الأدب

المجهول

كتب في : الأحد 03 نوفمبر 2019 - 10:37 مساءً بقلم : دعاء أحمد شكرى

بعودة التيار الكهربى فجأة، دب النبض بسماعات الكمبيوتر، ودوى صوت "بالسى دى" التى أرسلها له مجهول عقب وفاة زوجته: (( بالهمس، باللمس، بالآهات، بالنظرات، باللفتات، بالصمت الرهيب. ويشب فى قلبى ..)) تلا صوت نجاة صوت آنات رخيصة فشب الحريق بقلبه، إنها زوجته تظهر بلقطات بها أدق تفاصيل متعتها مع رجل صورة وجه (مشوشة).. ثم قرأ سطور تسدل على الشاشة (زوجى ال.... ( أعترف بخيانتى لك مع أقرب شخص إليك من أصحابك كما خنتك مع أغلبهم). جن جنونه، صار يحدق فى وجه كل رجل من المقربين إليه، تمنى أن يفتح قبرها ويحرق جثتها، حياته أصبحت جحيماً. مزاج (دون جوان الرائق) تعكر،كل همه أن يعرف من هو صاحبه الخائن ؟ بعد فترة من عذابه، دق بابه فإذ بكيس آخر مسدل معلق من أعلى الباب من الخارج ، وبه شريط بصوت زوجته ضاحكة (زوجى ال... تمنيت لك كثيراً من حرقة الدم و العذاب واﻷرق فقدمته لك بكأس الشك و كنت أستغل ارتباطك الشديد وتقديسك لأصحابك السوء لأشكك فيهم، و أستغل (شرفك).. كلمة.. ورثتها لكم العادات والتقاليد فأشعلتك بها ،ﻷحول حياتك إلى جحيم..فجحيم الرجل أن يدرك خيانة زوجته حتى إن كانت مومياء يبغضها .. تخيلت أننى ضعيفة هزيلة منذ رأيت خيانتك فى بيتى، ونصرتك حسرتى التى شلتنى تماماً .. وأصبحت تخوننى بلا استحياء فى بيتى لتزيد حرقتى حتى تهنأ بفنائى وترثنى.. لكن هيهات.... يا روميو حقاً ﻻ أخفيك سراً ، ما ﻻ تعلمه تبددت حسرتى بعزيمتى، فتحررت من شللى.. بدون أن تشعر، صورتك مع عاهراتك ساعدتنى فى تسميم فكرك، حيل الفوتشوب التى أتقنها جيداً، بدلت وجهها بوجهى وشوهت وجهك.. أيها الغبى..ألم تنتبه إلى أنه جسدك الخائن وجسد إحدى عاهراتك أم تهت فى أجسادهن؟ أيها الخائن، لم أخنك. يا لها من نشوة!!! يقين يهمس لى بأننى نجحت فى تشويه عقلك و أنك ستصدق أحداثاً لم تحدث..لأن شبح الخيانة حتى لو مجرد شك يلغى حقائق العقل.. فما بالك أنى أنا الزوجة معترفة بشهادة الفيديو المركب بذنب لم أفعله حرقتك به كما أحرقتنى، أتصدقنى القول، المشلول الحقيقى هو أنت، اﻹعاقة الحقيقية هى إعاقة العقل.. بحرب أعصاب دمرتك والبادى أظلم. وبنبرة أثارت الرعب فى نفسه: (بسماعك لهذا الشريط تبرد روحى وترد إلى روحى بسلام). باغتته ضربة صائبة من خلفه أفقدته وعيه، آفاق فى الصباح على دقة الباب بعنف: (إذن من النيابة بالقبض عليك). - بلاغ من مجهول أن وفاة زوجتك غير طبيعية وأن تصريح دفنها أخرجوه بالرشوة بدون تدقيق وكتب به وفاة طبيعية. فتحوا قبرها ليعيدوا تشريح الجثة فوجدوا و جهها مشوها، الغريب لم يشر أحد لذلك، كل ما انتبهوا له ودونوه ماتت مسمومة .. يبدو أن عقله أفاق (حلاوة روح) فانتبه لطلب إحضار السى دى والشريط الذى به صوت زوجته واعترافها. لم يجدوا إلا سى دى واحد به كوكتيل حافل بأدق تفاصيل خيانته مع عاهراته.. وجدوا صورة من وصية الزوجة.. ما تبقى من أموالها مأوى للمعاقين ذهنياً والرفق بهم .. لم ينل من ثروة زوجته إﻻ نصيبه ضمن المعاقين ذهنياً كما أوصت .

من كتابى "فأوحى لها "  القاصه ..  دعاء احمد شكرى

بداية الصفحة