أخبار عاجلة

السيسي وسلمان يبتعدان أكثر.. عيد الإمارات يفشل في 'لم الشمل'

كتب في : الأحد 04 ديسمبر 2016 بقلم : جمال مبروك محمد

بينما كانت الطائرة الرئاسية المصرية تغادر الإمارات،بأمس، كانت الطائرة الملكية السعودية تحط في أبو ظبي، في مشهد يلخص التنافر الواضح بين رأسي الحكم في القاهرة والرياض، حاليا.

 

محاولات خليجية عديدة، قادتها الإمارات، لجمع شمل الرئيس عبد الفتاح السيسي بالملك سلمان بن عبد العزيز، في لقاء قمة ثلاثي يحضره ولي عهد أبو ظبي محمد بن راشد، لكن كل ذلك باء بالفشل، ولم تفلح أجواء العيد الوطني الإماراتي في تصفية الأجواء الملبدة بغيوم الغضب بين النظامين المصري والسعودي.

 

وكان السيسي وصل أبو ظبي في الأول من ديسمبر الجاري، وأعلنت الرئاسة في بيان لها أن زيارة السيسي ستشمل "لقاءات مع عدد من المسؤولين عن سبل تعزيز العلاقات بين الدولتين، والمشاركة في فعاليات احتفالات العيد القومي للإمارات".

لكن تقارير عديدة تحدثت عن ترتيبات إماراتية لعقد اجتماع بين السيسي وسلمان بحضور ولي عهد أبو ظبي، في إطار جهود احتواء الأزمة بين القاهرة والرياض والتي بدت جلية للغاية، ولا يمكن إنكارها منذ اعتراض السعودية على تصويت مصر على قرار روسي بشأن التهدئة في سوريا، أكتوبر الماضي.

 

واتضحت ترتيبات الإمارات للمصالحة في زيارة ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد للقاهرة في منتصف نوفمبر، والتي طرح فيها مبادرة بلاده لإذابة الجليد بين السيسي وسلمان.

 

تسريبات اللقاء الذي استغرق ثلاث ساعات قالت إن السيسي اشترط اعتذارا ملكيا لمصر، وفي المقابل طمأن دول الخليج بأنه لا نية في القاهرة لتقارب كبير مع إيران، وهي العدو اللدود للمملكة.

 

وطالما تحدث المسؤولون في القاهرة والرياض عن علاقات عميقة وتفهم لجميع ملفات المنطقة، لكن الخريطة السياسة كانت تخالف هذا الكلام بشكل كبير، نظرا لتنافر موقف البلدين في سوريا مثلا، بجانب عدم انخراط مصر مع السعودية في حرب اليمن بالشكل الذي يرضي الرياض.

 

"خيبة الأمل" السعودية في السيسي، الذي كانت تنتظر منه دعما كبيرا لها، كان لها انعكاساتها على الداخل المصري، إذ ضربت إدارة سلمان على الأوضاع الاقتصادية الصعبة في مصر، عندما أوقفت شركة "أرامكو" السعودية شحنات المواد البترولية إلى مصر، والتي كان متفق عليها خلال زيارة الملك السعودية للقاهرة في أبريل 2015، وذلك في شهري أكتوبر ونوفمبر الماضيين.

الخطوة السعودية أغضبت القاهرة بشدة، وتحدث السيسي في ندوة بالقوات المسلحة عن أن "مصر لن تركع إلا لله"، الأمر الذي فهم أن القاهرة طُلب منها تنازلات في قضايا إقليمية لم توافق عليها.

 

هذه الحال ظلت كما هي عليه، مع تردد أنباء عن وساطة كويتية أيضا لحل الأزمة بين البلدين، لكن فشل الإمارات في جمع السيسي بسلمان بدا دليلا واضحا على أن الخلافات لا يمكن أن تتوارى أكثر من ذلك.

 

ويتوقع محللون أن يتجذر الخلاف المصري السعودي بشكل أكبر في الأشهر المقبلة، خصوصا مع توقع حل سياسي يقترب من حدود الأزمة في سوريا، الأمر الذي تشجعه القاهرة وترفضه الرياض.

بداية الصفحة