أخبار عاجلة

معهد الدراسات الإفريقية يشعل 'فتنة طائفية' بالجامعات

كتب في : الخميس 20 اكتوبر 2016 بقلم : رضا المغازى الطنطاوى

المعهد يرفض قبول مسيحى ويطلب معرفة مذهبه.. وجابر نصار يتدارك الأمر بإلغاء خانة الديانة

المصدر: يرفض قبول 9 طلاب بالدراسات العليا بسبب مذاهبهم.. وإلغاء دراسة لقطرى عن الإخوان

شهدت جامعة القاهرة حالة من الجدل بسبب قرار رئيس الجامعة بخصوص إلغاء خانة الديانة من أوراق الالتحاق وجميع الأوراق والشهادات التى يتم التعامل بها فى الجامعة.

القرار المفاجئ كانت له أسباب أبرزها رفض قبول طالب مسيحى اسمه مينا نادر، تقدم بطلب التحاق للدراسات العليات بمعهد الدراسات الإفريقية التابع لجامعة القاهرة، وإلزام الطالب بذكر الطائفة والمذهب.

الواقعة تعود إلى يوم 7 سبتمبر الماضى، عندما تقدم الشاب مينا نادر بأوراقه، ودفع الرسوم، ثم تحددت له المقابلة يوم 5 أكتوبر الجارى.

وفوجئ الطالب بأن الاستمارة التى تطلب بيانات المتقدم للدراسة وجد مينا بندًا يطلب إجباريا ذكر الديانة تحت عنوان «وإذا كان مسيحيا يذكر الطائفة والمذهب»، فضلًا عما دار معه فى المقابلة الشخصة.

وتعجب مينا نادر، وقال إنه لا يوجد معيار موضوعى للاختيار فى المقابلة الشخصية مُرقم فى درجات»، موضحًا أن التمييز الدينى، (الطائفى والمذهبى) بدأ منذ لحظة إجبارى على ملء استمارة القبول العنصرية، مرورًا باختبار المقابلة الشخصية دون أى معيار موضوعى للاختيار المُرقّم فى درجات، وصولًا إلى النتيجة وهى أننى غير مقبول طبعًا بعد كل هذه الإجراءات التميّيزية الطائفية غير الموضوعية، متسائلًا لماذا هيئة بحثية محترمة تسأل مثل هذا السؤال؟ ويا ترى من ممنوع غيرنا؟ من معتنقى الديانات والطوائف والمذاهب الممنوعة أصلاً؟ ولماذا؟

وأوضح ، أنه التقى الدكتور عمرو عادلى نائب رئيس جامعة القاهرة لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمى، فى الثامنة والنصف صباح الثلاثاء الذى صدر فيه القرار، وطلب منه الاطلاع على الاستمارة، وسأله عن كيفية حصوله على كشف أسماء المتقدمين ومؤهلاتهم وكشف النتيجة، ووعده بحل الأمر خلال يومين، مؤكدًا أنه لم يتم إعلامه بقبول أوراقه حتى الآن، رغم أنه السبب فى هذا القرار، معتبرًا القرار حبرا على ورق وللدعاية فقط ومحاولة استباقية للحيلولة دون حقى بالدراسة فى المعهد.

وأضاف: «مصمم أن هناك خطأ حدث فى حقى وقت ما سقطت ظلم، ومن حق المصريين دافعى الضرائب معاملتهم بمساواة وتجرّد عن أى أهواء شخصية أو سياسية ناتجة عن قرار سياسى».

 

ويعتبر معهد الدراسات الإفريقية أبرز المعاهد الدراسية المتميزة التى تقدم خدمات تعليمية وبرامج وأنشطة متنوعة لتخريج كوادر متخصصة فى الدراسات الإفريقية من حملة الدبلوم والدكتوراه للوفاء باحتياجات المجتمع المحلى والإقليمى والإسهام بشكل فعال ودائم لتحقيق التواصل بين مصر وإفريقيا وفى القلب منها حوض النيل ودعم سياسات مصر تجاه إفريقيا.

وكشف أحد الطلاب الذين تم قبولهم بالمعهد وتم تعيينه فى وقت سابق لتميزه عن قرار المعهد الأخير باشتراط تحديد مقابلة شخصية مع عدد من الأساتذة فى المعهد عبارة عن دردشة معه يتم من خلالها معرفة نشاطات الطالب واتجاهاته ورؤيته نحو إفريقيا.

وأضاف الطالب فى تصريح خاص أن المعهد فى الفترة الأخير يقبل كل الطلاب الأفارقة، مشيرًا إلى أنه يقدم دعمًا مخصوصًا للطلاب السوادنيين، ذاكرًا أنه عنم تقدم بورقة بحثية خلال آخر مؤتمر دفع 200 جنيه رسوما فى مقابل دفع زميله السودانى 100 جنيه فقط.

وأكد أنه وزملاءه حتى الآن لا يعرفون سبب المقابلة الشخصية التى يشترطها المعهد ويعدها سببًا أساسيا فى القبول، مستبعدًا أن تكون جهة أمنية وراء ذلك.

وكشف مصدر مسؤول بالجامعة أنه تم رفض طلبات قبول 9 طلاب للالتحاق بالدراسات العليا بسبب مذاهبهم، ورفض رسالة ماجستير لطالب قطرى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية لتناولها موضوعات أساسية عن جماعة الإخوان المسلمين.

وامتدت آثار القرار إلى جلسة المجلس الأعلى للجامعات المنعقدة بجامعة الفيوم، حيث اشتبك الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة مع الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى والبحث العلمى، فبدأ الثانى بتوجيه اتهامات للأول بأن القرار غير مدروس.

مصدر مسؤول كشف تفاصيل الجلسة قال إن الجلسة شهدت سخونة كبيرة من قبل الوزير على غرار الخلافات المستمرة بين الطرفين، وأن الوزير وعددا من رؤساء الجامعات داخل اجتماع اليوم وجهوا العديد من الاتهامات للدكتور جابر نصار منها إثارة الرأى العام والبلبلة.

وأشارت المصدر إلى أن نصار التزام الهدوء تماما بعد الهجوم من قبل الوزير ورؤساء الجامعات وفى ظل الهجوم المتواصل غادر رئيس جامعة القاهرة الاجتماع فى هدوء.

وأكد أن الدكتور أشرف الشيحى وزير التعليم العالى والبحث العلمى اعتبر قرار إلغاء جامعة القاهرة خانة الديانة من التعاملات إحراجا له أمام الجميع كونه المسؤول عن المنظومة الجامعية ووزير التعليم العالى.

وأكد رؤساء الجامعات خلال جلسة المجلس أن نصار يريد عمل فتنة فى مصر من خلال إلغاء خانة الديانة بالتعاملات وعدم وجود أوراق بالجامعات عن ذلك.

وعلق الدكتور محمد كمال المتحدث باسم النقابة المستقلة لأعضاء هيئة التدريس على قرار إلغاء خانة الديانة فى الأوراق فى جامعة القاهرة بأن إثارة الأمر بهذه الطريقة يوحى أن الأساتذة يحكمون على الطلاب على أساس تمييزى سواء دينى أو جنسى أو عرقى وهذا طعن فى ذمة أساتذة الجامعات، مؤكدًا أن خانة الديانة غير موجودة فى أى مكان فى الجامعة وظهرت فقط فى ورقة خاصة بمعهد الدراسات الإفريقية.

وتابع كمال فى تصريح خاص: «حقيقة الأمر كالتالى قسم الاقتصاد والعلوم السياسية طلب هذا العام 100 طالب منهم 55 بقسم العلوم السياسية و55 بقسم الاقتصاد، وتقدم لشعبة العلوم السياسية 90 طالبا نجح منهم 55، وتقدم لشعبة الاقتصاد 55 طالبا نجح منهم 45، والناجحون فى شعبة الاقتصاد التى حدثت فيها المشكلة 45 منهم 2 مسيحيين والراسبون 10 منهم 9 طلاب مسلمون وطالب واحد مسيحى و نشرت الورقة الخاصة به عن طريق الجامعة كمبرر للقرار، وليس أن أغلبية الطلاب الراسبين مسيحيون كما ادعت الجامعة.

وأضاف: «ادعى الطالب وهو خريج تجارة بتقدير مقبول أنه رسب بسبب التمييز الدينى وطبعا واضح من الأرقام السابقة أن ادعائه غير صحيح، وحاول البعض إلزام القسم بقبول الجميع فرفضوا، فكان إصدار القرار ادعاء أن رفض الطالب بسبب التمييز الدينى وهذا غير صحيح إطلاقا».

من جانبه، قال الدكتور جابر نصار، رئيس جامعة القاهرة، إن قراره بخصوص خانة الديانة صادر من رئيس جامعة القاهرة وفى حدود سلطاته الدستورية والقانونية.

 

بداية الصفحة