مكنون النفس خصوصا أن برقيات التعازي التي يرسلها ولى ولى العهد تمتد كل حدب وصوب.

 

 

تحالف جديد

 

الخوف الآن في ظل تصاعد هذه الضربات، هو إعلان الطلاق البائن، ودفع القاهرة للدفاع عن مصالحها بتشكيل تحالف إقليمي مناهض بعيد عن كل البعد عن التحريض الطائفي، ينطلق من فكر عروبى، يرمي لإنقاذ الأمة من الانهيار وأبعادها عن أتون حرب طائفية تهرول إليه في ظل نفخ ألسنة اللهب الطائفية وتشرذمها بين مسميات "الشيعة والسنة".

بداية الصفحة