كتاب وآراء

' هل تزكوا أنفسكم؟'

كتب في : السبت 14 مارس 2020 - 3:18 مساءً بقلم : محمد العمامرى

قرائى الكرام  إن هذا العنوان يفهم مدلوله من جزء من  آيه قرأنيه رقم( ٣٢ )من سورة النجم حيث قال الله تعالى فى كتابه الكريم "فلاتزكوا أنفسكم هو أعلم بمن إتقى"  صدق الله العظيم ومعناها  أن الله يقول لهم إياكم وأن تزكوا أنفسكم وتقولوا انكم من المتقين أى  الوارثين للجنه مصداقا لقوله تعالى"أولئك الوارثون الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون"  فالذى يعلم من سيكون من أهل الجنه هو الله عز وجل وحده بخلاف العشره المعروفين سالفا حيث اخبرنا بهم الله  عز وجل على سبيل الاستثناء وعلى لسان رسوله الكريم  والحقيقه هى ان من حقك ان تذكر نفسك بخير مادام فيه دفاع عن شرفك وكرامتك وقدراتك وإمكانياتك اما دخول الجنه  فالأعمال بالخواتيم " مصداقا لقوله تعالى " إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنه فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنه"رواه البخارى ومسلم والحقيقه هى ان من حقك ان تذكر نفسك بخير  وهذا  ما فعله كثير من الأنبياء لنقتضى بهم   فتجد رسول الإنسانية يقول فى حديث له" رحم الله امريء عرف قدر نفسه" وفى حديث آخر تجد المصطفى عليه السلام يقول"انا خيار من خيار" ولو رجعنالسبب ذكر هذا الحديث  نجده انه مرويا  عن عمرو بن دِينار عن عبدِالله بن عمر - رضي الله عنهما - قال: "بينما نحنُ جلوسٌ بفِناء رسولِ الله صلَّى الله عليه وسلَّم  إذ مرَّتِ امرأةٌ فقال رجلٌ مِن القوم هذه إبنةُ محمد فقال أبو سفيان إنَّ مَثَل محمدفي بني هاشم مَثَلُالرَّيحانة  في وسط النَّتَن فانطلقتِ المرأةُ فأخبرتِ النبي  صلَّى الله عليه وسلَّم  فخرَج النبيُّ  صلَّى الله عليه وسلَّم  يُعرَف الغضبُ في وجْهِه فقال (ما بالُ أقوال تَبلغُني عن أقوامٍ) إنَّ الله  تبارك وتعالى خَلَق السمواتِ فاختار العُليا فأسكنها مَن شاء مِن خَلْقه ثم خَلَق الخَلْق فاختار مِن الخلْق بني آدم واختار مِن بني آدم العَرَبَ واختار مِن العرب مُضرَ واختار مِن مُضر قريشًاواختار مِن قريش بني هاشم فأنا مِن بني هاشم مِن خيارٍ إلى خيارٍ فمَن أحبَّ العربَ فبحُبِّي أحبَّهم ومَن أبغض العربَ فببُغْضني أبغضَهم) رواه الحاكم وحدث أيضا  نفس الامرمع سيدنا يوسف حيث  قال فضيلة العالم الجليل رحمة الله عليه الشيخ محمد متولى الشعراوى أن سيدنا يوسف مارس هذا الحق عندما دافع عن نفسه وقال الله فى كتابه تعالى" "قال إجعلنى على خزائن الأرض إنى حفيظ عليم"  والله عز وجل  لم يعتبر قول سيدنا يوسف تفاخر اوتكبر او تزكيه فالمقصود الحقيقى بالتزكيه لفظيا وضمنيا التى حذر منها الله هى فى أمر  واحد فقط وهى انك تقول للناس انك من المتقين الذين ضمنوا دخول الجنه لان هذا يتعارض مع كتاب الله وسنة رسوله إضافة" لقول الصديق سيدنا ابى بكر لو إحدى قدماى فى الجنه ما آمنت مكر الله اى تدبيره " أما بالنسبه  للفاسد فإنه  يدافع عن نفسه  ويعتقد أنه على الحق وهنا  نجد الله عز وجل يردعليه  فى قوله تعالى "  في سورة الكهف ﴿قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا  الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾   فكفانا خلط المعانى والمفاهيم رغبة منا فى إهدار حقوق بعضنا لبعض ولولا أحاديث النبى واجتهادات العلماء مافسرت الآيات على مقاصدها الشرعيه الحقيقيه  فالحمد لله على نعمة القرآن ونعمةخلق سيدنا محمد ونعمة خلق علماء التفسير فلولا كل هذا لضاعت الحقوق  بين بعض عامة الناس الجاهلون  بمراد الله

بداية الصفحة