أخبار عاجلة

منحنيات الغزل الحمساوي لمصر.. عباس يتجه لقطر و«هنية» يُسلم الجهاديين

كتب في : الأحد 01 يناير 2017 - 12:12 صباحاً بقلم : منى مجاهد

حماس تقدم عربون التقرب لمصر وتسلم جهاديين مطلوبين

 نافعة: مصر تلعب دور متوازن داخل منظمة التحرير الفلسطينية

الزنط: حماس تسعى نحو مصالحها وهدفها تخفيف القبضة المشددة عليها

 

أخذت العلاقة بين مصر وحركة حماس المسيطرة على قطاع غزة بقوة السلاح منحنى جديد، بعدما توترت تلك العلاقة في منتصف عام 2013، عقب الإطاحة برئيس الإخوان من الحكم، حينها اعتبرت حماس نفسها في حرب مع الدولة المصرية، وكان للقاهرة رد مماثل عليها في تصنيف الحركة ضمن الكيانات الإرهابية وهو ما تراجعت عنه فيما بعد.

 

وبعد ما يقرب من 3 أعوام ونصف على القطيعة بين الحركة والدولة المصرية، تتصاعد فرص عودة تلك العلاقات بقوة بعدما قدمت حماس «عربون» التقرب إلى مصر، وذلك بتسليمها عددًا من الجهاديين المطلوبين أمنيًا في مصر على خلفية قيامهم بعمليات إرهابية في سيناء، وهو ما تعتبره مصر خطوة جيدة نحو عودة العلاقات من جديد.

 

 

عباس يوسع الفجوة بينه وبين مصر ويتقرب إلى تركيا وقطر

تتزامن خطوة حماس مع توجه الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى التقرب من قطر وتركيا على حساب مصر، إضافة إلى رفضه لتوسط السعودية ومصر والأردن والإمارات لحل الخلافات الداخلية في حركة فتح، وتهيئة الأجواء بينه وبين تيار القيادي الفتحاوي محمد دحلان، ما جعل العديد من الدول التي كانت تدعم عباس تتجه نحو دحلان، وهو ما قابله بالارتماء في أحضان تركيا وقطر.

 

وفيما يخص حركة حماس، فإنها وجدت في الانقسامات التي تشهدها فتح تربة خصبة لإعادة بناء علاقتها بالقاهرة، خصوصًا وأن الحركة تعاني ضائقة مالية ونفسية كبيرة نتيجة للضغوط التي تمارس ضدها من الجيران، ونجاح القوات المصرية في تحطيم الأنفاق، إضافة إلى عدم قدرة تركيا وقطر على تقديم الدعم للحركة في ظل الأوضاع الإقليمية الملتهبة في سوريا والمنطقة.

 

وجاء يوم الخميس الماضي، موسى أبو مرزوق، نائب رئيس حركة حماس إلى القاهرة قادمًا من قطر، والتقى وفودًا أمنيًا مصرية، والتقى رئيس جهاز الاستخبارات العامة المصري، اللواء خالد فوزي، ومسؤول ملف فلسطين في الجهاز، اللواء وائل الصفتي، وتم الاتفاق على عقد لقاء آخر بعد أعياد الميلاد بحضور نائب رئيس الحركة إسماعيل هنية، وهو ما يعني أن القاهرة اختارت التقرب من حماس وتهميش محمود عباس الذي يبطش بيديه يمينًا ويسارًا دون أن يحدد وجهته أو هويته حتى الآن.

 

 

نافعة: مصر حريصة على التوازن داخل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية

وفي سياق ما سبق، قال الدكتور حسن نافعة، أستاذ السياسة بجامعة القاهرة، إن مصر حريصة على أن يكون هناك توازن داخل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، مستبعدًا أن يكون هناك اتجاه من جانب مصر لإقصاء حركة فتح عن المشهد، خصوصًا وأن الحركة كانت تمتلك ولازالت علاقات قوية بالقاهرة ومواقف مساندة للنظام الحالي.

 

وأوضح نافعة في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن التقارب مع حماس ليس معناه أن يكون ذلك على حساب فتح، بل يعني أن مصر دولة محورية تفكر بعقلية مركزية، والدليل على ذلك أنها رغم الخلافات الشديدة في وجهات النظر مع حماس خلال الفترة الماضية لم تغلق ملف الوساطة بين الحركة وفتح، مشيرًا إلى أن «مصر كانت على دراية بالوضع».

 

 

الزنط: علاقة مصر بحماس تتوقف على السعودية

من جانبه، يُرجح مدير مركز الدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعد الزنط، أن تشهد العلاقات بين مصر وحركة حماس تطورًا ملموسًا خلال الفترة القادمة، بسبب السعودية، لافتًا إلى أن حماس تحظى بدعم المملكة السعودية، والقاهرة تحاول حاليًا إعادة علاقتها مع الرياض، وبالتالي فإن عودة العلاقات مع حماس تساهم في تحسين العلاقات المصرية السعودية.

 

وأكد الزنط في تصريح لـ «اليوم الجديد»، أن حماس تسعى نحو مصالحها الإقليمية، وهدفها هو التخفيف من القبضة الأمنية على الحدود وهدم الأنفاق، خصوصًا في ظل الأوضاع المعيشية الصعبة داخل القطاع، متوقعًا أن تقدم الحركة تنازلات أكبر حتى لا تخسر مصر مجددًا.

 

وبعد عزل رئيس الإخوان من الحكم، فرضت مصر قبضة مشددة على الحدود مع قطاع غزة ومنعت عمليات التهريب على الحدود والتي كانت قد اشتدت في تلك الفترة التي حكم فيها الإخوان مصر، كما استقل الحمساويون نبأ سقوط مرسي بالحزن الشديد، خصوصًا وأنه كان يسهل لهم الحصول على ما يحتاجونه عبر الحدود من وقود وسيارات وخدمات، غير أن قوات الجيش المصري تمكنت من ردم معظم تلك الأنفاق.

بداية الصفحة