«خاب على كبر»، هكذا يعبر المثل الشعبي عمن يتصرفون تصرفات غير عقلانية لا تليق بسنهم الكبير، والمفترض أنهم يحملون من الحكمة وتجربة الحياة ما يمكنهم من نصح غيرهم لحياة هادئة.
 
على عكس تلك الصورة أصيب بعضهم بما يشبه لوثة في العقل، جعلتهم يرتكبون جرائم لا تليق بسنهم، لعل أبرزها الاغتصاب بعد أن شهدت الفترة الماضية تعديا جنسيا من قبل بعض الطاعنين في السن ما مثلت ظاهرة تستدعي البحث عن أسباب ذلك.
 

اغتصاب جد لحفيدته
آخر تلك الوقائع، تعدى مسن يدعي «سمير 73 سنة على حفيدة شقيقه جنسيًّا في الغربية، حال ترددها على منزله لمساعدته حيث يقيم بمفرده، وبمواجهته فور القبض عليه اعترف بارتكاب الواقعة، ومعاشرة المجني عليها معاشرة الأزواج، قائلا: «إن الشيطان سيطر عليّ وأغواني باغتصابها».
 
وأضاف المتهم خلال اعترافاته، أن حفيدة شقيقه كانت تتردد عليه دائما في منزله، وحاول مرات كثيرة منع نفسه، إلا أنه في المرة الأخيرة يوم ارتكاب الواقعة، لم يستطع السيطرة على نفسه واغتصبها، ثم تركها تعود لمنزل والدتها بعدما ظهرت عليها آثار الإعياء الشديد.
 

اضطراب نفسي
في البداية يقول أحمد الباسوسي، استشاري الطب النفسي: إن المُسنين يعانون من أمراض عقلية، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالاضطراب النفسي، فضلا عن فقدان القدرة على التمييز والاستفسار، بالإضافة إلى عدم القدرة على السيطرة على التصرفات، موضحًا أن الكثير يعلم أن المسنين ضعفاء جنسيا وفقدوا الشهوة، ولكن الاضطراب النفسي يعطي لأي فئة طاقة جنسية عالية لا يستطيع السيطرة على أفعاله.
 
وتابع الطبيب النفسي، أن الاضطراب النفسي يتسبب في فقدان البصيرة وعدم إدراك الواقع، ما يعطي لأي طاعن في السن إحساسا قويا بالحيوية الجنسية، ولا يستطيع السيطرة عليها، ويأخد القرار وينفذه على أي أنثي أمامه، مستبعدا أن يكون عدم قدرته على الزواج هو السبب.
 
وقدم الباسوسي مجموعة من النصائح باتخاذ كافة الاحتياطات والمحاذير، بتوخي الحذر فور ظهور علامات أو إشارات معينة على المسنين، تدل على الاضطراب النفسي، لأن تلك المرحلة مع هذا السن الحرج عصيبة جدا.
 

النشاط الجنسي العقلي
وفي نفس السياق، تقول إنشاد عز الدين، أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية: إن سن القدرة الجنسية عند الرجال كبير يصل لعمر 60 عاما، مشيرة إلى أنه عندما يصل المسن لفقدان القدرة الجنسية مع إصابته بمرض نفسي، يظل النشاط الجنسي متواجدا في العقل مما يدفع لارتكاب مثل هذه الجرائم.
 
وتابعت «إنشاد» أن ما تسبب في زيادة تلك الوقائع هو غياب العقوبة المغلظة والعادلة غير الناجزة إلى جانب إجراءات التقاضي البطيئة، مطالبة بالتصدي للموقف بقوة حتى لا يتكرر ما يحدث كثيرًا.