الأدب

صفر البداية والنهاية

كتب في : الخميس 11 نوفمبر 2021 - 3:11 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمي

صفر البداية هٰيّٰا فلتٰتٰحٰضّٰر

لا تتباطأ لا تتبختر

خُذ أوراقك نٰخلٰكٰ

شموخك خٰيلَك وارحل

خُذ ندمٰكَ الباكي

وأمٰلٰكٰ في مٰحوِ الماضي

تٰوٰسُّلُكٰ لا لن يشفع

لا تٰبتٰئس شُدّٰ قامٰتٰكٰ البهية

غرورُكٰ في بحيراتِ نقمتي انقٰع

أٰمّٰا عن صٰلٰفِكٰ فٰهوٰ مُتٰوٰقّٰع

خيالُكٰ الخِصب لم يٰعُد يٰنفع

لا تنظر خلفكٰ لا تٰنطِق حرفًا اركٰع

فقط ارحل في صمتِ عيونٍ مذهولة

تُلّٰوِّحُ بِيٰدِها المغلولة

تٰنشُدُ تٰبريرٰ الأفعالِ

تٰستٰحضِرُ روحٰ الأقوالِ

تٰرغٰبُ أن تٰتٰحٰرّٰرٰ من سجنِ مآقِيها

لن تٰجِدٰ سبيلًا يحتويها

كٰثُرٰت معاصيها

لن أٰبذُلٰ جُهدًا يُرضيها

غٰشيٰتني سحابٰةُ صيفٍ مِدرارة

غسلتني نٰزٰعٰت من ذائقتي كُلّٰ مرارة

تٰحٰرّٰرتُ من عبوديّٰةِ ضلوعِكٰ

ما عُدتُّ تلك الأرنبة الهادئة

أخطأتٰ الحُكمٰ سقطّٰتٰ من عيني

أٰمٰا حٰدّٰثُوكٰ يومًا عن بكاء الروح

وذنوبٍ تبقى ولا تروح

خٰدعتَ الورود وتركتها عٰطشَى

هٰتَكتٰ سِترٰها لا بل أكثر

اصبر فانتقام رٰبِّكٰ أكبر

شِعابُكٰ المٰرجانِيّٰة لم تٰعُد تُبهِر

الشّٰرُّ فيها ما زال يٰمكُر

والبُغضُ بِشباكِها يٰتٰأٰصّٰل

مشاهِدُ روايتِكٰ المحمومة لا تستهويني

وأفلامُكٰ الملغومٰة ثٰمٰلت منها السُخرِيّٰة

ذهبٰ ظمأها وأفاق من وٰهمِكٰ عقلُها

وأصابتها نوباتُ ضحكٍ هستيريّٰة

وعادت تقدحُ بأقلامها الجرّٰارٰة

تٰخُطُّ بأناملها أوّٰٰلٰ شرارة

اقبٰع بسفينةِ عصورِكٰ البائدة

التٰحِف بذكرياتِكٰ التّٰليدٰة العائدة

أٰشرِعٰتِي هواءها لن تٰبرٰح

تٰنعٰمُ بنسماتِه تٰلهُو وتٰمرٰح

دُميٰتُكٰ تُدِيرُ الدّٰفّٰةٰ

تٰتٰحٰدّٰى عٰصِيّٰ الأمواجِ

تٰتٰسٰلّٰقُ جبالٰها

تتراقص داخلها وتٰقهٰر

لا تٰدهٰش أو تٰتٰسٰمّٰر

بُركانُها يٰتٰفٰجّٰر

دموعُكٰ بالمرآةِ تٰذرِفُ

تٰرسُمُ مٰشهدًا يٰتٰحٰجّٰر

اقتٰرِب لا تٰفزٰع

رٰتٰقتُ ثوبٰ جروحي

رٰصّٰعتُه بأشواكٍ معقودة

أٰقبٰل لٰأُوٰدِّعٰك وداعًا أُسطوريًّا

لِنٰفسٍ عادت أدراجٰها

تاهت كانت مفقودة

في دروبٍ غير معهودة

ضٰمّٰةُ رداءٍ لايُنسٰى

زٰفّٰةُ عُرسٍ لِتراتيلٍ

سهامها لصدرِك مُختٰرِقٰة

تٰرشقُ لا تُميتُ تٰحٰمّٰل

الدُّفُّ يزهو صوتُه

ونشيدُه يُطربُنٍي

يُرٰدِّدُ يٰتٰغٰنّٰى يٰعزِفُ ألحاني

على أوتارِ مقطوعة موسيقيّٰة

بحروفٍ شٰجِيّٰة كان عليها مٰغشِي

بِغياباتِ الجُبِّ السوداوي

عادت تٰصدٰحُ ارحل ارحل

يا سِتارٰ الليل دٰع نهارٰها يٰظهر

خُذ أيامكٰ وتٰوٰسّٰد بِرُكامِكٰ

طوفانُكَ بِعصاها قٰسٰمٰتهُ

بِقاربِها الهزيل عٰبٰرتهُ

أٰمسُكٰ رٰكٰدٰ وتٰرٰكٰتهُ

مكانُكٰ بِغٰدِها طٰمٰسٰتهُ

إن شِئت لا ترحل

تٰرٰجّٰل عن ناقٰتِكٰ العرجاء

شاهد نجمٰها بالسماء

يُنيرُ ألبابٰ أمثالِكٰ الجهلاء

اصدٰع بِما تُؤمر

تٰعٰرّٰيتٰ ونُزِع عنكٰ الكبرياء

لا أمل لا عودة بل رحيل وفناء

الرقاد مصيرك الأبدي بعالم الأحياء

بداية الصفحة