قبل خمسة عشر عامًا، أطلق مارك زوكربيرج موقع "فيس بوك"، وتحديد فى 4 فبراير 2004، حيث أصبح الموقع الإلكترونى الخاص بالأصدقاء، أكبر شبكة اجتماعية فى العالم، كما تحول "زوكربيرج" إلى واحد من أغنى رجال العالم.

لكن رغم مميزاته فى ربط الناس فى جميع أنحاء كوكب الأرض، وامتلاكه لأكثر من مليارى مستخدم فى هذه العملية، فقد أثار فيس بوك جدلا كبيرا، حيث تقوم الشركة على جمع المعلومات عن مستخدميها والتى يمكن استخدامها للإعلانات المستهدفة، وقد شهد العامان الماضيان العديد من الفضائح التى تحيط بالخصوصية وجمع البيانات، والتى بلغت ذروتها مع إخفاق كامبريدج أناليتيكا فى العام الماضي.

وقد وصف أحد المحللين هذا الأمر قائلا:" خلال 15 عامًا فقط، أحدثت شركة فيس بوك ثورة فى الطريقة التى لا يقوم بها المستهلكون فقط بإنشاء البيانات ومشاركتها، بل وأيضًا كيف يتوقعون من الشركات تخزينها ومعالجتها"، مضيفا:" لقد تأسست الشركة على تشجيع المستخدمين على تبادل البيانات عن أنفسهم، فى مقابل الحصول على مزيد من المعلومات عن الآخرين".

وقد بنى فيس بوك علاقة ثقة متبادلة مع المستخدمين، الذين كانوا أكثر من راغبين فى مشاركة جميع بياناتهم مع عملاق التكنولوجيا، وفى المقابل، استخدم فيس بوك هذه البيانات لبناء نموذج عمل مدمر، ومن خلال جمع البيانات الجماعية، يستطيع فيس بوك فهم مستخدميه حقًا، ويقدم لهم تجارب شخصية تلبى احتياجاتهم الفردية، لكن حتى مع الانتقادات الشديدة لممارساته التجارية، استمر فيس بوك فى النمو.

وخلال الثلاثة أشهر المنتهية فى 31 ديسمبر، بلغت أرباح فيس بوك 12.8 مليار جنيه إسترلينى - بزيادة 30٪ عن 9.8 مليار جنيه استرلينى فى نفس الفترة من العام الماضى، كما ارتفعت الأرباح بنسبة 61٪ لتصل إلى 5.1 مليار جنيه إسترليني.

وقال زوكربيرج: "مجتمعنا وأعمالنا تواصل النمو، مضيفا:" لقد غيّرنا بشكل أساسى الكيفية التى تدير شركتنا للتركيز على أكبر القضايا الاجتماعية، ونحن نستثمر أكثر لبناء طرق جديدة وملهمة للناس للتواصل."، كما أوضحت الشبكة أن عدد المستخدمين النشطين شهريًا ارتفع بنسبة 9٪ على هذا الوقت من العام الماضى، ليصل إلى 2.32 مليار شخص.

وقال فيس بوك إنه يقدر الآن أن حوالى 2.7 مليار شخص يستخدمون فيس بوك وانستجرام وواتس آب وفيس بوك ماسنجر كل شهر، مع وجود مليارى شخص يستخدمون واحدًا على الأقل من هذه التطبيقات يوميًا.